ديترويت..من رمز لصناعة السيارات إلى مدينة مفلسة
١٩ يوليو ٢٠١٣ديترويت التي كانت محل ميلاد كبرى شركات السيارات الأمريكية الثلاث: جنرال موتورز، وفورد، وكرايسلر، ظلت تعاني لعقود من سوء التدبير لإدارات المدينة المتعاقبة وهجرة سكانها وخسارة عائدات ضريبية، مما أضطرها تحت ضغط الديون بمليارات الدولارات إلى التقدم الخميس بطلب لإشهار إفلاسها وحمايتها من دائنيها في أحدث خطوة من دوامة الموت للمدينة. وقال محافظ ولاية ميتشغن ريك سنايدر إن "هذه خطوة صعبة لكنها الخيار الحيوي الوحيد لمعالجة مشكلة كانت تتكون طيلة ستة عقود... والحقائق المالية التي كانت تعترض ديترويت ظل يتم تجاهلها لفترة طويلة للغاية".
واتخذ سنايدر، وهو من الحزب الجمهوري، خطوة غير مسبوقة في آذار/ مارس بتعيين مدعي للإفلاس وهو كيفين أور كمدير طوارئ للمدينة. وكان أور أطلق في حزيران/ يونيو خطة لإعادة هيكلة ديون المدينة والتزاماتها المالية بحيث يتعرض الكثير من الدائنين لخسارة كبيرة. وحذر من أنه في حال توقف المفاوضات، سيتحرك سريعا لإشهار إفلاس المدينة وطلب الحماية، ووقع سنايدر على الخطوة في خطاب مرفق بالوثائق المقدمة للمحكمة. وكان سنايدر كتب في وقت سابق في رسالة أرفقها باشهار الإفلاس الذي قدمه إلى المحكمة "أن إعلان الإفلاس هو الحل الوحيد الذي سيسمح لديترويت بأن تستعيد الاستقرار وأن تصبح قابلة للاستمرار من جديد".
وبلغ الدين الذي تراكم على المدينة مستوى هائلا يقدر حاليا بـ 18.5مليار دولار. وإزاء هذا المأزق حذرت البلدية الشهر الماضي من أنها ستضطر إلى التخلف عن سداد قسم من مستحقاتها. وبإقدامها على هذه الخطوة تصبح ديترويت أكبر مدينة في الولايات المتحدة تشهر إفلاسها. وسيترتب على أحد القضاة ان يبت في القضية ويعلن ما إذا كان بوسع ديترويت أن تحظى بحماية قانون الإفلاس الذي يتيح لها إعادة التفاوض في دينها.
لكن بمعزل عن النواحي القانونية والمالية البحتة في هذه القضية، فان إفلاس ديترويت يعكس أزمة قطاع صناعة السيارات الذي يشكل جزءا كبيرا وأساسيا من الصناعة الأمريكية عرف ذروة ازدهاره في مطلع القرن الماضي. وقد ارتبط مصيرها بمصير السيارات إلى حد انها ألهمت حتى فرقا موسيقية مثل فرقة الروك "ام سي 5" وهي الأحرف الأولى ل"موتور سيتي 5" (مدينة السيارات) وشركة إنتاج الموسيقى الشهيرة "موتاون" تصغيرا ل"موتور تاون".
ع.ج.م/ /م. س (أ ف ب، د ب أ، رويترز)