رئيس وزراء ولاية هيسن يطالب بمعاقبة الجانحين من الأطفال
١٤ يناير ٢٠٠٨صب رولاند كوخ رئيس حكومة ولاية هيسن الائتلاف الحاكم مزيدا من الزيت على نار النقاش المستعر حاليا في ألمانيا حول السبل الرادعة للعنف، الذي يمارسه صغار السن خصوصا الأجانب منهم. ففي حديث مع صحيفة "بيلد آم زونتاج" الألمانية يوم أمس الأحد (13كانون الثاني/ يناير 2008) قال كوخ الذي ينتمي للحزب المسيحي الديمقراطي أنه يرى من واجبه أن يدافع عن ضحايا العنف وأنه سيواصل سعيه لتغيير القوانين المتعلقة بهذا الأمر.
مطالبة بتطبيق عقوبات الأحداث على الأطفال أيضا
وفي حديثه عن جرائم الأحداث طالب كوخ بتطبيق القوانين الجنائية الخاصة بالأحداث أيضا على الجانحين تحت سن 14 عاما وذلك في بعض الحالات الاستثنائية معللا هذا الموقف الخارج عن المألوف بقوله: "إن بعض المجرمين البالغين يستغلون هؤلاء الشباب الصغار بتوظيفهم في ارتكاب الجرائم وذلك لعلمهم بأن هؤلاء الصغار لا يقعون تحت طائلة القانون".
ومن ناحية أخرى وجه كوخ انتقادات حادة للقضاة المتخصصين في قضايا جرائم الشباب بأنهم يطبقون قانون العقوبات الخاص بالأحداث على الجرائم، التي يرتكبها شباب في سن 20 عاما، مشيرا إلى أنهم يتعاملون مع وسائل الردع المتاحة لهم بقليل من الوعي وذلك بهدف إصدار أحكام مخففة بحق صغار المجرمين.
تزايد الانتقادات لكوخ
وتأتي مواقف كوخ هذه في ظل تزايد حدة الانتقادات الموجهة إليه بسبب مواقفه من المناقشات الدائرة حاليا حول تشديد العقوبات على الأحداث المتورطين في أعمال إجرامية وخاصة من ذوي الخلفيات الأجنبية. وأثيرت هذه المناقشات في ألمانيا بعد تعرض مسن ألماني للضرب المبرح داخل محطة لقطارات الأنفاق في ميونيخ على يد شابين أحدهما تركي والآخر يوناني قبل احتفالات أعياد الميلاد في العام الماضي. وأعلن الحزب المسيحي الديمقراطي في ولاية هسين بعدها أنه سيجعل من هذا الموضوع أحد محاور حملته في الانتخابات المحلية المقبلة في الولاية.
من جانبها أعلنت نقابة العاملين في الشرطة الألمانية اليوم أنها تعارض تطبيق عقوبات على الأطفال دون 14 سنة، ووصف رئيس النقابة كونراد فرايبيرغ الحملة التي يشنها كوخ بـ "الشعبوية وعدم الجدية". وكان الحزب الاشتراكي الديمقراطي قد شن حملة مضادة لحملة كوخ، ركز خلالها على اتهام كوخ بمعاداة الأجانب من أجل اصطياد الأصوات في المعركة الانتخابية المقبلة في ولاية هسين.
مسؤولو الجالية التركية يرون أن التعليم هو الحل
وفي معرض ردود الفعل على تصريحات رولاند كوخ نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن كينان كولات رئيس الجالية التركية يوم أمس الأحد قوله: "إن أفضل وسيلة للوقاية من العنف والجرائم هي التعليم والتدريب المهني الجيد". وأوضح كولات أن تحسين مستوى التعليم سيتيح للشباب التركي فرصا أفضل في سوق العمل ، الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة فرص اندماج الجالية التركية داخل المجتمع الألماني على حد تعبيره. وكانت الجالية التركية قد بدأت العام الماضي حملة من أجل تحسين مستوى التعليم هادفة بذلك إلى خفض عدد التلاميذ المتسربين من المدارس من ذوي الأصول التركية إلى النصف خلال الأعوام الخمسة المقبلة بالإضافة إلى زيادة أعداد المتخرجين من المدارس الإعدادية إلى الضعف من أجل رفع أعداد المتخرجين من المدارس الثانوية من ذوي الأصول التركية. وكان كولات شبه حملة كوخ بالحملات التي تشنها أحزاب اليمين المتطرف الألماني ضد الأجانب.