رابطة الدوري الألماني تحقق أرباحا قياسية رغم الأزمة
١ فبراير ٢٠١٠لم تعصف الأزمة المالية العالمية بأسواق المال وحدها وإنما وصلت آثارها إلى الأندية الأوروبية الكبرى لكرة القدم، بعدما سجلت خسائر رهيبة الموسم الماضي، ونادي مانشستر يونايتد الانجليزي أفضل مثال على ذلك بعدما وصلت خسائره إلى نحو 822 مليون. لكن في الوقت الذي بدا فيه الوضع مأساويا لدى الكثير من الأندية الأوروبية العريقة، فاجأ كريستيان زايبرت رئيس رابطة الدوري الألماني لكرة القدم يوم الأربعاء الماضي (27 يناير/ كانون الثاني) الجميع حين أعلن أن الأندية الألمانية الستة والثلاثين المشاركة في دوري الدرجة الأولى والثانية في وضع مالي جيد، فقد تجاوز حجم معاملات الأندية لأول مرة في تاريخ الكرة الألمانية عتبة ملياري يورو، ليصل إلى مليارين و36 مليون يورو أي أنه ارتفع بمقدار 5,3 بالمائة مقارنة بموسم 2008.
عدم الإفراط في التفاؤل
الأرقام التي أعلن عنها زايبارت لم تكن سوى تكملة للنجاحات التي حققها المستثمرون والأندية المحترفة على حد سواء طيلة العقد الماضي. ومنذ موسم 1998/1999 إلى غاية اللحظة تجاوزت العائدات مليار يورو. وهي أرقام تؤكد كيف أن كرة القدم تحولت إلى سوق استثماري جذاب تحكمه لغة الأرقام وأسواق المال، وجاءت هذه النتائج لتدحض جميع التوقعات التي كانت تحذر من مغبة الأزمة المالية وتشكك في قدرات الأندية على تفادي أزمة من هذا الحجم. كريستيان زايبرات، من جهته حذر من الإفراط في التفاؤل داعيا إلى الحذر كون "أن المستقبل لا يزال مجهولا" وأنه "من المبكر الاعتقاد أن الأزمة الاقتصادية العالمية قد بلغت نهايتها". ورغم الأرقام القياسية التي تم تحقيقها في موسم 2009 يعتقد زايبارت "أنه بات صعبا على الأندية تحقيق أكثر ما تم تحقيقه خلال موسم 2009 ".
عائدات الإشهار والتغطية الإعلامية
وإذا استطاعت الأندية الألمانية تحقيق ما عجزت عنه الأندية الأوروبية الأخرى، فإن السبب في ذلك يعود بالأساس إلى عائدات الإشهار والتي بلغت في موسم 2009 إلى حوالي ستمائة مليون يورو أي أعلى بكثير مما حققته جميع الأندية الأوروبية الأخرى. ما يعني أن منافسات الدوري الألماني سواء تعلق الأمر بدوري الدرجة الأولى أو الثانية قد اكتسبت جاذبية غير مسبوقة من قبل المستثمرين. يضاف إلى ذلك رسوم التغطية الإعلامية لعدد من القنوات الداخلية والخارجية والمواقع الإلكترونية، والتي بلغت بدورها 573 مليون يورو.
رقم قياسي آخر تم تحطيمه على مستوى عائدات التذاكر، بعدما اشترى حوالي 17 مليون مشجع تذاكر المباريات التي ارتفعت عائداتها إلى 20,8 % بالمائة وبمعدل 425 مليون يورو. يذكر أن ثمن التذاكر في ألمانيا يصل في المتوسط إلى 20 يورو للتذكرة الواحدة، بينما في إسبانيا وانجلترا يدفع زوار الملاعب ضعف هذا المبلغ.
حركية بورصة اللاعبين
بورصة اللاعبين لعبت دورا هي الأخرى في هذه المحصلة القياسية التي حققتها رابطة الدوري الألماني للأندية المحترفة. 167,7 مليون يورو دخلت حسابها عبر صفقات بيع أو إعارة اللاعبين. في حين لم يحقق قطاع بيع السلع الرياضية الخاصة بالمشجعين نجاحا يذكر، بعدما أخفق في تجاوز سبع ملايين يورو. الإيجابي في الأمر أن الأندية الألمانية قررت الاستفادة من هذا النجاح بتخصيص ميزانية بحوالي 70 مليون يورو لتشجيع المراكز الرياضية المختصة بالجيل الناشئ من هواة كرة القدم.
الكاتبة: وفاق بنكيران
مراجعة: حسن زنيند