رايتس ووتش تحض المعارضة السورية على وقف تجنيد أطفال
٢٣ يونيو ٢٠١٤قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقرير أصدرته اليوم الاثنين (23 يونيو/ حزيران) إن جماعات مسلحة غير تابعة للدولة في سوريا استخدمت أطفالا أعمارهم تقل عن 15 عاما للقتال في المعارك. وقالت المنظمة إن الجماعات المسلحة تقوم بتجنيد الأطفال تحت غطاء تقديم التعليم إليهم وتدربهم على الأسلحة وتكلفهم بمهام خطرة، منها عمليات تفجير انتحارية. وأوضحت المنظمة التي تدافع عن حقوق الإنسان ومقرها نيويورك أن "المجموعات المتطرفة مثل الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) جندت أطفالا من خلال مزج التعليم والتدريب على استعمال الأسلحة والطلب منهم القيام بمهمات خطيرة من بينها عمليات انتحارية".
ووثق التقرير الذي يحمل عنوان: "قد نعيش وقد نموت: تجنيد الأطفال واستخدامهم من قبل الجماعات المسلحة في سوريا" تجربة 25 طفلاً وجنود أطفال سابقين في النزاع السوري المسلح. وقابلت المنظمة أطفالا قاتلوا في صفوف الجيش السوري الحر وفي الجبهة الإسلامية، وفي جماعات متطرفة مثل داعش وجبهة النصرة، وكذلك في القوات الكردية. ولأسباب أمنية ولوجستية، لم يشمل التقرير الميليشيات الموالية للحكومة.
وقالت المنظمة إن عدد الأطفال الذين يقاتلون في صفوف الجماعات المسلحة في سوريا ليس معروفا. وطالبت المنظمة جميع الجماعات المسلحة في سوريا بالتعهد علنا بحظر تجنيد واستخدام الأطفال وبتسريح جميع المقاتلين أو المساعدين تحت 18 عاما في صفوفها. كما طالبت المانحين بتجميد جميع المبيعات والمساعدات العسكرية، ومنها التدريبات والخدمات الفنية، المقدمة للقوات التي توجد معلومات موثوقة عن ضلوعها في الانتهاكات المتفشية والممنهجة ومنها استخدام الأطفال كجنود.
وقالت كاتبة التقرير بريفانكا موتابارتي، الباحثة في مجال حقوق الأطفال بمنظمة هيومن رايتس ووتش: "على المجموعات المسلحة ألا تحاول تجنيد أطفال معدمين قتل ذووهم وقصفت مدارسهم ودمرت بيئتهم". وأضافت أن "ويلات النزاع المسلح في سوريا تصبح أكثر سوءا بإرسال أطفال إلى الخطوط الأمامية". يشار إلى أن عدد الاطفال الجنود غير معروف. لكن في حزيران/يونيو 2014 تحدثت منظمة سورية قريبة من المعارضة وهي مركز توثيق الانتهاكات عن "194 طفلا غير مدني قتلوا في سوريا منذ أيلول/سبتمبر 2011".
والأطفال الذين التقتهم منظمة هيومن رايتش ووتش شاركوا في المعارك وكانوا قناصة مختبئين وأقاموا نقاط تفتيش واستعملوا في مجال التجسس وعالجوا جرحى في أرض المعركة أو نقلوا ذخائر ومواد أخرى إلى جبهة الحرب.
وأكد كثيرون منهم أانهم انضموا إلى المعارضة للحاق بأصدقائهم أو أهلهم وانضم آخرون لأن المعارك كانت تجري في أحيائهم ولم يكن بإمكانهم الذهاب إلى المدارس أو القيام بأي أعمال أخرى. وأراد بعض الذين شاركوا في المظاهرات السلمية في الأيام الأولى للاحتجاجات في آذار/مارس 2011 المشاركة في الحرب بينما اختار آخرون المعارضة بعد أان أساءت القوات النظامية معاملتهم. وكل الأشخاص الذين تمت مقابلتهم كانوا من الصبيان ولكن الاتحاد الديموقراطي الكردستاني يجند بنات لإقامة حواجز والقيام بدوريات في المناطق الخاضعة لسيطرته.
وحاول ائتلاف المعارضة وقف تجنيد الأطفال، لكن قياديين في الجيش السوري الحر أكدوا أنهم ما زالوا يقومون بهذا العمل. وكذلك أعلن قائد عسكري كردي أنه يسرح المقاتلين الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما. وأكدت المنظمة على "ضرورة ان تتعهد جميع المجموعات علنا بمنع تجنيد أطفال كما يتوجب على الحكومات التي تقدم مساعدة للمجموعات المسلحة أن تشدد على هذه المجموعات بالتحقق من عدم وجود أطفال في صفوفها. كل من يقدم مساعدة مالية للمجموعات المسلحة التي ترسل أطفالا إلى الحرب قد يعتبر شريكا في جرائم الحرب".
ش.ع/س.ك (أ.ف.ب، د.ب.أ)