رحلة شتوية في ست عشرة ولاية ألمانية
أسدل الشتاء رداءه الأبيض على الولايات الألمانية الست عشرة، بعض الثلوج تحولت إلى جليد لشدة البرد. نتعرف معاً على ألمانيا المثلجة في ألبوم صور ساحر لمناظر لا تنسى. ألمانيا عملاق صناعي، يحوله الثلج إلى لوحة خلابة.
بافاريا
ولاية بافاريا الواقعة جنوب ألمانيا تحظى كل عام بالنصيب الأكبر من الثلوج. وهكذا فإن الساكنين على السفح الألماني لسلسلة جبال الألب لا يخشون من تأثير التغيرات المناخية على خطط الشتاء في ربوعهم. منتجع "غارميش بارتن كيرشن" الظاهر في الصورة يتموقع في أسفل قمة "تسوغ شبتسه" وهي الأعلى في ألمانيا. ترتفع سفوح الجبل الى أكثر من ألفي متر فوق مستوى سطح البحر.
بادن فوتمبرغ
في ولاية بادن فورتمبيرغ، تنبض قلوب عشاق رياضات الشتاء بشدة، فعلى ارتفاع 1493 مترا تتربع قمة "فيلد بيرغ" في الغابة السوداء، وهي أعلى قمة في الولاية. تكللها الثلوج كل شتاء، ويبلغ طول سفوحها الصالحة للتزلج 63 كيلومترا.
هيسن
قمة "غروسر فيلد بيرغ" في هيسن ليست بارتفاع قمة "فيلد بيرغ" في الغابة السوداء. لكن الانحدار على مستوى 880 متراً يكفي لالتقاط صور شتوية رائعة للمكان. وللأسف لم يعد أحد يتزلج هنا، لكن منزلقات عربات toboggan ما زالت موجودة ويهواها كثير من الناس.
سكسونيا أنهالت
يبدو المنظر كأنه قطار ألعاب وليس قطاراً حقيقياً، لكن السكة الحديدية الرفيعة تتلوى بين مرتفعات وغابات "هارتس ناشينوال بارك" وصولاً إلى قمة بروكن التي ترتفع 1142 متراً عن سطح البحر. حين يتساقط الثلج تنحني غصون الأشجار، فتتخذ أشكالا غريبة يسميها أهل المنطقة "ساحرات بروكن".
تورينغن
على مدى 168 كيلومترا طولاً تمتد ممرات "رينشتايغ"، وهي واحدة من أشهر مسالك السير لمسافات طويلة. لو عرف مشاة الصيف جمال هذا المكان في الشتاء، لما فارقوه. السير بالعرض هنا يمثل تحدياً آخرا، لعدم وجود ممرات واضحة وهكذا ينبغي الالتزام بالممرات السالكة فحسب.
سكسونيا
حين تكسوها الثلوج، تتخذ صخور جبال "إلبه" أشكالاً مدهشة وأحياناً مرعبة. الشتاء هو الفصل المفضّل للعاشقين في هذه المنطقة. الطرق التي تقود إلى المرتفعات هنا هي 29 ممراً، تدل عليها كتب السياحة، وتحدد كل مخاطرها. بعض المناطق ينصح بتجنبها أثناء تساقط الثلوج.
راينلاد بفالتس
أما التجول على ضفاف الراين في سواحل ماينز فلا يمثل مجازفة، حيث يندر أن يكتسي النهر باللون الأبيض، وحين يتجلد الماء يكون سبباً لجذب المشاة. آخر مرة تجمّد فيها الراين كانت عام 1963.
سارلاند
بالنسبة لكروم العنب على ضفاف نهر موزيل، فإنّ موسم السقي الشتوي قصير. وتتبرعم الكروم أواخر شهر يناير وبدايات شهر فبراير. ولكن يمكن للراغبين تذوق النبيذ المخزون في بعض القباء، ومنها الظاهر في الصورة واسمه كريستين باو.
شمال الراين ويستفاليا
انتهت أعمال التعدين في مناجم المنطقة عام 2018، كثير من معدات التعدين تحولت إلى أشكال فنية ومنها البرج الظاهر في الصورة واسمه "تيترايدرون" قرب مدينة بوتروب. في الليل يتلألأ البرج بأنوار تضفي عليه بهاء نادراً، وفي النهار يمثل مركز جذب للسائحين، حيث يطل على المناطق الأكثر تمدناً في أوروبا.
سكسونيا السفلى
البحر إلى الشمال، وإلى اليمين تمتد المزارع المنبسطة. الطريق إلى فنار بيلزوم، أحد أبرز معالم فريزيا بامتداد بحر الشمال. بعد دقائق من التجول على الساحل، تشعر أن الانجماد قد بدأ يتسرب إلى أطرافك. وخير من ينقذك هنا واحدٌ من مقاهي الشاي، تتناول فيها قدحاً من "كوبا" المصنوع بالطريقة المحلية وعليه كريما وقطع السكر البيضاء.
شلسفيغ هولشتاين
جزيرة "زيلت" هي أكبر الجزر الألمانية في بحر الشمال، وتشهد اكتظاظا في موسم الصيف، لكنّ زيارتها في الشتاء تصبح ممكنة. جدار "روتيس" الظاهر في الصورة، هو سلسلة من المقتربات البحرية تغري كثيرين بجولة على الأقدام في الشتاء. الصورة للساحل الغربي للجدار، والمسير هنا فيه مجازفة. هذا الجدار يعتبره البحارة من شارات دلالة الإبحار المهمة.
ميكلينبورغ- فوربومرن
مقارنة ببحر الشمال، يبدو بحر البلطيق هادئاً. في شبه جزيرة "فشلاند دارس"، تتناوب على المنظر الغابات والمستنقعات الملحية والتلال، على امتداد سواحل طويلة. تعرف المنطقة بالعنبر الذي ينتشر على العشب الأصفر وخاصة في الشتاء.
براندنبورغ
غابة سبري، تقع على بعد ساعة شرق برلين. هذه المنطقة التي تغمرها مسطحات مائية هي عبارة عن تقاطع مئات الجداول والغدران والنهيرات. هذا الزورق واسمه بونت هو الوسيلة التقليدية للتنقل هنا. حتى البريد يرسل بهذه الزوارق صيفاً وشتاء. السائحون يستمتعون بالرحلة النهرية الهادئة.
برلين
حين يغمر الثلج برلين، تخمد ضوضاء المدينة، ويتحرك كل شيء ببطء. المدينة التي تعج بالحركة تبدو مسحورة بغلالة الثلج. وتصبح المروج ممرات للتزلج. وعندما يتجلد الثلج، يتزلج البرلينيون حتى إلى أماكن عملهم. الصورة لحقل مجاور لمطار تمبلهوف.
هامبورغ
هامبورغ الحاضرة الأنيقة على بحيرة "ألستر"، والمنظر خلاب في الشفق الشتوي. للحصول على شتاء حقيقي كامل، يتوق الناس هنا إلى الصقيع، الذي يصمد لفترة طويلة فيتجمد سطح البحيرة الشاسعة برمته. عند ذاك يقام مهرجان ألستر الثلجي.
بريمن
مركز مدينة بريمن القروسطي، واسمه "شنوفيرتل". البيوت المتراصة التي بنيت في القرن الخامس عشر أو القرن السادس عشر تطل مباشرة بلا رصيف على الشوارع المرصوفة بالحجر من عصور قديمة. والشوارع تستدير ومعها تنحني البيوت والمحلات. هنا يُحسن بالمرء أن يشرب الشوكولاتة الساخنة ويخطط لزيارة المكان في الربيع المقبل. الكاتب: آنا تيرميش/ م.م