رحيل الموسيقار المصري الشهير عمار الشريعي
٧ ديسمبر ٢٠١٢توفي الموسيقار المصري عمار الشريعي اليوم الجمعة (7 ديسمبر / كانون الأول) في مستشفى بالقاهرة عن 64 عاما بعد صراع مع المرض. وقبع الموسيقار الكفيف الراحل طيلة الأشهر الأخيرة في مستشفى بالقاهرة للعلاج من مشكلات في القلب والرئة وأجرى مؤخرا جراحة "قسطرة" في القلب وجراحة أخرى لإزالة الماء من على الرئة.
ولد عمار علي محمد إبراهيم الشريعي في أبريل / نيسان عام 1948 في محافظة المنيا في صعيد مصر وتخرج من كلية الآداب بجامعة عين شمس بالقاهرة وخلال دراسته الجامعية تحدى إعاقته البصرية واشتهر بالعزف على الأكورديون ثم عمل فترة كعازف في بعض الملاهي الليلية قبل أن يتجه إلى التأليف الموسيقي. واشتهر الشريعي بالعزف على الأورغ. وكان أول أعماله في مجال التلحين أغنية "امسكوا الخشب" عام 1975 للممثلة والمطربة المصرية مها صبري (1933-1989).
من عازف أورغ إلى ملحن ذي شهرة عالمية
وفي السنوات التالية توالت ألحانه لأغان وأفلام مسلسلات تلفزيونية إضافة إلى تقديم تحليل نقدي لألحان عربية كلاسيكية في برنامجه الإذاعي "غواص في بحر النغم" واستضافته مطربين وملحنين في برنامجه التلفزيوني "سهرة شريعي". وزادت ألحانه عن 150 لحنا لمعظم مطربي ومطربات مصر والعالم العربي. وكون الشريعي عام 1980 فرقة "الأصدقاء" التي ضمت أصواتا جديدة اكتشفها بنفسه، بينها منى عبد الغني وحنان وعلاء عبد الخالق، الذين تحولوا إلى مطربين معروفين بعدها.
وألف الشريعي الموسيقى التصويرية لنحو 50 فيلما أولها "الشك يا حبيبي" عام1976، بطولة المطربة والممثلة شادية، و"البريء" عام 1986، بطولة أحمد زكي، و"حليم" عام 2006 بطولة أحمد زكي. كما قدم الموسيقى التصويرية لنحو 150 مسلسلا تلفزيونيا منها "الأيام" و"أديب" و"رأفت الهجان" و"دموع في عيون وقحة" و"أم كلثوم" و"حديث الصباح والمساء" و"ريا وسكينة" و"شيخ العرب همام".
وعين الراحل أستاذا غير متفرغ بأكاديمية الفنون المصرية عام 1995 وتناولت العديد من الرسائل العلمية لدرجتي الماجستير والدكتوراة أعماله الفنية وبينها رسالة دكتوراة من جامعة السوربون في فرنسا. وألف عمار الشريعي الموسيقى التصويرية لعشرات الأعمال السينمائية والتليفزيونية والإذاعية كما قدم بنفسه عددا من البرامج الشهيرة أبرزها البرنامج الإذاعي الذي استمر عدة سنوات "غواص في بحر النغم".
وحاز الراحل على العديد من الجوائز بينها جائزة مهرجان فالنسيا عام 1986 وجائزة مهرجان فيفييه في سويسرا عام 1989 ووسام التكريم من الطبقة الأولى من سلطنة عمان عام 1992 ووسام التكريم من الطبقة الأولى من الأردن وجائزة الدولة للتفوق في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة في مصر عام 2005.
ومنذ الأيام الأولى للاحتجاجات التي طالبت برحيل الرئيس المصري السابق حسني مبارك كان للشريعي موقف واضح وذهب للتضامن مع المحتجين في ميدان التحرير وأصيب بأزمة قلبية نتيجة الإرهاق. ونال الشريعي جوائز من إسبانيا وسويسرا كما كرم في الأردن وعمان ومنحته وزارة الثقافة المصرية جائزة التفوق في الفنون عام 2005.
ش.ع /ع.ج.م (د.ب.أ، أ.ف.ب، رويترز)