رحيل وردة الجزائرية بعد أكثر من 50 عاما من العطاء
١٨ مايو ٢٠١٢أعلن التلفزيون الجزائري مساء الخميس عن وفاة الفنانة وردة الجزائرية بأحد مستشفيات العاصمة المصرية القاهرة عن عمر ناهز 73 عاما. وأوضح التلفزيون الجزائري أن جثمان وردة الجزائرية سينقل اليوم الجمعة إلى الجزائر، حيث سيوارى الثرى، بعد غد السبت في مقبرة العالية بالعاصمة الجزائرية. وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد تناقلت خلال الأيام الأخيرة خبر وفاة الفنانة وردة الجزائرية بأزمة قلبية، غير أن مصادر من العائلة نفت ذلك في حينه ووصفته بـ" الإشاعة".
وولدت وردة الجزائرية، واسمها الحقيقي وردة محمد فتوكي، في فرنسا لأب جزائري وأم لبنانية، وبدأت الغناء عام 1951. وكان آخر عمل لها هو تصوير كليب غنائي تخليدا للذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر. ونشأت وردة في وسط بعيد عن اللغة العربية ومارست الغناء في فرنسا في طفولتها وكانت تقدم أغاني نجوم عصرها مثل أم كلثوم وأسمهان وعبد الحليم حافظ وشارل أزنافو وإديث بياف، قبل أن تعود مع والدتها إلى لبنان. وفي إحدى الليالي كانت وردة تغني للراحلة أسمهان فسمعها ملحن سوري وأعجب بصوتها فأقنع والدها بضرورة الاهتمام بها فنيا وطلب منه الموافقة على التعاون معه ومع ابنته فوافق الوالد وقدمها للملحن فكانت بدايتها الفعلية والفنية الخاصة. وفي سنة 1959 سافرت وردة إلى دمشق وهناك غنت للسوريين في نادي ضباط سورية وبعدها سافرت إلى بيروت حيث انهالت عليها العقود السينمائية ليتصل بها المخرج اللامع آنذاك حلمي رفلة برفقة النجم عمر الشريف ويطلبا منها المشاركة في فيلم سينمائي مصري وكان فيلم" ألمظ وعبده الحامولي" مع المطرب الراحل عادل مأمون. وبدءا من عام 1960 برز اسم وردة وانهالت عليها العقود من كبار الملحنين من بينهم رياض السنباطي ومحمد الموجي وبليغ حمدي وفريد الأطرش وأصبحت سريعا تنافس كبار الفنانين مثل فايزة أحمد وشادية.
وفي عام 1972 كانت الجزائر تجهز للاحتفال بالذكرى العاشرة للاستقلال فاتصل بها الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين طالبا منها المشاركة في الاحتفال الكبير فقدمت قصيدة "عدنا إليك يا جزائرنا الحبيبة" من كلمات صالح خرفي وألحان بليغ حمدي.
وفي القاهرة مجددا كانت بدايتها الثانية، عقب زواجها من الملحن الراحل بليغ حمدي الذي لحن لها عشرات الأغاني الشهيرة مثل "يا أهل الهوى"و"اسمعوني" و" ايه ولا ايه" و"أولاد الحلال" و"معندكش فكرة".
وقدمت وردة عددا من الأفلام السينمائية الناجحة أبرزها "حكايتي مع الزمان" الذي قدمت فيه أغنية شهيرة بنفس الاسم مع النجم الراحل رشدي أباظة ومسلسل "أوراق الورد" الذي ضم الأغنية الشهيرة "عندي بغبغان".
وتوقفت وردة عن الغناء لسنوات قبل أن تعود مجددا في التسعينات مع الملحن صلاح الشرنوبي في ألبومي "بتونس بيك" و"حرمت أحبك" اللذين حققا نجاحا كبيرا وأعادا إلى الأذهان أمجاد وردة في الستينات والسبعينات كما قدمت مسلسلا تليفزيونيا بعنوان "آن الأوان"، لكنه لم يحقق نجاحا واسعا. وكان آخر عمل قدمته الفنانة وردة الجزائرية أغنية وطنية بعنوان "مازالوا واقفين" قدمتها مؤخرا بمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلال بلدها الجزائر.
(ف. ي/ أ ف ب، د ب ا)
مراجعة: عبده جميل لمخلافي