ردود أفعال دولية على فضيحة بيغاسوس ـ دعاوى تشهير وتحقيقات
٢٣ يوليو ٢٠٢١أعلنت الجزائر، أنها تحتفظ بحق الرد، على ما وصفته "الاعتداء الممنهج على حقوق الإنسان"، عبر استخدام برنامج التجسس "بيغاسوس"، ضد بعض مسؤوليها.
وقالت الخارجية الجزائرية في بيان: "الجزائر تعرب عن قلقها العميق بعد كشف مجموعة من المؤسسات الإعلامية ذات السمعة المهنية العالية، عن قيام سلطات بعض الدول وخاصة المغرب، باستخدام واسع النطاق لبرنامج التجسس بيغاسوس ضد مسؤولين ومواطنين جزائريين".
وطلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي ورد اسمه ضمن قائمة الأهداف المحتملة، خلال اجتماع استثنائي لمجلس الدفاع مساء أمس الخميس (22 يوليو/ تموز 2021)، "تعزيز" أمن وسائل الاتصال الحسّاسة، وفق مكتبه. وقال إن ماكرون "غيّر هاتفه ورقمه في بعض التبادلات" في حين دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى فرض قيود إضافية على بيع برامج التجسّس.
وحصلت "فوربيدن ستوريز" ومنظمة العفو الدولية على قائمة بخمسين ألف رقم هاتف اختارها زبائن لمجموعة "ان اس او" الإسرائيلية منذ 2016 بهدف القيام بعمليات تجسّس محتملة. وأرسلت المنظمتان القائمة إلى مجموعة من 17 وسيلة إعلامية كشفت هذه القضية الأحد، بينها صحف واشنطن بوست وذي غارديان ولوموند.
ويسمح البرنامج، إذا اخترق الهاتف الذكي، بالوصول إلى الرسائل والصور ووجهات الاتصال وحتى الاستماع إلى اتصالات مالكه. وأحدث التحقيق فضيحة مدوية مع ورود أسماء دول عديدة متورطة، من السعودية والإمارات والمغرب إلى الهند ومجموعة من الدول ذات الاقتصادات الناشئة إجمالاً.
والمجر هي الدولة الأوروبية الوحيدة التي ورد اسمها كمستخدم محتمل للبرنامج، مع الاشتباه باستهدافها مئات الأشخاص بينهم صحافيون ومحامون وسواهم من الشخصيات العامة. وشدّد وزير الخارجية بيتر سيارتو على أن "لا علم (للحكومة) بعملية جمع معلومات كهذه"، في وقت أعلنت النيابة العامة الخميس فتح تحقيق، في خطوة انتقدها البعض واعتبرها مناورة لإضاعة الوقت. وقال أندرياس ليديرر من لجنة هلسينكي لحقوق الإنسان "لديهم سنوات ليحققوا إذا أرادوا... إنها مجرّد خطوة إدارية".
وتصرّ شركة "ان اس او" على أن برامجها مخصّصة فقط للحصول على معلومات استخبارية لمحاربة شبكات إجرامية وإرهابية. وتقول إنها تصدّر تقنياتها إلى 45 دولة بموافقة الحكومة الإسرائيلية. وأعلنت الحكومة الإسرائيلية أنّها شكّلت لجنة لمراجعة المزاعم بإساءة استخدام برنامج بيغاسوس.
وأمرت النيابة الجزائرية بفتح تحقيق ابتدائي بعد تقارير إعلاميّة حول عمليّات تجسّس وقعت ضحيتها. وقالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنياس كالامار إن "برنامج "اس ان او" للتجسس هو سلاح للحكومات القمعية التي تسعى إلى إسكات الصحافيين ومهاجمة الناشطين وسحق المعارضة".
وظهرت أدلة على محاولة قرصنة هاتف وزير البيئة الفرنسي السابق وحليف ماكرون المقرب فرنسوا دو روغي مصدرها المغرب، وفق تقارير إعلامية. وقرّر المغرب رفع دعوى قضائية أمام المحكمة الجنائية في باريس ضد منظمتي "فوربيدن ستوريز" والعفو الدولية بتهمة التشهير، وذلك لـ"عدم ترك الأكاذيب والأخبار المضللة التي تم نشرها في الأيام الأخيرة من دون عقاب"، وفق ما قال المحامي المعين من المملكة لمتابعة القضية أوليفييه باراتيلي الخميس.
ومن المقرر عقد جلسة الاستماع الإجرائية الأولى في 8 تشرين الأول/أكتوبر أمام دائرة قانون الصحافة، لكن من غير المتوقع أن تبدأ المحاكمة قبل عامين تقريباً. ونفت كل من السعودية والإمارات استخدامهما لبرنامج بيغاسوس.
ع.ش/ع.أ.ج (أ ف ب)