رصد فيروس أنفلونزا الطيور القاتل عند الطيور الداجنة في ألمانيا

في تطور خطير لمرض أنفلونزا الطيور، تم لأول مرة في ألمانيا الإعلان عن رصد حالة من فيروس "اتش5 ان1" القاتل للإنسان في مزارع الطيور الداجنة في البلاد. وأعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية المحلية في ولاية ساكسونيا الألمانية الواقعة شرق البلاد أمس الأربعاء انه تم رصد مرض أنفلونزا الطيور من نوع "اتش5 ان1" للمرة الأولى في مزرعة دواجن بهذه المنطقة. وقال المتحدث باسم الوزارة، رالف شرايبر، بعد نشر المختبر الوطني البيطري في معهد فريدريش ـ لوفلر لنتائج التحاليل "رصدنا إصابة بأنفلونزا الطيور من نوع 'اتش5 ان1' في ساكسونيا".

يذكر ان هذه ثاني حالة إصابة مؤكدة بفيروس "اتش5 ان1 " في طيور داجنة في الاتحاد الأوروبي بعد فرنسا التي ثبت فيها وجود الفيروس في أواخر فبراير/شباط الماضي. وأبلغت عدة دول في الاتحاد الاوروبي من بينها ألمانيا عن حالات إصابة في طيور برية وحيوانات أخرى مثل القطط، لكنها تمكنت حتى الآن من إبعاد الفيروس عن الطيور الداجنة.

إجراءات لمحاصرة الفيروس...

هذا وكانت الوزارة المعنية قد ذكرت في وقت سابق أنه سيتم قتل حوالي 15 الف من الدواجن في هذه المزرعة من باب الوقاية، مشيرة إلى أن "الاستعدادات لاعدام القطيع استكملت وستبدأ قريبا". كما أقيمت منطقة محظورة قطرها ثلاثة كيلومترات ومنطقة مراقبة أكبر داخل قطر 13 كيلومترا من موقع الطيور المصابة بفيروس "اتش5 ان1".

وفور الإعلان عن تأكد الإصابة باشرت الجهات المختصة منذ ليلة أمس الأربعاء/الخميس بإعدام حوالي ستة عشرة الف من البط والوز والدجاج، ويجري حاليا إستكمال عملية الإعدام والدفن في مقابر خاصة، حسب ما ذكرت المتحدثة باسم مجلس الولاية، مارجيت جي. وسيتم بحلول نهاية اليوم قتل ودفن حوالي 8000 بطة وحوالي 4350 وما يقرب من 3350 دجاجة من المزرعة المضروبة.

من جانبه أعرب إتحاد الفلاحين الألمان عن اعتقاده بان الحالة لا تنبئ حتى الآن باتساع رقعة انتشار المرض في مزارع الدواجن اللاحم بشكل كبير، متمنيا في الوقت نفسه سرعة القضاء عليه في مهده "نحن متأكدون تماما ان ذلك سيتم بالفعل، لان الفيروس لا ينتقل إلا عبر الاحتكاك المباشر"، حسب تعبير سكرتير عام الإتحاد، هيلموت بورن، الذي أضاف بأنه في حالة حصول ذلك، فانه يتوجب التعامل مع الوضع على وجه السرعة.

... و تحركات على أعلى المستويات

أثار الوضع اهتمام السلطات الألمانية على كل المستويات، وقد وصفت المستشارة الألمانية، انجيلا ميركل، الوضع "بالخطير"، معربة عن بالغ الأسف عن استهداف الفيروس للطيور الداجنة القابلة للاستهلاك البشري، حسب تعبيرها. وطالبت بالعمل كل ما من شانه الكشف عن طرق العدوى "التي تثير الكثير من علامات التساؤل". من جانبه أعتبر وزير الزراعة ألإتحادي الألماني،هورست سيهوفر، ان الأمر الآن بعد إكتشاف الحالة يتطلب تشديد إجراءات الحماية لمنع انتشار الفيروس والكشف بأسرع وقت ممكن عن أسباب العدوى. وناشد الوزير الألماني أصحاب مزارع الطيور الالتزام بإجراءات الوقاية. وعلى خلفية هذه التطورات تعقد لجني الطوارئ الاتحادية والمحلية اجتماعات منفصلة اليوم الخميس وذلك بغرض التأكد ما إذا كان الفيروس المكتشف من النوع الخطير على حياة الإنسان والذي اكتشف في منطقة شرق أسيا، وكذلك لمناقشة السبل الكفيلة بمواجهة المرض والحد من انتشاره.

يذكر في هذا السياق ان انتقادات حادة وجهتها لجنة حماية المستهلك في البرلمان الألماني للحكومة الألمانية "لطريقة إدارتها للأزمة"، حسب تعبير رئيسة اللجنة بيربل هون. وطالبت هون "باستراتيجية تطعيم شاملة" ضد المرض، داعية إلى دور اكبر للسلطات الاتحادية في مكافحة الإمراض الوبائية التي تفتك بالحيوانات.

إجراءات الوقاية على المحك

هذا ويعمل الخبراء في معهد فريدريش ـ لوفلر على على قدم وساق لتحليل كيف وصل الفيروس القاتل إلى هذه المزرعة. حيث يتحتم تحديد أسباب وصوله إلى هذه المزرعة على وجه السرعة ومعرفة أي من الطرق المحتملة لإنتقاله، وذلك للحيلولة دون إتساع رقعة المرض الأمر. يذكر أن هناك عده احتمالات لانتقال الفيروس منها عن طريق الطيور المهاجرة و الأعلاف والروث أو نقل طيور مصابة من مكان أخر ووضعها مع طيور. وقد أدى إكتشاف الفيروس في هذه المزرعة إلى إثارة الرعب والحيرة لدى السلطات الألمانية عن الكيفية التي وصل بها الفيروس لاسيما وانه لم يكتشف في هذه الولاية أي وجود للمرض في الطيور البرية، كما ان دواجن المزرعة منذ فرض إجراءات الوقاية لا يسمح لها بالخروج عن إطار المزرعة أضف إلى السياجان الوقائية المضروبة حول المزرعة. ومع ذلك وصل الفيروس إلى المزرعة وانتشر فيها بسرعة، الأمر الذي وضع كل الإجراءات الوقائية ومدى فاعليتها على المحك.