رغم التشاؤم... أسباب تبعث على التفاؤل بشأن التغير المناخي
٥ نوفمبر ٢٠٢١أوضحت دراسات أعدتها شركة لازارد ليمتد للاستشارات والخدمات المالية وإدارة الأصول والاستثمار المصرفي، أن هناك ثلاثة أسباب تدعو إلى التفاؤل بشأن التخلي عن استخدام الوقود الأحفوري وتتمثل في استمرار انخفاض أسعار الطاقة المتجددة، وتحسن خيارات التخزين، كما يبشر النيتروجين بالكثير في مجموعة كبيرة من التطبيقات، بحسب تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء من إعداد بيتر أورساج، الرئيس التنفيذي للاستشارات المالية في لازارد، وجورج بيليسيتش، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس العالمي بالشركة.
ورغم ذلك، تشير هذه الدراسات إلى مخاطر، خاصة أن القيود التي تواجه الإمدادات والتي تؤثر على أجزاء واسعة من الاقتصاد، ربما تشكل ضغوطا تصاعدية على تكاليف الطاقة المتجددة خلال السنوات القليلة المقبلة.
انخفاض أسعار الطاقة المتجددة
يشير التحليل إلى الانخفاض الملحوظ في تكاليف الطاقة المتجددة خلال الأعوام الـ 15 الماضية. وتظهر دراسات لازارد، على سبيل المثال، أن تكاليف الطاقة الشمسية، تراجعت على مستوى مرافق التوليد، بنسبة 90 بالمائة، وكذلك تكاليف إنتاج طاقة الرياح على اليابسة بنسبة 70 بالمائة، في الفترة بين عامي 2009 و2021. ويثير هذا الانخفاض المذهل الأمل في التحول بعيدا عن الطاقة التي يتم إنتاجها باستخدام الفحم والغاز الطبيعي.
ولا تزال هناك أسباب تدعو إلى القلق بشأن ما إذا كانت هذه التكاليف ستواصل الانخفاض. وبالنسبة للمشروعات التي تم تسعيرها في عام 2021، يبدو أن التكاليف تتزايد بسبب تعطل سلاسل التوريد، والزيادة الكبير في تكاليف السلع الأساسية والعمالة، والطلب المتزايد على قدرات توليد الطاقة.
تطور صناعة البطاريات
وربما كان للغموض الذي يكتنف التشريع الخاص بالطاقة النظيفة في الولايات المتحدة، ومواقع أخرى، تأثير سلبي على تطوير المشروعات وتنفيذها، وهو ما يزيد من التكاليف، وهو أمر من شأنه أن يؤدي إلى تباطؤ في التحول عن استخدام الكربون، ولكن من المرجح، أن تتراجع التكاليف حال حدوث إنفراجة في أزمة سلاسل التوريد.
يشير التحليل إلى تطور تكنولوجيا صناعة البطاريات، كأمر محمود في ظل الحاجة إلى تخزين الطاقة من المصادر المتجددة، لاستخدامها وقت الضرورة. ولكن القيود على التوريد تسبب مشكلات في هذا الصدد، حيث صار توفر بطاريات إيون الليثيوم يشكل مصدر قلق على نحو خاص. ومن شأن ذلك أن يدفع بقوة باتجاه اللجوء إلى الطاقة النووية، التي تقدم بديلا نظيفا للطاقة، خاليا من الكربون، ويمكن الاعتماد عليه بقوة.
الهيدروجين كوقود
ويشير أورساج وبيليسيتش إلى الهيدروجين كوقود محتمل آخر، وواعد، ويقولان إن توليد الكهرباء باستخدام مزيج من غاز الهيدروجين والغاز الطبيعي أمر له جدواه من الناحية التقنية، ولكن التكاليف باهظة بشكل لا يسمح بالمنافسة مع البدائل الأخرى. ومع ذلك، قد يصبح من الممكن قريبا، من الناحية الاقتصادية، استخدام الهيدروجين كجزء من مزيج وقود.
وربما يصبح إنتاج الهيدروجين منافسا من ناحية التكلفة بفضل استخدام تكنولوجيات حديثة. ومن المعروف أن توظيف الهيدروجين الذي يتم إنتاجه بالطريقة المعروفة اليوم لإنتاج كميات كبيرة من الطاقة، من شأنه أن يكلف أضعاف تكاليف الغاز الطبيعي لنفس الغرض. ولكن احتمال انخفاض التكاليف الرأسمالية- بطريقة مماثلة لانخفاض تكاليف الطاقة الشمسية خلال الأعوام الـ 15 الماضية- قد يجعل من الهيدروجين الأخضر منافسا في المستقبل المنظور، خاصة حال وجود إعانة دعم.
كيف يمكن تعزيز التحول في مجال الطاقة؟
ويرى المسؤولان في لازارد ليمتد أن صناع السياسات المجتمعين في غلاسكو ربما يساعدون في إعطاء دفعة لعملية التحول في مجال الطاقة عبر طرق عدة:
أولا: هم يستطيعون توفير نفقات لإجراء أبحاث، وكذلك لتقديم دعم تجاري لتكنولوجيا تخزين الطاقة، التي تعد ذات أهمية كبيرة للتوسع في استخدام مصادر الطاقة المتجددة، ولتطوير السيارات الكهربائية. ثانيا، يمكنهم اتخاذ إجراءات مماثلة فيما يتعلق بالهيدروجين، بالنظر إلى تطيبقاته التي لا تحصى، وفوائد التخلي عن الكربون.
ثالثا، يمكن كذلك تخفيف القيود المتعلقة بمكافحة الاحتكار من أجل تعزيز هذا المجال في الحالات التي من شأنها دعم تطوير مشروعات معقدة في مجال الطاقة المتجددة مثل تلك المتعلقة بالهيدروجين وتخزين الطاقة.
رابعا، يمكن للمشاركين في قمة المناخ اتخاذ خطوات للحد من القيود على الإمدادات، حيث إنها تؤدي إلى تباطؤ وتيرة الانخفاض في تكاليف الطاقة المتجددة، واستيعاب تخزين أيون الليثيوم.
ويقول أورساج وليبيسيتش في ختام تحليلهما إن الصورة الكلية التي ترسمها دراسات لازارد هي أن الابتكار يمكن أن يؤدي إلى استمرار الانخفاض في تكاليف بدائل الكربون. وإذا ما كان من الممكن حدوث انخفاض في تكاليف الطاقة خلال الأعوام الـ 15 المقبلة، كما حدث في الأعوام الـ 15 الماضية، في مجال إنتاج الهيدروجين وتخزين الطاقة، سيكون من السهل أن تصبح مهمة الجهود العالمية في مجال الحد من الانبعاثات الكربونية سهلة إلى حد كبير.
خ.س/و.ب (د ب أ)