روحاني يدعو "لاعتراف بحقوق ايران" وعواصم غربية ترحب بفوزه وتنتظر منه تغييرا
١٥ يونيو ٢٠١٣في أول رسالة يوجهها حسن روحاني للمجتمع الدولي، فور انتخابه رئيسا جديدا لإيران، طلب روحاني السبت من المجتمع الدولي "الاعتراف بحقوق" ايران ليحصل في المقابل على "رد ملائم", في اشارة إلى مفاوضات الملف النووي, وذلك في بيان تلي عبر التلفزيون. واشاد الرئيس الايراني المنتخب بـ"انتصار الاعتدال على التطرف", طالبا "الاعتراف بحقوق" ايران على الصعيد النووي. واكد روحاني ان "هذا الانتصار هو انتصار الذكاء والاعتدال والتقدم (...) على التطرف".
"على الساحة الدولية, ومع الفرصة التي انتجتها هذه الملحمة الشعبية, (اطالب) من يتغنون بالديموقراطية والتفاهم والحوار الحر (الدول الغربية) بان يتحدثوا باحترام الى الشعب الايراني ويعترفوا بحقوق الجمهورية الاسلامية, حتى يتلقوا ردا ملائما", في اشارة الى المفاوضات النووية المتعثرة مع الدول الكبرى.
وتسارعت ردود الفعل في عواصم العالم على فوزر حسن روحاني. الولايات المتحدة الأميركية اعلنت السبت انها "مستعدة للتعاون مباشرة" مع طهران حول ملفها النووي بعد انتخاب المعتدل حسن روحاني رئيسا جديدا لايران. واكد البيت الابيض في بيان ان هذا الالتزام "يهدف الى ايجاد حل دبلوماسي من شانه تبديد قلق المجتمع الدولي حول البرنامج النووي الايراني".
وقد حثت واشنطن السبت طهران على "احترام إرادة الشعب" بعد أن انتخب الإيرانيون رجل الدين المعتدل حسن روحاني ليكون الرئيس القادم لبلدهم. وقال البيت الأبيض في بيان "نحترم (نتيجة) تصويت الشعب الإيراني ونهنئهم على مشاركتهم في العملية السياسية وعلى شجاعتهم في جعل اصواتهم مسموعة." وأضاف قائلا "يحدونا الأمل في أن تحترم الحكومة الإيرانية رغبة الشعب الإيراني وتتخذ خيارات مسؤولة تصنع مستقبلا أفضل لجميع الإيرانيين."
وقال البيت الأبيض ايضا ان الولايات المتحدة ما زالت مستعدة للحوار مع الحكومة الإيرانية مباشرة للتوصل الى حل دبلوماسي لتبديد قلق المجتمع الدولي بشأن برنامجها النووي.
المعارضة السورية تدعو روحاني لوقف دعم نظام الأسد
وتصدر الملف السوري والبرنامج النووي الايراني مضمون ردود الفعل إثر فوز حسن روحاني في الانتخابات الايرانية، فقد دعا الائتلاف الوطني السوري المعارض اليوم السبت (15 يونيو/حزيران) في بيان حسن روحاني الذي انتخب اليوم رئيسا جديدا لايران الى "إصلاح" موقف بلاده التي تدعم نظام الرئيس بشار الاسد.
وقال الائتلاف انه "يجد من واجبه أن يدعو الرئيس الإيراني الجديد إلى تدارك الأخطاء التي وقعت فيها القيادة الإيرانية، ويؤكد الأهمية القصوى لإصلاح الموقف الإيراني" من النزاع المستمر في سوريا. واعتبر الائتلاف انه منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية المناهضة للنظام السوري في اذار/مارس 2011، فان "السلطات الإيرانية وقفت في وجه طموحات الشعب السوري، باستمرارها في دعم نظام الأسد المجرم بكافة الوسائل السياسية والعسكرية والاقتصادية".
واعتبرت المعارضة السورية ان على القيادة الايرانية الجديدة "ان تستوعب، قبل فوات الأوان أن إرادة الشعب السوري لا تقهر ولن تنكسر أو تتراجع أمام أي اعتداء خارجي، وأن مطالبه في إسقاط نظام الاستبداد منتصرة لا محالة".
وتدعو ايران الى حل سياسي في سوريا، لكن المعارضة السورية والدول العربية والغربية التي تدعمها تتهمها بدعم النظام السوري عبر تزويده بأنواع العتاد العسكري، الامر الذي تنفيه طهران. وتدخلت ميليشيا حزب الله الشيعية اللبنانية المتحالفة مع ايران في المواجهات في سوريا بشكل مباشر الى جانب الجيش السوري النظامي، واكد الامين العام للحزب حسن نصر الله الجمعة ان تنظيمه سيبقى مشاركا في هذه المعارك.
الدعوة لتغيير نهج طهران في الملف النووي
وفي باريس قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اليوم السبت ان فرنسا "اخذت علما بانتخاب حسن روحاني" رئيسا لايران وهي "مستعدة للعمل" معه، خصوصا حول الملف النووي و"تدخل ايران في سوريا". واوضح فابيوس في بيان "ان فرنسا اخذت علما بانتخاب السيد حسن روحاني لرئاسة
جمهورية ايران الاسلامية". واضاف "ان توقعات المجتمع الدولي من ايران قوية خصوصا بشان برنامجها النووي وتدخلها في سوريا. ونحن على استعداد للعمل على ذلك مع الرئيس الجديد". وتابع "ان فرنسا تحيي تطلع الشعب الايراني الذي لا يتزعزع الى الديموقراطية". وفاز رجل الدين الايراني المعتدل حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية ليضع حدا لثماني سنوات من حكم المحافظين، حسبما اعلنت الداخلية الايرانية اليوم السبت.
من جانبها دعت بريطانيا الرئيس الايراني المنتخب حسن روحاني الى "وضع ايران على سكة جديدة"، خوصا عبر "التركيز على قلق المجتمع الدولي حيال البرنامج النووي الايراني". وقالت الخارجية البريطانية في بيان "اخذنا علما بفوز حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية الايرانية، وندعوه الى وضع ايران على سكة جديدة من اجل المستقبل، عبر التركيز على قلق المجتمع الدولي حيال البرنامج النووي الايراني وعبر الدفع باتجاه علاقة بناءة مع المجتمع الدولي وتحسين الوضع السياسي ووضع حقوق الانسان".
وفي إسرائيل، اعتبر وزير الدفاع المدني الاسرائيلي جيلاد ايردان السبت ان فوز حسن روحاني برئاسة ايران قد يحمل نتائج سلبية بالنسبة لاسرائيل من خلال تخفيف الضغوط الدولية على البرنامج النووي الايراني. وقال الوزير الاسرائيلي المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في مقابلة مع القناة العاشرة الاسرائيلية ان "انتخاب روحاني يمكن ان يقود المجتمع الدولي إلى القول "هل ترون, كل شيء بات على ما يرام مع ايران، والتخلي عن ضغطه في الملف النووي".
كذلك رأى رئيس حزب كاديما الوسطي ووزير الدفاع السابق شاؤول موفاز تغييرا ممكنا جراء انتخاب روحاني, اكثر المرشحين إلى الرئاسة الايرانية اعتدالا. وقال في مقابلة مع القناة الثانية الاسرائيلية "الايرانيون عبروا من خلال هذا الانتخاب عن رغبتهم في التغيير (...) لكن في ما يخص اسرائيل لن يحصل تغيير مهم لا على صعيد البرنامج النووي ولا الدعم لحزب الله ولا سياسة ايران تجاه الازمة السورية".
ومن جهته وجه الرئيس الإماراتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان برقية تهنئة إلى الرئيس الايراني الجديد حسن روحاني، عبر فيها عن تطلعه للعمل مع ايران لخير المنطقة، والحرص على اقامة علاقات تعاون بين البلدين. وحسب وكالة أنباء الإمارات فقد أعرب الشيخ خليفة عن تطلعه: "للعمل معكم لما فيه خير المنطقة والشعبين الاماراتي والايراني.. ونحرص على إقامة علاقات تقوم على التعاون مع جمهورية إيران الإسلامية". وتشهد علاقات ايران بالامارات العربية المتحدة أزمة مزمنة بسبب النزاع حول جزر طنب الكبرى والصغرى.
م. أ. م./ م. س (رويترز، أ ف ب، د ب أ)