رولا حلبي ـ بطلة العالم في الملاكمة شابة ألمانية من أصل لبناني
٤ أبريل ٢٠١٠وسط تشجيع نحو 2500 من الألمان والعرب الذين وفدوا من مختلف المدن الألمانية تحقق الفوز لرولا حلبي في المنازلة التي جمعتها بالأمريكية سانت جون في 20 مارس الماضي في مدينة اولم البافارية في جنوب المانيا. الشابة الألمانية من أصل لبناني أكدت جدارتها بلقب بطلة العالم في الملاكمة للوزن الخفيف.
رولا حلبي، التي انتقلت بعد ولادتها بسنة في العاصمة اللبنانية بيروت في 1985 والتي تعيش موانتقلت في العام التالي لولادتها مع عائلتها في هجرة دائمة إلي المانيا، حيث استقرت العائلة في مدينة اولم الألمانية وبعد عدة سنوات اكتسبت الجنسية الألمانية.
في سن الرابعة عشر أظهرت رولا شغفا برياضة الملاكمة وفي العام التالي له مباشرة أصبحت عضوا في فريق الملاكمة للهواة في مدينة اولم. وفي عام 2005 توجت بطلة لألمانيا في الملاكمة، وفي ذات الوقت وصلت إلي المركز الثاني علي المستوي العالمي، وابتداء من عام 2006 شهدت رولا حلبي انطلاقة كبيرة في عالم الملاكمة فقد خاضت 8 مباريات عالمية فازت فيها كلها، منها أربع انتصارات بالضربة القاضية، ومن أهم البطلات اللواتي ترنحن تحت قبضتها البطلة الاسبانية لولي مونز والبلغارية جالينا جومليسكا.
بطلة عالمية مزدوجة
دويتشه فيله التقت رولا حلبي في مدينة اولم للتعرف علي مسيرتها الرياضية والبطولات التي حققتها في تلك الرياضة التي يصفها البعض بالعنيفة، لكن رولا تقول بفخر "لقد جمعت الآن بين بطولتي العالم للملاكمة النسائية"؛ أي الاتحاد العالمي للملاكمة للسيدات ( WIBF) و الجمعية العالمية للملاكمة لللسيدات ( WIBA) في الوزن الخفيف (61 كيلو جرام). وتضيف بفخر "لقد أصبحت ألقب ألان بجامعة البطولتين. لقد خضت 10 مباريات فاصلة فزت بها كلها. فقد فزت ثلاث مرات متوالية ببطولة المانيا في التاي بوكسن للنساء و3 مرات أيضا في ملاكمة السيدات للوزن الخفيف وبعد ذلك أصبحت ثاني العالم وبطلة أوروبا. وأنا الآن بطلة العالم في الملاكمة النسائية، وقد سبق ذلك تتويجي بطلة أوربا كمحترفة في 2007 و 2008 في بطولة WIBF ، و في عامي 2009 و 2010 جمعت بين البطولتينWIBF و WIBA".
وتري البطلة العالمية إن مسيرتها الرياضية وتفوقها ما كان ليتحقق دون والدها فهو كان محبا للرياضة وللملاكمة بشكل خاص وقد مارسها بالفعل وكان حريص علي أن يأخذها معه إلي صالات التدريب وان يشرح لها كل ما يتعلق بجوانب هذه الرياضة حتي وقعت في حبها وأصبحت لاتفارقه في صالات التدريب ومشاهدة المباريات العالمية. وتقول عن ذلك إن الفضل يرجع بشكل خاص لوالدها الذي غرس حب هذه الرياضة في قلبها وتكفل برعايته وتدعيمها ولا تنسي أن تشير أيضا إلي مدربها تورستن شميتز وتوماس فيدمان الذين علماها أصول اللعبة بشكل احترافي.
"أشجع الآخرين على عدم الخوف مني"
علي الصعيد الشخصي كيف يري الأصدقاء من الجنسين هذه البطلة القوية ذات القبضة الحديدية، وهل يخاف منها الرجال علي وجه التحديد؟ تضحك رولا حلبي وهي تجيب قائلة: "لا دخل للحياة الخاصة في الرياضة، فأنا استطيع بكل سهولة الفصل بين العمل والرياضة والحياة الخاصة. فانا بين أصدقائي إنسانة عادية جدا، نضحك ونلهوا دون أن يخاف مني أي شخص، إضافة إلي إنني اسعي إلي تشجيع الجميع علي عدم الخوف مني، فقط في حلبة الملاكمة اشدد علي الجميع أن يخافوا مني بكل تأكيد".
تفتخر رولا حلبي بأصولها اللبنانية العربية وتري أيضا أن كونها امرأة عربية مارست هذا النوع من الرياضة وحققت فيه البطولات العالمية يظهر بجلاء أن المرأة العربية ليست مضطهدة كما يشاع وإنه عندما تتاح لها الفرصة فأنها تستطيع تحقيق الكثير من النجاحات. وتتمنى رولا حلبي أن تخوض منازلة رياضية عالمية في الملاكمة النسائية في وطنها الأصلي وبين جمهورها العربي. في هذا السياق تقول رولا بأنها تعشق لبنان وتشعر بالفخر دائما بأنها تنحدر من هذا البلد، وتضيف "ورغم إنني ألمانية أدين بالفضل لهذا البلد الذي صنع مني نجمة عالمية فأنني وبكل تأكيد اشعر بتلك الميزة الهائلة التي اجمعها في شخصيتي؛ أي أنني لبنانية ألمانية".
لا تعارض بين الملاكمة والأنوثة
لكن كيف تري رولا حلبي النساء في العالم العربي وهل تنصحهن بممارسة رياضة الملاكمة ؟عن ذلك تقول النساء في العالم العربي مثلهن كأي نساء أخريات في أي مكان في العالم من حقهن ممارسة الرياضة. وأنا انتهز هذه الفرصة لأشجعهن علي مزاولة رياضة الملاكمة. وتضيف يجب عدم النظر إلي الملاكمة علي أنها شيء وحشي. وهي تصلح للمرأة كما كالرجل تماما. وبالإضافة إلى أنها تساعد على الرشاقة واللياقة البدنية فهي تساعد المرأة على الدفاع عن نفسها في المواقف الصعبة.
لا تخاف عائلة رولا حلبي علي ابنتهم من السير في درب رياضة الملاكمة العنيف ولا تعتقد أن ذلك يمكن أن يشكل عائقا أمام زواجها في المستقبل. وتقول رولا عن ذلك إن "عائلتي بكل تأكيد تقف بجواري وتشجعني منذ سنوات الطفولة علي السير في هذا الدرب وبكل تأكيد وبدون تشجيع ومساعدة عائلتي ما كنت قد وصلت إلي ما أنا فيه حتي الآن".
الكاتب: صلاح سليمان ـ ميونيخ
مراجعة: عبده جميل المخلافي