روما تستضيف "قمة الجوع" في غياب الأغنياء
١٦ نوفمبر ٢٠٠٩بدأت في روما اليوم (16 نوفمبر/ تشرين الثاني) أشغال القمة عالالمية لمكافحة الجوع برعاية الأمم المتحدة ومشاركة حوالي ستين من رؤساء الدول والحكومات، وذلك لبحث موضوع محاربة الجوع والأمن الغذائي في العالم في غياب قادة دول مجموعة الثماني، باستثناء رئيس حكومة ايطاليا (البلد المضيف) سيلفيو برلوسكوني. وتعهد المشاركون بتعزيز المساعدات الزراعية للدول الفقيرة، لكن دون تحديد خطة عمل واضحة لتحقيق هذا الهدف.
شبح المجاعة سيظل قائما إذا لم تتغير السياسات
حثت منظمة "الفاو" التابعة للأمم المتحدة الدول الغنية على زيادة مساعداتها الزراعية للدول الفقيرة بأكثر من ثلاث مرات، أي من خمسة في المائة في الوقت الراهن، إلى 17 في المائة لتزويد المزارعين في الدول الفقيرة بوسائل الري والسماد والبذور ومقاومة الأمراض إضافة إلى توفير وسائل التخزين لمحاصيلهم وسبل نقلها إلى الأسواق.
وقالت "الفاو" إن القارة الإفريقية هي الأكثر عرضة لخطر أزمة غذائية جديدة. وتأمل المنظمة من خلال هذه القمة، في الحصول على تعهد صريح من قادة العالم بإنفاق 44 مليار دولار سنويا لمساعدة الدول الفقيرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء.
وحذرت بايربل ديكمان رئيسة "مساعدة جوعى العالم" وهي إحدى المنظمات غير الحكومية ومقرها في مدينة بون الألمانية من أن نحو 200 مليون طفل يعانون من نقص التغذية وهو ما قد ينذر ب"قرن من المجاعة".
و تهدف "الفاو" من خلال هذه القمة إلى إعطاء قوة دفع جديدة للحرب التي لا تنتهي ضد الجوع. لكن مسودة للإعلان الختامي، أوردتها وكالة رويترز، تتضمن فقط التزاما جماعيا بضخ المزيد من الأموال في التنمية الزراعية دون ذكر لمقترح القضاء النهائي على الجوع بحلول عام 2025 .
أي جدوى "لقمة جوع" يغيب عنها الأغنياء؟
وقالت منظمات الإغاثة إن قمة لا يحضرها قادة الدول الصناعية الثماني الكبرى في العالم تبدو كفرصة ضائعة. و أعربت منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية أن عدم حضور الكثيرين من زعماء العالم لقمة روما ليس مؤشرا جيدا. لكن رئيس الصندوق العالمي للتنمية الزراعية كانايو نوانزي قال إن الأمر لا يتعلق فقط بحضور هؤلاء القادة بل يتعلق بضرورة أن ينهض قادة الدول النامية بالمسؤولية أولا.
وحذرت الأمم المتحدة قبل القمة من أن الدول الفقيرة قد تواجه مجددا أزمة غذاء كبيرة رغم وفرة المحاصيل في الكثير من الدول. و تبحث القمة سبل الحد من ارتفاع معدلات الجوع في العالم ليس من خلال زيادة التمويل فحسب ولكن من خلال تحسين التنسيق بين المنظمات الحكومية والمنظمات غير الحكومية.
برلين تدعو إلى اعتراف دولي بالحق في الغذاء
من جانبها طالبت وزيرة الزراعة الألمانية إيلزه أيجنر، من روما، بالاعتراف دوليا بالحق في الغذاء، ودعت باسم الحكومة الألمانية إلى زيادة دعم صغار الفلاحين، وذلك بتوفير الأراضي الزراعية والمياه والحبوب اللازمة لهم، وقالت إن "هذا الدعم تراجع للأسف خلال السنوات الماضية".
من ناحية أخرى طالبت مديرة منظمة "مساعدة جوعى العالم" الألمانية بيربيل ديكمان المنظمات غير الحكومية بزيادة مشاركتها في مكافحة الجوع. وقالت ديكمان في تصريحات للقناة الثانية للتليفزيون الألماني (زد.دي.إف) اليوم: "لا يمكننا قبول وجود مليار جائع في العالم" ، معربة في الوقت نفسه عن أملها في أن تتخذ القمة في روما قرارات مؤثرة لمكافحة الجوع في العالم.
وفي الوقت نفسه طالبت منظمة "خبز للعالم" الألمانية المعنية الأوساط السياسية الدولية بإتباع أساليب جديدة للتصدي لمشكلة الجوع في العالم. وقالت كورنيلا فولكروجفايتسل مديرة المنظمة في تصريحات لمحطة "إم.دي.آر. إنفو" الألمانية الإذاعية إن مشكلة الجوع ليست متعلقة بنقص الموارد ، مؤكدة أنه "يمكن تغذية شعوب العالم من خلال الموارد المتاحة حاليا".
وذكرت فولكروج فايتسل أن وجود الجوع في العالم يرجع لمشكلات سياسية ، مؤكدة فائدة البرامج المخصصة لصغار الفلاحين "ومجموعات مهمشة أخرى" التي تؤدي إلى تحسين البنية التحتية أو التعامل مع الأسواق ، مشيرة في الوقت نفسه إلى حاجة صغار الفلاحين إلى المزيد من نصائح الخبراء.
ومن ناحية أخرى أكدت فولكروج فايتسل على ضرورة عدم إنفاق الأموال بهدف زيادة الصادرات الزراعية، موضحة أن هذا الأمر من شأنه زيادة الجوع في العالم، فيما ذكرت مديرة المنظمة التابعة للكنسية البروتستانتية أن صادرات المواد الغذائية خدمت الأشخاص في الدول التي تتمتع بقوة شرائية كبيرة، وليس الأشخاص الذين يعيشون في دول فقيرة.
(ي ب / د ب ا / رويترز)
مراجعة: حسن زنيند