رومينيغه يعترف: مباراة بايرن والهلال "خطأ"
٢١ يناير ٢٠١٥بعد موجة الانتقادات الحادة التي وجهت إلى نادي بايرن ميونخ، متصدر الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا) بسبب مباراته التي خاضها في العاصمة الرياض أمام نادي الهلال السعودي، أصدرت إدارة النادي مساء الأربعاء (21 يناير/ كانون الثاني 2015) بياناً جاء فيه على لسان رئيسه، كارل هاينز رومينيغه، أن بايرن "أخطأ" عندما قرر خوض هذه المباراة. وفي جملة مقتضبة، قال رومنيغيه إنه "كان من الأفضل التطرق إلى إشكالية حقوق الإنسان في إطار مباراتنا بالمملكة العربية السعودية". وأكد اللاعب الدولي السابق أن النادي البافاري مصمم مستقبلاً على الاهتمام بهذا الموضوع، لأنه "واجب الجميع، بما فيهم نحن، العمل على احترام حقوق الإنسان".
وواجه بايرن موجة انتقادات حادة ليس فقط من قبل قادة الأحزاب السياسية فحسب، وإنما من الرئيس السابق للاتحاد الألماني لكرة القدم، تيو تسفانسيغر، الذي قال: "أنا أعرف منذ مدة طويلة أن اقتصاد بايرن ميونخ يقوم على أخلاق تميل كفتها لصالح الربح إذا اقتضت الحاجة". وأضاف تسفانسيغر لصحيفة "فراكفورتر ألغماينه تسايتونغ"، في عددها الصادر صباح الأربعاء، أن ما قام به بايرن "محزن، لكنني لم أفاجأ به". وكانت تصريحات تسفانسيغر الأكثر حدة على الإطلاق، خاصة وأنها صادرة عن رجل كان يرأس أهم مؤسسة كروية ألمانية، ما حشر بايرن في زاوية الدفاع وأجبره على إصدار بيان اعتذار.
بايرن يتضامن مع رائف بدوي
كما اتهم بايرن ميونخ "بخيانة" الديمقراطية لأنه قرر اللعب في السعودية، المعروفة بسجلها الأسود في مجال حقوق الإنسان، خاصة حقوق النساء. وتزامنت مباراة الهلال السعودي وبايرن مع دعوات دولية وحملات تضامن أطلقتها منظمات حقوقية وبعض المؤسسات الإعلامية دفاعاً عن رائف بدوي، المدون السعودي الذي حُكم عليه بالجلد ألف جلدة والسجن عشر سنوات بسبب أفكاره التي اعتبرت مسيئة للإسلام.
وفي هذا السياق، كتب رئيس نادي بايرن رومينيغه أن ناديه يندد بجميع أشكال العقوبات العنيفة التي لا تتماشى مع حقوق الإنسان، كما حدث مع المدون رائف بدوي، مؤكداً أن النادي يعمل دائماً "لدعم التسامح، وحقوق الإنسان مبدأ راسخ لذلك".
وكان متحدث سابق للنادي قد ذكر لصحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية أن نفقات الرحلة تحملها أحد رعاة المباراة وليس البلد المضيف. لكن كريستوف ستريسر، الممثل الحكومي الألماني لقضايا حقوق الإنسان، رد بالقول: "من يسافر إلى مثل هذه البلدان يعرف ما الذي يجري فيها".
و.ب/ DW