ميركل في الشرق الأوسط
٦ فبراير ٢٠٠٧تختتم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل (الحزب المسيحي الديمقراطي) اليوم الثلاثاء جولتها في منطقة الشرق الأوسط بزيارة دبي والكويت، حيث تواصل مساعيها الرامية إلى دفع عملية السلام في المنطقة إلى الأمام، خاصة خلال فترة ترؤس بلادها الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي. ومن المنتظر أن تتناول مباحثات ميركل في محطتها الأخيرة أيضا التهديدات الناجمة عن البرنامج النووي الإيراني بالإضافة إلى سبل تعزيز العلاقات مع دول الخليج العربي وخاصة الاقتصادية منها. يذكر أن جولة المستشارة بدأت السبت الماضي في القاهرة وتنتهي اليوم في دبي. وبهذا تكون المستشارة زارت كل من مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات ودبي والكويت. رافق المستشارة الألمانية في جولتها وفد اقتصادي رفيع المستوى، إلا أن تأزم الوضع السياسي في منطقة الشرق الأوسط وخاصة في الأراضي الفلسطينية ساهم في إعطاء زيارة المستشارة الأولى للمنطقة بعد فوزها في الانتخابات الألمانية الأخيرة طابعا سياسيا.
القضية الفلسطينية في بؤرة الاهتمام
على الصعيد السياسي، تزامنت زيارة المستشارة الألمانية مع اجتماع مقرر الثلاثاء في مكة المكرمة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي في حركة حماس خالد مشعل في محاولة لاحتواء موجة العنف التي يشهدها قطاع غزة بين الطرفين وأسفرت منذ 25 كانون الثاني/يناير عن سقوط 63 قتيلا. وبعيدا عن الأهمية الاقتصادية للزيارة التي استمرت أربعة أيام وشارك فيها وزير الاقتصاد الاتحادي الألماني ميشائيل جلوز ووفد اقتصادي ألماني رفيع المستوى، يمكن القول إن الزيارة كان لها منذ بدايتها طابعا سياسيا. فبعد المحادثات التي أجرتها ميركل في القاهرة مع الرئيس المصري حسني مبارك والأمين العام للجامعة الغربية عمرو موسى، واصلت ميركل في السعودية الإمارات إجراء محادثات ركزت فيها على آفاق السلام في الشرق الأوسط والوضع في العراق وفي لبنان.
وتبادلت المستشارة الألمانية مع المسؤولين وجهات النظر بشأن عدد من القضايا والمستجدات الراهنة في المنطقة. وقالت ميركل التي تتولى بلادها حاليا رئاسة الاتحاد الأوروبي إنها "أطلعت المسؤولين على الأفكار والرؤى التي تحملها ألمانيا خلال ترؤسها للاتحاد الأوروبي وخاصة تجاه قضايا منطقة الشرق الأوسط وما يتعلق منها بالجهود والمساعي الدولية المبذولة لإحياء عملية السلام في المنطقة". وأكدت ميركل أن بلادها "ستبذل كل ما في وسعها لإنجاح هذا الحوار،" مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي سيكون على اتصال وثيق مع الرياض من أجل إنجاح المبادرة السعودية الرامية إلى إنهاء النزاع بين الحركتين الفلسطينيتين.
الزيارة في مرآة الصحافة الألمانية
شددت المستشارة ميركل في رحلتها على أهمية إيجاد حل للصراع العربي الإسرائيلي، مؤكدة على الدعم الأوروبي لإنجاح المفاوضات بين حماس وفتح، وعلى استمرار جهود إحياء عملية السلام. وبذلك تفتح ميركل صفحة جديدة في الدبلوماسية الألمانية التي ما برحت تلعب دورا حياديا في الشرق الأوسط. هذا التعاطي الجديد تلقته وسائل الإعلام الألمانية بإيجابية، إلا أنها عبرت عن شكوكها في نجاحه. صحيفة جينيرال انتزايجه على سبيل المثال كتبت تقول: " الأطراف المتنازعة هي وحدها من يستطيع تحقيق اختراق حقيقي، لكن للأسف لا مجال للتفاؤل في هذا الشأن أمام الوضع القائم حاليا".
صحيفة آبندتسايتونج كتبت تقول: "كثيرة هي المعجزات التي حصلت في التاريخ ولكن المستشارة ميركل يجب ألا تحلم بمعجزة كتلك، فالأمل أكثر ما يمكن أن تحلم به في صراع كالشرق أوسطي. ولكن في الوقت ذاته يمكنها أن تساهم في دفع عملية السلام الشرق أوسطية قدما، مستفيدة من الصورة الإيجابية لألمانيا في العالم العربي". صحيفة كولنيشه روندشاو شددت على أن الصراع في الشرق الأوسط أكثر تعقيدا من أن يحل في عدة اشهر أو عام. أما صحيفة اوست سي تسايتونج فعلقت تقول "لقد اتخذت المستشارة ميركل من إحياء عمل اللجنة الرباعية ودفع عملية السلام قدما هدفا لرئاساتها الدورية للاتحاد الأوروبي. فهذه المهمة صعبة وشاقة ومن يريد أن يصنع سلاما في الشرق الأوسط فيجب ألا يتسلل اليأس إلى نفسه وعليه أن يبذل المحاولة تلو الأخرى."