ساركوزي يدعو إلى تأميم الصناعات جزئيا في الاتحاد الاوروبي حفاظا على هويتها الأوروبية
٢١ أكتوبر ٢٠٠٨
دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في كلمة أمام البرلمان الأوروبي اليوم الثلاثاء 21 أكتوبر/تشرين الأول حكومات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى السيطرة على الصناعات الاستراتيجية التي تأثرت بالأزمة المالية العالمية، والإبقاء عليها بعيدا عن أيدي الأجانب. وقال ساركوزي في كلمته أمام البرلمان الأوروبي بوصفه الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي : " تعاني أسواق المال هبوطا لم تشهد مثله في تاريخها، ولا أود أن يستيقظ الأوروبيون بعد أشهر قليلة على امتلاك دول غير أوروبية لشركاتهم".
وتابع الرئيس الفرنسي بأنه يجب على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بحث توفير أموال اللازمة، بحيث يمكن بعدها " التنسيق فيما بينها للتوصل إلى حل صناعي للأزمة ". وأوضح ساركوزي إنه من شأن ذلك الحيلولة دون شراء دول أجنبية للشركات الأوروبية التي هوت أسعار أسهمها "بثمن بخس". ولذلك فقد دعا إلى إنشاء صناديق سيادية في أوروبا لحماية الشركات الاستراتيجية التي أضعفتها الأزمة المالية من شركات أجنبية قد تستولى عليها. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ساركوزي قوله: "لدينا عدد من المجموعات الكبرى الفرنسية والأوروبية التي باتت قيمتها اليوم ثلث ما كانت عليه قبل ستة أشهر".
جدير بالذكر أن ساركوزي من أشد المؤيدين لسياسة " تأميم الاقتصاد "، والتي تهدف إلى الإبقاء على قوة الشركات الفرنسية وبقائها في أيدي الفرنسيين.
مخاوف من تصاعد "صناديق الثروة السيادية"
وفي الوقت نفسه، أبدى العديد من المعلقين في أوروبا مخاوفهم من تصاعد "صناديق الثروة السيادية " التي تملكها الحكومات في دول مثل روسيا والصين، والتي يبدو أنها تسعى إلى استغلال قوتها الاقتصادية لكسب نفوذ سياسي . ويبدو من المحتمل معارضة المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، والمنوط بها تنفيذ قواعد المنافسة للاتحاد الأوروبي لأحدث أفكار ساركوزي.
من ناحية أخرى، دعا الرئيس الفرنسي في كلمته إلى إظهار دعم رسمي لصناعة السيارات الأوروبية من أجل احداث توازن في ظل " تشويه المنافسة " الذي نشأ جراء تقديم الحكومة الأمريكية حزمة المساعدات التي تبلغ 25 مليار دولار لشركات تصنيع السيارات الأمريكية.