Die Duisburger und die größte Moschee Deutschlands
٢٢ أكتوبر ٢٠٠٨يمكن لمنطقة ماكس لوه أن تكون أجمل خلفية لتصوير فيلم سينمائي يتحدث عن تاريخ ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية. فحجر البناء الأحمر، الذي يعود إلى خمسينيات القرن الماضي، يزين الجدران الخارجية للمنازل هناك، فيما تكسو طبقة من غبار الفحم الحجري بعض الأماكن المهجورة. هكذا تبدو منطقة ماكس لوه، حزينة ومهملة، لا تزينها سوى بعض المحلات التجارية التركية المتراصة الواحدة جوار الأخرى.
ولا عجب في ذلك، فنسبة الأتراك الذين يسكنون المنطقة في تزايد مضطرد. ومع ذلك يمكن للمرء رؤية الكثير من الألمان في هذه الأيام، إذ يقودهم الفضول إلى ماكس لوه، التي ذاع صيتها مؤخرا بسبب احتضانها لأكبر مسجد داخل ألمانيا. ويبلغ ارتفاع قبة المسجد، الذي سيتم افتتاحه في السادس والعشرين من الشهر الجاري، 23 مترا، وطول مئذنته 34 مترا.
صرح معماري
ويبدو أحد هؤلاء المواطنين متحمساً لبناء المسجد، إذ يقول: "أجد أن المسجد في غاية الروعة، وكنت دائما أزور هذه المنطقة، وذلك لمرافقة والدتي عند قيامها بأنشطة لصالح الجمعية النسائية الكاثوليكية. وسأعود بكل تأكيد إلى هنا، كي أزور المسجد من الداخل".
وفي الوقت الذي استرجع فيه هذا الشاب ذكريات طفولته مع والدته، وقف رجل في الثمانينات من العمر، ليحدق في هذا الصرح المهيب قائلاً: "رائع، أروع من كنائسنا، لم أكن أنتظر أن يكون المسجد بهذا الحجم". وعند سؤاله عما إذا كان يهتم بالإسلام، أو عما إذا كانت له علاقات صداقة مع أبناء الجالية التركية، أجاب بالنفي الشديد، معللا ذلك بكونه ينتمي إلى ديانة أخرى، لكنه في الوقت ذاته لم يخف استيائه مما وصفه بالعدد الهائل من الأتراك المقيمين في المنطقة.
نقطة التقاء مسلمي المدينة
ومن المؤكد، أن عدد الأتراك خصوصا والمسلمين عموما سيتضاعف، حين ستقام الصلوات داخل المسجد، فابتداء من يوم الأحد القادم - يوم الافتتاح الرسمي- سيظهر المسجد في أبهى صورة، ليصبح بيتا ثانيا لمسلمي دويسبورغ، كما يعبر عن ذلك سلفيه كالكين: "أن أدخل إلى بيت الله، يعنى بالنسبة قبل كل شيء الشعور بالأمان والهدوء. وكأي شخص مؤمن، أجد أن قضاء سويعات داخل المسجد، يعني الخلود إلى الراحة النفسية".
الاتحاد الأوروبي يساهم بثلاثة ملايين يورو
ولم يكن المسلمون هم الداعون إلى بناء المسجد وحدهم، وإنما دأب ساسة المدينة بدورهم في السعي لتحقيق هذا المشروع. وقد رصدت ولاية شمال الراين- وستفاليا، إلى جانب الاتحاد الأوروبي، ميزانية فاقت ثلاثة ملايين يورو لبناء هذا المسجد. كما أن غير المسلمين شاركوا طيلة السنوات العشر الأخيرة في عملية التنظيم والبناء، وكان لرئيس بلدية دويسبورغ أدولف ساورلاند الدور الرئيسي في عملية التنسيق. إلا أن كل هذا لم يمنع من ارتفاع بعض الأصوات، التي حذرت من بناء المسجد بحجة أنه سيعمل على توسيع الهوة بين المسلمين وغير المسلمين خصوصا وأن خطب الجمعة ستلقى باللغة التركية.