سلفيو مصر - خشية من مصير الإخوان وأمل في الانتخابات
١٣ أكتوبر ٢٠١٥بالرغم من أن الفرصة أصبحت مواتية لحزب النور لتمثيل التيار الاسلامي، بعد حظر حزب الحرية والعدالة، الجناح السياسي لجماعة الاخوان المسلمين، وتصنيفه كتنظيم إرهابي، فقد أصبح الأمل الكبير لدى الدعوة السلفية هو أن تبقى موجودة في المشهد السياسي دون الدخول في صدامات قد تؤدي إلى إقصائها أيضا.
السلفيون يخشون مصير الإخوان
تنافس حزب النور على كل مقاعد برلمان عام 2011، الذي تم حله لاحقا، فحصل حينها على ربع عدد مقاعده كوصيف لجماعة الإخوان المسلمين، غير أنه يتنافس في الانتخابات المقبلة على نسبة 38 بالمائة تقريبا من المقاعد الفردية التي تمثل نسبة 80 المائة من البرلمان، كما يتنافس على قائمتين من أصل أربعة، بالرغم من أنه كان أول الأحزاب التي تقدمت بالقوائم الأربعة كاملة، والتي تشمل الأقباط، قبل وقف الانتخابات في شهر مارس الماضي.
وتقول تقارير إن الحزب سحب قائمتين بعد أن تم الضغط عليه من قبل قائمة في حب مصر التي يشرف عليها رجل المخابرات السابق اللواء سامح سيف اليزل، لكن شعبان عبد العليم عضو المجلس الرئاسي لحزب النور يقول إن "سحب قائمتين جاء بمبادرة من الحزب، لأننا نريد أن نعطي رسالة بأننا نود المشاركة فقط ولا نهدف للسيطرة، وأننا لسنا مثل جماعة الإخوان"، مشيرا إلى أن الحزب يطمح للحصول على 25 بالمائة من مقاعد البرلمان المقبل.
يرى ناجح إبراهيم -الخبير في شؤون الحركات الإسلامية أن الحزب مستعد لسحب كل مرشحيه إذا طلب منه ذلك، ويقول "يبدوا جيدا أن السلفيين استوعبوا درس الإخوان ولا يريدون أن يحصلوا على نسبة كبيرة حتى لا تظن الحكومة أنهم ينافسونها، فيتم القضاء عليهم بالضربة القاصمة ويتكرر معهم نفس سيناريو جماعة الإخوان، ولذلك فهم راضون بهامش الحرية المتواضع".
ويؤكد إبراهيم –في تصريحات لـDWأن حزب النور لن يكون بديلا للإخوان لأن الجماعة هي تنظيم، وقدرتها المالية وحشدها الشعبي أكبر بكثير، فضلا عن أن دورالمرأة في جمع الأصوات عند الإخوان كان كبيرا ، بخلاف المرأة في الدعوة السلفية، حيث إنها منغلقة على نفسها وعلى بيتها.
حملة تشويه للحزب
ويتفق معه الباحث أحمد زغلول الذي يرى أن وراثة السلفيين للإخوان تكاد تكون مستحيلة بسبب غياب التناغم بين مكونات الدعوة السلفية وتنوعها بدرجة تصل إلى التضاد، وهذا تسبب في غياب أي امكانية لأن يكون هناك تركا منتظما للجسد السلفي بيحث يكون له قوة تأثير وتغيير فعلي".
ومنذ إعلان عزل الرئيس مرسي في 3 يوليو، خلال مشهد الخطاب الذي ألقاه الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع وقتها، بحضور أمين عام حزب النور، بلغ التوتّر بين الدعوة السلفية وغيرها من التيارات الإسلامية، خصوصاً مع الإخوان، مستوى العداء الصريح، حيث أطلق الاسلاميون تسمية "حزب الزور" على حزب النور.
لم يشفع لحزب النور دوره في الإطاحة بحكم الإخوان، ومشاركته في حملات التأييد لدستور 2014 أو دعمه للسيسي في الانتخابات الرئاسية، حيث إنه يواجه الآن حملة تشويه من قبل قوى سياسية مختلفة ومن طرف وسائل الإعلام مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية. فهناك قنوات فضائية تقدم فيديوهات لمواقف مشايخ الدعوة السلفية، مثل الفتاوى الخاصة بعدم جواز تهنئة المسيحيين بأعيادهم ورفض تحية العلم المصري أو رفض الوقوف حدادا على الشهداء، أو الإكتفاء بالرموز للإشارة إلى مرشحاته من بين النساء، مثلا رمز الوردة في أوراق الدعاية الانتخابية، فيما توجه صحف خاصة يوميا اتهامات للحزب بأنه يوزع دواء على مرضى فيروس الكبدي الوبائي "سي"،كرشاوى انتخابية، أو أنه يمثل تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، فضلا عن غيرها من الاتهامات. وقد انطلقت حملة استهدفته مباشرة قبل الانتخابات أطلق عليها "لا للأحزاب الدينية" بعد أن رفض القضاء دعاوى عديدة مطالبة بحل الحزب.
موقف الدولة من حزب النور
ويرى الباحث أحمد زغلول أن الحملة السياسية والإعلامية "لا للأحزاب الدينية"، تعكس خوف داعميها من إمكانات التيار الديني عامة في التواصل بسهولة مع الطبقات المختلفة، على خلاف القوى المدنية التي تجيد التواصل الإعلامي بشكل أكبر مع النخب.
ويعتبر ناجح إبراهيم أن الحملة ضد السلفيين قد تؤثر سلبيا على شعبية الحزب لأنها حملة منظمة ومدفوعة من قوى الحزب الوطني التي تريد أن تستأثر بالبرلمان ومن القوى الليبرالية الأخرى التي ترى أن حزب النور هو الوحيد الذي يستطيع أن يحشد 10 آلاف شخص في مؤتمر واحد. في حين يصف شعبان عبد العليم، عضو المجلس الرئاسي لحزب النور الحملة بأنها "حملة عنصرية تهدف لتكسير عظام الحزب"، لكنه يرى أنها بلا تأثير على أرض الواقع "لأن الشعب مل من أصحابها" حسب قوله لـDW.
وفي ظل المعركة بين السلفيين والقوى السياسية الليبرالية والعلمانية في مصر، يرى الدكتور هشام بشيرأن " الدولة وحزب النور فى الوقت الراهن في هدنة قد تكون قصيرة او طويلة، حسب مواقف الحزب المستقبلية.. فإذا استمرت مواقف حزب النور في إطار دعم النظام فان مدة بقاء شرعيته ستطول والعكس صحيح"، مشيرا إلى أنه ليس من مصلحة الدولة فى هذه المرحلة الدخول في صدامات جديدة مع التيار الاسلامي.