سنتان سجن لفرقة "بوسي رايوت" بسبب الصلاة ضد بوتين
١٧ أغسطس ٢٠١٢حكمت محكمة خاموفنيتشيسكي في موسكو بالسجن سنتين على شابات فرقة "بوسي رايوت" الروسية الجمعة (17 آب/ أغسطس 2012) بتهمة "إثارة الشغب" و"التحريض على الكراهية الدينية"، بعد إقامتهن "صلاة" ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كاتدرائية "المخلص" بموسكو في شباط/ فبراير الماضي.
وقد أثارت هذه القضية انقساماً عميقاً في المجتمع الروسي، حيث يندد العديد من الكهنة والمؤمنون بتدنيس الكاتدرائية وبهجوم منظم ضد الكنيسة. لكن آخرين وبعضهم ضمن الكنيسة اعتبروا أن الملاحقات القضائية بحق الشابات وإبقاءهن قيد الاعتقال, غير متكافئ مع التهم الموجهة إليهن.
وصدر ذلك قبل بدء رئيسة محكمة خاموفنيتشيسكي في موسكو تلاوة الحكم على ناديجدا تولوكونيكوفا (22 عاماً) وايكاترينا ساموتسيفيتش (30 عاماً) وماريا أليخينا (24 عاماً)، اللواتي يمثلن أمام القضاء منذ نهاية تموز/ يوليو ووضعن قيد الحجز منذ خمسة أشهر. وقالت القاضية مارينا سيروفاإن عضوات الفريق الغنائي انتهكن مشاعر المؤمنين بفظاظة باحتجاجهن في كاتدرائية "المخلص" بموسكو في 21 شباط/ فبراير الماضي.
الإدعاء العام طالب من جانبه بسجن عضوات الفريق الثلاث، لمدة ثلاثة أعوام، بينما طالب الدفاع بالبراءة. ويعتزم فريق الدفاع عن الفريق الغنائي الطعن على الحكم أمام محكمة أعلى درجة. واحتج عدد من أنصار فريق "بوسي رايوت" أمام المحكمة ضد قرار الإدانة.
من جانبها انتقدت منظمة العفو الدولية الحكم بإدانة العضوات الثلاث في الفريق الغنائي الروسي "بوسي رايوت". وقالت فريدريكا بير الخبيرة في المنظمة المعنية بحقوق الإنسان في برلين: "الحكم ليس مجرد محاولة لتكميم أفواه العضوات الثلاث، لكنه تحذير لكل الآخرين الذي يجرؤون على انتقاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحكومته.
وكان فريق بوسي رايوت قد أدى أغنية "أيتها الأم المقدسة اخرجي بوتين!" في كاتدرائية بموسكو في شباط/ فبراير الماضي. وتقول ناديجدا تولوكونيكوفا وايكاترينا ساموتسيفيتش وماريا أليخينا إن الغرض من العمل كان انتقاد ما يقولون إنه صلات وثيقة وعلمانية بين الرئيس فلاديمير بوتين والكنيسة الروسية الأرثوذكسية.
إجراءات أمنية
وكانت الشرطة الروسية قد عززت تواجدها داخل محكمة خاموفنيتشيسكي وحولها، ووضع مسؤولو الأمن الحواجز الحديدية في الشوارع المحيطة بمقر المحكمة. ومنعت الشرطة وصول العربات والمشاة إلى مقر المحكمة. وذكر شهود عيان أنهم شاهدوا عشر حافلات على متنها عناصر من شرطة مكافحة الشغب متوقفة بالقرب من المحكمة. وذكرت محطة ايكو موسكفي الإذاعية المعارضة أن المظاهرات المؤيدة للمدعي عليهن من بوسي رايوت أقيمت أو يعتزم القيام بها اليوم الجمعة في أكثر من ثلاثين مدينة حول العالم.
وكانت عضوات الفريق الغنائي الروسي قد أنكرن ارتكاب أي جريمة، وذكرن أن الأغنية التي أنشدنها في الماضي كانت شكلاً من أشكال الاحتجاج التي يكفلها الدستور. وفي حوار نشرته صحيفة نوفايا جازيتا المعارضة اليوم الجمعة فإن المدعي عليها تولوكونيكوفا قالت: "لا تهمنا طبيعة الحكم، فقد فزنا بالفعل. لأننا نحن (الروس) تعلمنا أن نستاء من السلطات والمجاهرة بالحديث في السياسة". أما ساموتسيفيتش فقالت: "قضيتنا لا تعتمد على القضاء ولكن على خوف فلاديمير بوتين مما يحتمل أن يواجهه في خريف 2012، في أعقاب سجننا".
(ع.غ/ آ ف ب، د ب أ)
مراجعة: سمر كرم