سوريا- دعوات لإنقاذ آثار حلب والمعلم يعتبر طلب تنحي الأسد "تدخلاً سافراً"
١ أكتوبر ٢٠١٢أكد وزير خارجية سورية وليد المعلم أن أعضاء في مجلس الأمن يدعمون "الإرهاب" في بلاده. وقال المعلم، في كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء اليوم الاثنين (01 تشرين الأول / اكتوبر)، إن سورية تواجه إرهابا منظما مدعوما خارجيا، إذ اتهم الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وقطر والسعودية وتركيا بدعم "الارهاب" في سوريا من خلال امدادات السلاح والمال. واعتبر المعلم الدعوة لتنحي الأسد "تدخلا سافرًا" في شؤون سوريا الداخلية، وقال إن بلاده سوريا لا تزال "تؤمن بالحل السياسي" للخروج من الازمة.
في حين انتقد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الحكومة السورية بسبب القتل وانتهاكات الحقوق والهجمات الجوية والمدفعية وعبر عن شعوره بالاحباط لتفاقم الصراع الذي بدأ قبل 18 شهرا.
وقال المتحدث باسمه مارتن نيسيركي بان إن الامين العام أدان وندد أمام المعلم "بأشد العبارات" باستمرار أعمال العنف وانتهاكات حقوق الانسان في سوريا وكذلك القصف "الذي تقوم به الحكومة، جاء ذلك أثناء اجتماع مع وزير الخارجية السوري على هامش الدورة السنوية للجمعية العامة للامم المتحدة.
ميدانياً أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن 100 شخص قتلوا اليوم الاثنين في أنحاء متفرقة من سورية، من بينهم 76 مدنيا. وذكر المرصد، في بيان أن السوريين الذين قتلوا اليوم قضوا بنيران القوات النظامية والمسلحين التابعين للنظام السوري وقصف الطائرات.
وقد قتل 18 جنديا من القوات النظامية على الاقل وجرح أكثر من 30 آخرين في كمين نصبه مقاتلو المعارضة في محافظة حمص اليوم بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، الذي أفاد في بيان له "قتل ما لا يقل عن 18 جنديا من القوات النظامية وأصيب أكثر من ثلاثين بجروح إثر تفجير عبوات ناسفة وكمين لقافلة للقوات النظامية تضم حافلات وشاحنات وسيارات على طريق حمص تدمر".
تحرك دولي لحماية آثار حلب
ودارت اشتباكات عنيفة اليوم بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في الأسواق القديمة لمدينة حلب، بحسب ما نقلت فرانس برس عن مراسلها، الذي ذكر أن اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة وقعت بين مقاتلين معارضين متحصنين داخل أحد اقسام السوق المقابلة لقلعة حلب التاريخية، وجنود نظاميين موجودين خارجه، مشيرا إلى تراجع حدتها في فترة بعد الظهر.
وقال نشطاء إن القوات السورية قصفت معاقل المعارضين في الضواحي الشرقية من العاصمة دمشق اليوم وشنت غارات جوية على بلدة سلقين في محافظة إدلب بشمال سوريا مما أسفر عن مقتل 17 شخصا على الأقل. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يضم شبكة من النشطاء في سوريا إن خمسة أطفال على الأقل قتلوا في سلقين بينهم ثلاثة من نفس العائلة.
ومن جهة أخرى أعلن مسؤول مصري اليوم الاثنين استعداد وزارة الدولة لشؤون الآثار لإرسال خبراء مصريين لتقييم حجم الأضرار التي تعرضت لها مدينة حلب التي أدرجت ضمن قائمة التراث العالمي عام 1986 واختيرت عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2006.
وقال محمد إبراهيم وزير الدولة لشؤون الآثار المصري في اجتماع طارئ دعت إليه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) ويشارك فيه أثريون عرب وتنظمه كلية الآثار بجامعة القاهرة لمدة يومين لبحث سبل حماية التراث الحضاري السوري، إن "المواجهات العنيفة في كثير من المدن التاريخية السورية" تعرض التراث الإنساني للتدمير واصفا ما يحدث بأنه "عبث" يدعو المجتمع الدولي وخصوصا المنظمات العلمية الأثرية وعلى رأسها اليونسكو للتدخل لحماية المنشآت والتراث الحضاري من التدمير.
وقالت (إيسيسكو) في موقعها الإلكتروني إن الاجتماع يتناول دراسة سبل حماية التراث الحضاري في مدينة حلب العاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2006 "وصياغة برنامج عملي للتدخل السريع لإنقاذ التراث الحضاري المعرض للأخطار سواء بالترميم والصيانة أو بالتوثيق والجرد للمعالم الأثرية التي تعرضت للتدمير والتخريب والسلب والنهب."
ع. ج / م. س (روتيرز، آ ف ب، د ب آ)