1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

سوريا ـ حظر تجول بعد فيديو "مزعوم" وتبادل تحذيرات مع إيران

٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤

فرضت السلطات السورية الجديدة حظر تجول في حمص وبانياس وجبلة بعد اضطرابات ومظاهرات عقب نشر فيديو مثير للجدل حول الاعتداء على مقام للطائفة العلوية. تزامن هذا مع تبادل تحذيرات بين طهران وحكام سوريا الجدد.

https://p.dw.com/p/4oZjv
مقاتلون سوريون في شوارع دمشق، (25.12.2024).
تظاهر آلاف من أبناء الطائفة العلوية المنتمي إليها الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد في عدد من المدن في سوريا بعد تداول فيديو مثير للجدل.صورة من: Leo Correa/AP/dpa/picture alliance

قالت وسائل إعلام رسمية إن الشرطة فرضت حظر تجول خلال ساعات الليل في حمص بعد اضطرابات في المدينة مرتبطة بمظاهرات قال السكان إنها جرت بقيادة أفراد من الطائفة العلوية وطوائف شيعية أخرى في البلاد.

وكان آلاف المتظاهرين في محافظات حمص واللاذقية وطرطوس ودمشق خرجوا، اليوم الأربعاء، احتجاجا على حرق مقام ديني يعود للطائفة العلوية في محافظة حلب. وقال حيدر علي، من مدينة حمص، إن حرق المقام "اعتداء على كل أبناء الطائفة العلوية في سوريا".

وكشفت وزارة الداخلية السورية، اليوم، أن فيديو اعتداء مسلحين على مقام الخصيبي، هو "فيديو قديم يعود لفترة تحرير مدينة حلب أقدمت عليه مجموعات مجهولة، أن أجهزتنا تعمل ليل نهار على حفظ الأملاك والمواقع الدينية".

كما نشرت الوزارة عبر حسابها الرسمي على تطبيق تيليغرام صورا قالت إنها لانتشار "قوى أمنية وعسكرية لضبط الأمن في حمص".

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوى الأمن العام وعناصر إدارة العمليات العسكرية قد انتشرت في حمص وبانياس وطرطوس وجبلة، مشيرا إلى أن حظر التجول يبدأ من السادسة مساء الأربعاء (25 ديسمبر/ كانون الأول 2024) حتى الثامنة صباح الخميس.

وأفاد المرصد بسقوط قتلى، قائلا إن المظاهرات التي عمّت مدن اللاذقية وطرطوس وحمص و دمشق وحماة، جاءت تنديدا بمقطع مصور يُزعم أنه لاعتداء على مقام "أبي عبدالله الحسين بن حمدان الخصيبي" في حلب.

وقال المرصد إن متظاهرا قتل وأصيب خمسة آخرون الأربعاء في حمص وسط سوريا بعد أن فتحت قوات الأمن النار لتفريق متظاهرين تجمهروا للاحتجاج على الفيديو المذكور. 

وصرّح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس أن "متظاهرا قتل وأصيب خمسة آخرون بعدما أطلقت قوات الأمن في مدينة حمص النار لتفريق المتظاهرين ضد الهجوم على المقام". وانتشر الأربعاء فيديو يظهر اعتداء مفترضا على المقام أكدت وزارة الداخلية أنه "قديم ويعود لفترة تحرير مدينة حلب".

كما أفاد المرصد بمقتل تسعة أشخاص الأربعاء في اشتباكات بمحافظة طرطوس (غرب) بعد أن حاولت قوات الأمن اعتقال ضابط عسكري تولى مناصب في عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد مرتبطة بسجن صيدنايا.

والشخص المقصود توقيف ضابط "شغل منصب مدير إدارة القضاء العسكري ورئيس المحكمة الميدانية" وهو "أحد المسؤولين عن جرائم سجن صيدنايا".

 

فيديو "قديم"

وانتشر الفيديو على نطاق واسع على منصات التواصل الاجتماعي، لكن دون تحديد وقت التقاطه.

ويُظهر الفيديو اندلاع حريق داخل الضريح مع وجود مسلحين يتجولون في الداخل، فيما قالت وزارة الداخلية عبر حسابها الرسمي على تطبيق تيليغرام إن الفيديو يعود إلى هجوم شنته قوات معارضة على حلب في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وقالت إن مجموعات مجهولة تقف وراء هذا العنف، مضيفة أن من ينشر الفيديو الآن يبدو أنه يسعى إلى إثارة فتنة طائفية.

وذكرت الوزارة أن بعض أفراد النظام السابق هاجموا قوات وزارة الداخلية في منطقة الساحل السوري الأربعاء ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.

ونقلت رويترز عن بعض السكان قولهم إن المظاهرات كانت مرتبطة بالضغوط والعنف في الأيام القليلة الماضية ضد العلويين الذين ينتمي إليهم الرئيس السوري السابق بشار الأسد.

تبادل التحذيرات 

وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الأربعاء، إن سوريا تواجه مستقبلا غامضا بعد سقوط الأسد عقب رفض وزير الخارجية السوري الجديد أسعد حسن الشيباني تحذيرات مماثلة وجهها جواد ظريف نائب الرئيس الإيراني ووزير الخارجية الأسبق.

ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا" عن الوزير الإيراني قوله إنه "من المبكر للغاية الحكم على مستقبل سوريا، حيث يمكن للعديد من العوامل أن تؤثر بشكل كبير على الوضع السياسي هناك."

وأوضح عراقجي أن "من يعتقدون حاليا بتحقيق انتصارات مؤكدة، لا ينبغي لهم أن يفرحوا قبل الأوان."

وسبقت تصريحات عراقجي وظريف تحذير ضمني صدر عن المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي زعم فيها أن "تتجدد المقاومة من جانب السوريين ضد القيادة الجديدة في البلاد."

وقوبل التحذير الإيراني بتحذير آخر من حكام سوريا الجدد؛ إذ قال وزير الخارجية أسعد حسن الشيباني "نحذرهم (إيران) من نشر الفوضى في سوريا ونحملهم كذلك مسؤولية تداعيات التصريحات الأخيرة."

ويرى مراقبون أن سقوط الأسد يمثل ضربة موجهة ضد نفوذ إيران في الشرق الأوسط في ضوء أن سوريا كانت خلال السنوات الماضية بمثابة ممر لتسليم الأسلحة الإيرانية إلى ميليشيا حزب الله في لبنان.

على صعيد آخر، أحرقت السلطات الجديدة في سوريا كميات كبيرة من المخدّرات، منها نحو مليون قرص كبتاغون، كانت تنتج على نطاق واسع خلال حكم الأسد.

وأفاد مصوّر فرانس برس بأنّ عناصر أمن أشعلوا النار في كميات من القنب الهندي وصناديق من عقار الترامادول ونحو خمسين كيسا صغيرا تحتوي على أقراص كبتاغون وردية اللون في باحة المربع الأمني للنظام السابق بدمشق.

وحبوب الكبتاغون من المخدرات السهلة التصنيع ويصنّفها مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة على أنّها "أحد أنواع الأمفيتامينات المحفّزة"، وهي عادة مزيج من الأمفيتامينات والكافيين ومواد أخرى.

شهد حكم بشار الأسد إنتاج الكبتاغون بكميات كبيرة، ما أدى إلى تحويل البلاد إلى دولة مخدّرات وإغراق الأسواق في الشرق الأوسط بهذه المادة، وهي آفة وصلت إلى العراق المجاور وإلى دول الخليج مثل السعودية.

وحوّل الكبتاغونسوريا إلى أكبر دولة في العالم تعتمد على عائدات المخدرات البالغة أكثر من عشرة مليارات دولار، وأصبح أكبر صادرات سوريا متجاوزا جميع صادراتها القانونية مجتمعة، وفقا لتقديرات مستمدة من بيانات رسمية جمعتها وكالة فرانس برس خلال تحقيق أجري عام 2022.

م ف/ أ.ح (رويترز، د ب أ، أ ف ب)

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات