شتاينماير يحذر من محاولات تقسيم أوروبا عبر مشروع الدرع الصاروخي الأمريكي
١٨ مارس ٢٠٠٧أبدى وزير الخارجية الألمانية فرانك فالتر شتاينماير مخاوفه من أن يدفع المشروع الأمريكي الذي يقضي بنصب أنظمة دفاع صاروخية في بولندا وجمهورية التشيك إلى قيام سباق جديد للتسلح في أوروبا. وقال الوزير الألماني الذي ينتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي شريك الائتلاف الحاكم في برلين بزعامة المستشارة انجيلا ميركل في مقال نشرته اليوم الأحد صحيفة فرانكفورتر الغماينه سونتاغتزايتونغ أنه لا يمكن لأي نظام عسكري مهما كان متقدما ان يضمن الحماية الكاملة لبلد ما. وأضاف بأن "الأولوية بالنسبة إلينا تبقى في نزع السلاح وليس العودة الى التسلح". وحذر من محاولة تقسيم اوروبا الى " قديم وجديد" من خلال مشروع كهذا.
"لا نحتاج إلى صورايخ جديدة في أوربا"
وذهب كورت بيك رئيس الحزب المذكور الى ابعد من ذلك داعيا الاتحاد الاوروبي الى الوقوف صفا واحدا ضد المشروع الذي تعتبره روسيا تعديا على نطاق نفوذها السابق ومحاولة لتغيير ميزان القوى بعد الحرب الباردة. وقال بيك في تصريحات لصحيفة بيلد: "لا نحتاج الى صواريخ جديدة في اوروبا". وأعادت تصريحاته الى الاذهان النقاش المحتدم الذي شهدته المانيا في
اواخر السبعينات حول نشر صواريخ بيرشنج النووية الامريكية متوسطة المدى في القارة الأوروبية. وأضاف: "لا يريد الحزب الديمقراطي الاشتراكي سباقا جديدا للتسلح بين الولايات المتحدة وروسيا في الاراضي الاوروبية. وأنه ينبغي لاوروبا ان تتحدث بصوت واحد في هذه المسألة".
مخاوف المستشارة ميركل
ويأتي انتقاد الاشتراكيين الديمقراطيين للخطة الامريكية قبل يوم من زيارة
شتاينماير المقررة لواشنطن لاجراء محادثات مع وزيرة الخارجية الامريكية
كوندوليزا رايس بشأن قضايا من بينها عملية السلام في الشرق الاوسط والبرنامج
النووي الايراني. كما يأتي في اعقاب جولة قام بها مدير برنامج الدفاع الصاروخي الامريكي اللفتنانت الجنرال هنري اوبرينج في اوروبا بهدف تخفيف حدة القلق في القارة بخصوص خطة الدرع الصاروخي.
أما المسشتارة ميركل فقالت انها تريد اجراء نقاش حول الدرع الصاروخي داخل حلف شمال الاطلسي، لكنها لم تصل الى حد انتقاد الولايات المتحدة بشكل صريح. وكانت المستشارة قد أصلحت العلاقات مع الولايات المتحدة بعد الخلاف بين برلين وواشنطن حول حرب العراق في عهد المستشار السابق جيرهارد شرودر. وتخشى ميركل ان يطغى الخلاف على رئاسة المانيا للاتحاد الاوروبي فيقسم الاتحاد ويعوق محاولتها لاحياء الدستور الاوروبي.
مخاوف روسية
ويقضي المشروع الاميركي بنصب عشرة صواريخ اعتراضية في بولندا إضافة إلى أجهة رادار في تشيكيا، وهذا ما أثار انتقادات حادة من قبل روسيا التي ترى فيه تهديدا لها. واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم أمس السبت ان المشروع الاميركي "ستكون له تداعيات سلبية" على العلاقات بين روسيا والحلف الأطلسي. الجدير ذكره أن أنظمة من الدرع المذكور منصوبة في الولايات المتحدة وبريطانيا وغرينلاند. ولا تنوي الولايات المتحدة حتى الآن توسيع نطاقه الى دول اخرى باستثناء بولندا وتشيكيا.
دويتشه فيله+ وكالات (ا.م)