"شتوبه" – مشروع لدعم الطلبة الأجانب في ألمانيا
٨ أغسطس ٢٠١٢تعد الموسيقى بالنسبة لهانسون فارغاس جزءا لا يتجزأ من حياته، فهانسون يعمل كمدرس للموسيقى في بوليفيا ويعرف تماما أهمية الموسيقى بالنسبة للشباب ودورها في تعزيز ثقتهم بالنفس، خاصة بالنسبة لأولئك الشباب المحدودة فرصهم داخل المجتمع. اهتمام هانسون بالموسيقى دفعه للقدوم إلى ألمانيا ليس فقط من أجل متابعة دراسته في مجال الموسيقى بل أيضا من أجل التخصص في مجال السياسة التنموية من خلال مشروع "شتوبه" (Stube) وهو برنامج لدعم التأهيل العلمي في إطار خدمات الجامعة العالمية، يهدف إلى تطوير الخبرات المهنية للعاملين في مجال التنمية المستدامة في أفريقيا وأسيا وأميركا اللاتينية.
ويحضر المشاركون في هذا المشروع ورش عمل مختلفة، ما يسمح لهم بالتعرف على عدد من المشاريع في مجال المساعدة الإنمائية. اهتمام هانسون بالموسيقى دفعه للمشاركة في ورشة عمل تحمل اسم "الفن من أجل أطفال الشوراع- التعليم المتنقل". ولاقت هذه الورشة إقبالا شديدا من قبل المشاركين في المشروع، ويأمل هانسون من خلال مشاركته في هذا المشروع في أن يتمكن من مساعدة أطفال الشوراع في بوليفيا بعد عودته إلى بلاده من خلال تعليمهم العزف على ألة موسيقية، إذ يرى هانسون أن تعليم الأطفال أمرا ضروريا ويعتبر أن على الأطفال " أن يتعلموا الكثير لتصبح حياتهم أفضل".
مشاركون من 13 دولة
ويشارك في برنامج التاهيل العلمي "شتوبه" طلاب من ثلاث عشرة دولة كالعراق ونيجيرا والصين. ، كورين نغهان (26 عاما) من الكاميرون وهي تدرس العلوم السياسة في الجامعة التقنية في دارمشتات وذلك الى جانب مشاركتها في برنامج التأهيل العملي "شتوبه". وترى كورين أن هذا البرنامج وسيلة رائعة لمناقشة قضايا التنمية.وتضيف في هذا الصدد قائلة "جميع المشاركين في هذا البرنامج هم من بلدان نامية ما يتيح لنا امكانية تبادل الافكار والخبرات في مجال التنمية المستدامة".
وترى كورين أن ورش العمل ومايتم خلالها من تبادل للمعلومات والخبرات ليس الشيء الوحيد الذي يكتسبه الطلبة من خلال هذا المشروع، وتشرح كورين ما اكتسبته من هذا المشروع بقولها " اتسعت دائرة معارفي بشكل كبير إذ أصبح لدي أصدقاء من مختلف أنحاء العالم، من إيران ومن المغرب والصين وألمانيا".
تأهيل في ألمانيا وتأمين فرص عمل في البلد الأصلي
ويعد التواصل بين الطلاب من أحد أهداف مشروع "شتوبه"، لأن من شأن ذلك أن يساعدهم في حل بعض مشاكلهم اليومية. أما الهدف الثاني فيتمثل في مساعدة هؤلاء الطلبة في العودة إلى بلادهم بعد انتهاء دراستهم وفي تأمين فرص عمل لهم حسبما تؤكد سوزانة بايرلاين المسؤولة عن هذا المشروع.
وترى سوزانة أنه من الضروري وضع حد لهجرة الأدمغة في البلاد النامية، إذ هناك الكثير من الطلبة الذين يهاجرون من بلادهم لمتابعة دراستهم ولا يعودون إليها ما يسبب نقصا في الكفاءات هناك وتضيف في هذا الصدد قائلة " نسعى لفتح المجال أمام الطلبة للحصول على تأهيل علمي جيد في ألمانيا حتى يقوموا فيما بعد بنقل الخبرات التي اكتسبوها في ألمانيا إلى بلادهم".
في خدمة التنمية المستدامة
وجدير بالذكر أن حوالي 23 ألف طالب أجنبي يدرسون في ألمانيا، ويعد برنامج „شتوبه" من أهم البرامج الموجة للطلاب الأجانب في ألمانيا، إذ حصل على لقب المشروع الرسمي التابع للأمم المتحدة الذي يحمل اسم "التعليم من اجل التنمية المستدامة"
وتسعى طالبة العلوم السياسة كورين إلى المساهمة في هذا المشروع من خلال تنظيم الكثير من الندوات والحلقات الدراسية. فكورين مقتنعة تماما أن هذا المشروع ليس حصريا على ألمانيا وحدها بل يهم كثيرا من البلدان النامية. وتستخلص قائلة: "نأمل أن نتمكن من نقل الخبرات التي اكتسبناها في ألمانيا إلى بلادنا كي نتمكن من إحداث تغييرات فيها".
ميشائيل بريتزبيلا/ دالين صلاحية
مراجعة: عبدالحي العلمي