شتوتغارت يقيل مدربه ماركوس بابل
٧ ديسمبر ٢٠٠٩طفح الكيل بإدارة نادي شتوتغارت لكرة القدم، فقررت يوم السبت الماضي (5 ديسمبر/كانون الأول) الاستغناء عن خدمات ماركوس بابل المشرف عن تدريب الفريق. جاء قرار النادي بعدما مُنحت فرصة تلو الأخرى لبابل. إلا أن الهزائم توالت والانتصارات غابت وتدحرج الفريق إلى المركز السادس عشر بعدما كان في المركز السابع في الأسبوع الثاني من الدوري الألماني لكرة القدم بوندسليغا.
ولم يكن التعادل الذي حققه فريق شتوتغارت أمام بوخوم يوم السبت الماضي ضمن منافسات المرحلة الخامسة عشرة من الدوري القطرة التي أفاضت الكأس ودفع إدارة النادي إلى اتخاذ مثل هذا القرار، وإنما سلوك مشجعي النادي قبيل انطلاق المباراة. إذ أنهم خرجوا بالمئات إلى الشوارع تعبيرا عن غضبهم وسخطهم للمستوى "المخزي" الذي ظهر به الفريق، فاعترضوا طريقه وأوقفوا الحافلة التي كانت تقله إلى الملعب.
احتجاجات مشجعي شتوتغارت
وبعد انطلاق المباراة، واصل مشجعو شتوتغارت احتجاجاتهم رافعين شعارات ضد اللاعبين وضد ماركوس بابل. في حين حاصر حوالي 3000 شخص أبواب الملعب ومنعوا الناس من دخوله. ما دفع رجال الأمن إلى التدخل واحتجاز ثلاثة من المشجعين. في غضون ذلك لم يخف المدير الرياضي هورست هيلد خشيته من "تفاقم الوضع" واشتعال شرارة العنف. أما اللاعبون، فلم يبقوا بمنأى عن تلك الأحداث، بل وعلى ما يبدو فقدوا الأمل في إنهاء مرحلة الذهاب من خارج مراكز السقوط. وهذا ما عبر عنه اللاعب الدولي ولاعب خط وسط شتوتغارت توماس هيتسلسبارغر عندما صرح أنه "يخشى القول بأن الأمور قد تزداد سوءا بالنسبة للفريق".
غروس يخلف بابل
التحق ماركوس بابل الذي لم يحصل رسميا وإلى غاية اللحظة على شهادة التدريب من جامعة كولونيا الرياضية، بنادي شتوتغارت عام 2008 خلفا عن المدرب أرمين فيه الذي قاد الفريق قبل عامين إلى نيل درع بطولة الدوري الألماني بوندسليغا. وبابل المدرب الخامس الذي تمت تنحيته هذا الموسم قبل انتهاء عقده. في المقابل استقر خيار نادي شتوتغارت على المدرب السويسري كريستيان غروس الذي عمل لسنوات طوال مديرا فنيا لنادي ف. سي بازل، وفاز معه بلقب الدوري السويسري أربع مرات. والشيء نفسه بالنسبة لبطولة كأس سويسرا. وعند المؤتمر الصحفي الذي أجري عقب توقيع العقد مع إدارة نادي شتوتغارت، صرح المدرب السويسري "أنه يريد رؤية لاعبين شجعان". موضحا أنه سيدرج فقط لاعبين "مقتنع برغبتهم الكبيرة في الفوز ومنح الجمهور ما يستحقه". ولم يترك غروس مجالا للشك في أنه ينوي في فترة الاحتفالات بأعياد الميلاد وما يتخللها من تبادل الهدايا، تقديم هدية لمشجعي شتوتغارت. وهو يدرك تماما أن العاصفة الحالية هناك لن تهدأ إلا عبر إرضاء الجمهور الذي لن يرضى إلا برؤية الأهداف والنقاط.
بابل..."لم نتعلم من درس أنكه"
من جهته وجه ماركوس بابل انتقادات شديدة للمشجعين بسبب ما قاموا به يوم السبت الماضي والذي "لم يعايش مثالا له خلال مسيرته الرياضية" حسب قوله. مشيرا إلى أن الساحة الكروية لم تستخلص العبر من فاجعة روبرت إنكه، حارس رعين المنتخب الألماني وفريق هانوفر، الذي أقدم على الانتحار بسبب مرض الاكتئاب الذي كان يعاني منه نظرا للضغوطات الشديدة التي تعرض لها لتحقيق النجاح المطلوب. وتعقيبا على ذلك قال بابل "بعد انتحار أنكه، طالب الكثيرون بتغيير مفاهيمنا حول النجاح، إلا أن ما حدث يوم السبت الماضي أظهر جليا أن هذا كله نفاق وأن كل شخص كان يبحث فقط عن الشهرة".
وقبل أن يخوض تجربة الإدارة الفنية، لعب ماركوس بابل ضمن صفوف فريق بايرن ميونخ كمدافع، وخاض معه 182 مباراة. وبعد تسع سنوات وفي عام 2000 ترك بابل الفريق البافاري للانتقال إلى الدوري الانجليزي الممتاز وتحديدا إلى نادي ليفربول الذي أعاره بدوره إلى فريق بلاك بورن روفرز في موسم 2003/2004.
بعد ذلك انتقل ماركوس بابل إلى شتوتغارت خلفا عن المدافع مارسيلو بوردون، وفاز معه عام 2007 ببطولة. وفي العام نفسه اعتزل ماركوس بابل اللعب وأصبح مساعد مدرب ثم مشرفا على التدريب في شتوتغارت. أما مسيرته رفقة المنتخب الألماني لكرة القدم فقد بدأت عام 1995. فاز معه ببطولة أوروبا عام 1996. كما شارك في مونديال فرنسا 1998 وبطولة أوروبا 2000 وكانت هذه آخر بطولة له مع المنتخب الألماني.
الكاتبة: وفاق بنكيران
مراجعة: طارق أنكاي