شرودر يعود من جولته الخليجية بعقود اقتصادية متواضعة
يعود المستشار الالماني اليوم الى بلاده وفي جعبته عدد من الصفقات والاتفاقيات الاقتصادية التي وقعها مع بلدان مجلس التعاون الخليجي واليمن. وهو بحاجة ماسة لمثل هذه الصفقات التي تجلب للشركات الالمانية فرصا انتاجية واستثماريه مغريه وبالتالي خلق فرص عمل جديدة. لكن المستشار يعود وفي انتظارة مشاكل كبيرة على الصعيد الاقتصادي. فالارقام الاخيرة لعدد العاطلين عن العمل في ألمانيا والتي بلغت حوالي 5.2 مليون شخص، كدرت مزاج المستشار وجعلت من الصفقات الاخيرة مع دول الخليج سلاحا مهما في يد المستشار لمواجهة المعارضة النشطة في البلاد لسياسات الحكومة الاقتصادية. ولعل مصاحبة أكثر من سبعين رجل أعمال للمستشار في جولته لدليل واضح على حاجة الشركات الألمانية الكبرى لاسوق استثمارية جديدة وحاجة الحكومة الألمانية لدفع عجلة النمو الاقتصادي المتباطئ خلال السنوات الأخيرة. وتعتمد الشركات الالمانية بالدرجة الاولى على سمعتها الطيبة وجودة منتجاتها، الامر الذي يمكنها من النهوض بمشروعات حيوية في البلدان الخليجية، خصوصا في مجال النقل والصناعات الكيميائية وتوليد الطاقة وتحليه مياه الشرب. وقد تصدّر جدول المباحثات الاقتصادية مشروع قطار "الترانس رابيد" فائق السرعة للربط بين عدة دول في المنطقة، ويمكن لهذا المشروع أن يحدث تطورا هائلا في حركة النقل بين هذه الدول. وترجع أهمية بلدان الخليج وجذبها الاستثماري إلى الفائض المالي وضخامة رؤوس الأموال التي تتمتع بهما هذه البلدان. وقد ساهم ارتفاع أسعار النفط خلال السنوات الأخيرة في زيادة النمو وتدفق الأموال.
الشرق الأوسط يحظى باهتمام كبير
تٌظهر المتابعة الاعلامية والحفاوة البالغة التي استقبل بها شرودرفي دول المنطقة الدور الحيوي الذي تلعبه ألمانيا على المسرح العالمي وخصوصا في قضايا الشرق الأوسط. فألمانيا لم تعد تقوم بدور الوسيط المحايد، بل تشارك كذلك من خلال دورها القيادي في الإتحاد الأوربي في التأثير على مجرى السيايسات الخارجية لدول الاتحاد، كما أنها تشكل مع فرنسا وبريطانيا نوعا من التوازن على الساحة الدولية مقابل الولايات المتحدة الامريكية. وأظهرت مباحثات شرودر مع زعماء دول الخليج الاهتمام الألماني بتطورات القضايا الراهنة، حيث جاء التركيز على مسائل إعادة أعمار العراق وشطب الديون المستحقة عليه وتدريب قواته الامنية من قبل حلف الناتو، وكذلك ضرورة الانسحاب السوري من لبنان بما يتماشى مع المطالب الدولية وقرارات مجلس الأمن. وشدد شرودر أيضا على أهمية تراجع إيران عن تطوير أسلحة نووية وضرورة وضع برنامجها النووي السلمي تحت المراقبة الدولية.
اليمن يعقد آمالا على قطاع السياحة
زيارة شرودر إلى العاصمة اليمنية هي الاولى لمستشار ألماني على الاطلاق. وقد تجول المستشار في أسواق العاصمة واطلع على تراث المدينة. وعقب استقباله من قبل الرئيس اليمني على عبد لله صالح في مطار صنعاء، تبادل الزعيمان وجهات النظر حول آخر تطورات قضايا الشرق الأوسط وحول رغبة اليمن الحصول على 10 قوارب للدوريات الاستطلاعية وحماية السواحل. وسجل المستشار نجاحا اقتصاديا ملفتا في هذا البلد المتواضع اقتصاديا وذلك بتوقيع شركة سيمينس العملاقة على عقد إقامة ثلاث محطات للغاز الطبيعي تقدر قيمتها ب 130 مليون يورو. ويأمل اليمن في أن تحقق زيارة شرودر تنشيطا في قطاع السياحة وتفتح الطريق لاتفاقات جديدة في هذا المجال السياحة. وكان السفير الألماني في اليمن قد أشاد من قبل باستقرار الأوضاع الداخلية والأمن هناك، مما يجعل اليمن مزارا سياحيا هاما، سيما وان منظمة اليونسكو اعتبرت صنعاء عاصمة ثقافية لعام 2004. يذكر أن شرودر يتمتع في اليمن بشعبية كبيرة نظرا لمواقفه المعارضة لحرب الخليج ووقوفه في وجه السياسات الامريكية المنبوذة في اليمن.
محطتان أخيرتان
كانت سلطة عمان هي المحطة السادسة في جولة شرودر الخليجية، حيث بحث فور وصوله إلى مسقط مع السلطان قابوس إمكانية التعاون الاقتصادي بين البلدين، تناولت المباحثات مشروعات مشتركة في مجالات تنقية المياه والصناعات الغذائية التي ساهمت فيها شركات ألمانية، ومن المقرر أن يتوجه شرود اليوم إلى الإمارات حيث تنتهي جولته الخليجية هناك بعد لقاءه مع المسؤولين الإماراتيين.