شولتس: لسنا طرفاً في الحرب وسأواصل الحديث إلى بوتين
٢٩ يناير ٢٠٢٣أكد المستشار الألماني أولاف شولتس أن ألمانيا لن تشارك في الحرب بأوكرانيا على الرغم من توريدات الأسلحة واسعة النطاق من ألمانيا. وقال شولتس في مؤتمر صحفي بالعاصمة الأرجنتينية بوينس آيريس مساء أمس السبت (بالتوقيت المحلي): "إنها حرب بين روسيا وأوكرانيا... لن يتغير شيء في ذلك من خلال أننا قدمنا لأوكرانيا مساعدات مالية وإنسانية ووردنا إليها أسلحة".
وأكد مستشار ألمانيا أن بلاده ستفعل كل شيء كي لا يصل الأمر إلى حدوث تصعيد يؤدي إلى حرب بين روسيا ودول حلف شمال الأطلسي "ناتو"، وقال: "هذا أمر مستبعد بالنسبة لنا. سوف نفعل كل شيء كي لا يحدث ذلك".
يذكر أن وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أثارت ضجة بتصريحاتها يوم الثلاثاء الماضي في مجلس أوروبا بستراسبورغ، ودعت للتكاتف بين الحلفاء الغربيين بالكلمات التالية: "إننا نخوض حربا ضد روسيا وليس ضد بعضنا البعض".
ولكن وزارة الخارجية الألمانية أكدت أن بيربوك لم تقصد بذلك مشاركة ألمانيا أو حلفائها في الحرب.
مواصلة الحديث مع بوتين لإنهاء الحرب
وفي حديث مع صحيفة "تاغسشبيغل" الألمانية نُشر في عددها الصادر اليوم الأحد، أعلن المستشار الألماني عزمه الاستمرار في محاولة العمل لأجل إنهاء الحرب ضد أوكرانيا في إطار محادثات مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال شولتس للصحيفة: "سوف أتصل هاتفيا ببوتين من جديد أيضا- لأنه من الضروري التحدث مع بعضنا البعض". وتابع المستشار الألماني قائلا: "يعود الأمر لبوتين فيما يتعلق بسحب القوات من أوكرانيا وإنهاء هذه الحرب المروعة التي لا معنى لها والتي كلفت مئات الآلاف حياتهم"، وأشار إلى أن أعداد الضحايا المذكورة ربما تكون تقديرات فحسب.
وتابع شولتس أنه مادامت روسيا ستواصل الحرب بعدوان لا هوادة فيه، فإن الوضع الحالي لن يتغير، وأضاف أنه صحيح أن المحادثات الهاتفية مع بوتين "لا تكون غير لائقة في لهجتها"، إلا أنه يتم التوضيح دائما أن رغبة (بوتين) في الإبقاء على أجزاء من دولة مجاورة له ليس مقبولا.
وتابع مستشار ألمانيا أنه أحيانا دارت المحادثات الهاتفية حول "قضايا ملموسة تتعلق بتبادل السجناء وصادرات الحبوب من أوكرانيا ومحطة زابوريجيا للطاقة النووية"، وأكد شولتس: "من المهم بالنسبة لي أن تعود المحادثات دائما إلى تناول الموضوع الفعلي: كيف يخرج العالم من هذا الوضع المروع؟ الشرط لتحقيق ذلك واضح، وهو: انسحاب القوات الروسية".
رد سريع من موسكو
وأكد شولتس لصحيفة "تاغس شبيغل" أنه لن يسمح بتصعيد يحول حرب روسيا ضد أوكرانيا إلى حرب بين روسيا وحلف شمال الأطلسي. وأضاف أن هناك اتفاقا على هذا الأمر داخل الحكومة الاتحادية، وقال إن "وزيرة الخارجية الألمانية (أنالينا بيربوك) ترى ذلك أيضا.
ولم يتأخر الرد الروسي على تصريحات شولتس، إذ صدر رد فعل من الكرملين اليوم الأحد على إعلان المستشار الألماني عزمه الاستمرار في محاولة العمل لأجل إنهاء الحرب ضد أوكرانيا في إطار محادثات مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وصرح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف اليوم الأحد بأنه ليس هناك خطط ملموسة حاليا لإجراء محادثة هاتفية أخرى بين شولتس وبوتين، ولكنه أكد بقوله: "بوتين يظل منفتحا لإجراء أية اتصالات".
ص.ش/خ.س (د ب أ)