بحضور شولتس .. الجيش الألماني يتسلم نظام دفاع جوي متطور
٤ سبتمبر ٢٠٢٤برر المستشار الألماني أولاف شولتس شراء ستة أنظمة دفاع جوي جديدة للجيش الألماني بعمليات التسلح الكبيرة التي تقوم بها روسيا. وبمناسبة إدخال الجيش الألماني أول هذه الأنظمة من طراز "إيريس-تي إس إل إم" إلى الخدمة في مدينة تودندورف، قال شولتس، اليوم الأربعاء (الرابع من سبتمبر/أيلول 2024): "هذا ليس مشروعا عاديا. الأمر هنا يتعلق - دون أي مبالغة - بالحفاظ على الأمن والسلام في أوروبا".
وأضاف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقوم منذ سنوات بتعزيز قدراته العسكرية، خاصة في مجال الصواريخ والصواريخ الموجهة (كروز)، واتهم المستشار الألماني الرئيس الروسي بانتهاك اتفاقيات خاصة بنزع السلاح. وقال شولتس إن بوتين " نقل صواريخ إلى جيب كالينينغراد الذي يقع على مسافة خط جوي بطول 530 كيلومترا فقط عن برلين. إن عدم الرد على ذلك بشكل مناسب سيكون بمثابة إهمال"، محذرا من أن هذا الأمر من شأنه أن يعرض السلام في ألمانيا أيضا للخطر.
وتحمي هذه المنظومة من طراز "ايريس-تي إس إل أم"، التي تصنعها شركة "ديل" (Diehl) الألمانية، من المسيرات والطائرات والمروحيات وصواريخ كروز على مسافة 40 كيلومترا وعلى ارتفاع يصل إلى 20 كيلومترا.
وكانت الحكومة الألمانية زودت أوكرانيا بالفعل بأربعة أنظمة سلاح من نوع "إيريس-تي إس إل إم" وثلاثة أنظمة مشابهة من نوع "إيريس-تي إس إل إس" من إنتاج شركة ديل ديفنس. وترى برلين أن هذه الأنظمة أثبتت فعاليتها في التصدي للهجمات الروسية.
وذكر شولتس أنه تم إسقاط 250 صاروخا روسيا وطائرة بدون طيار وصاروخا موجها بفضل هذه الأنظمة " مما أدى إلى إنقاذ العديد من الأرواح". وأشار إلى أن نسبة النجاح في إصابة الأهداف بلغت 95 بالمئة. ومن المنتظر الآن شراء ستة أنظمة دفاع جوي جديدة للجيش الألماني. وقال شولتس إن "هذه خطوة مهمة بالنسبة لأمن البلاد، خاصة بعد أن تم تجاهل الدفاع الجوي لفترة طويلة". كما رأى شولتس أن هذه خطوة مهمة أيضا بالنسبة لأمن أوروبا. وسيكون النظام الجديد جزءا رئيسيا من نظام الدفاع الجوي الأوروبي "يوربيان سكاي شيلد"/درع السماء الأوروبي/ الذي بادرت ألمانيا بتأسيسه، والذي يشارك فيه بالفعل 21 دولة.
وأنشأ الجيش الألماني في مدينة تودندورف مركز تدريب يتم فيه تدريب جنود أوكرانيين حاليا. وسيكون هذا المركز مفتوحا في المستقبل لكل الدول الأعضاء في نظام "درع السماء الأوروبي".
وأمام التهديد الروسي، أعلنت واشنطن وبرلين في تموز/يوليو نيتهما "البدء بنشر قدرات قصف بعيدة المدى بشكل ظرفي" في ألمانيا في العام 2026. والأربعاء، دافع شولتس من جديد عن هذا القرار الذي أثار انتقادات في ألمانيا قائلا إن "الأمر يتعلق بضمان السلام هنا ومنع الحرب!".
من جانبه أعرب وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس عن اعتقاده بأن إدخال هذه الأنظمة إلى الخدمة يمثل جزءا معاشا من "التحول الزمني" (عبارة أطلقها شولتس في خطابه الذي ألقاه في البرلمان بعد ثلاثة أيام فقط من اندلاع حرب أوكرانيا ويقصد بها تغيير السياسة الدفاعية لألمانيا).
وخلال مراسم إعلان الجاهزية العملياتية لأول هذه الأنظمة الستة في تودندورف الواقعة على ساحل بحر البلطيق، قال بيستوريوس إن هذا الموقع سيصبح مركزا مستقبليا لقوات الدفاع الجوي الصاروخي. ورأى بيستوريوس أن التدريب متعدد الجنسيات في تودندورف يلعب أيضا دورا حاسما، مشيدا بقوات الجيش الألماني في الموقع، وقال:" أنتم تظهرون يوميا أن قواتنا المسلحة يمكن الاعتماد عليها".
ف.ي/ع.ج.م (د ب ا، ا.ف.ب)