شُم سيارتك قبل شرائها ـ سيارات بروائح منعشة تحفز الحواس وتحقق المتعة
١ أكتوبر ٢٠٠٨يقوم مصنعو السيارات بإجراء تعديلات مستمرة على مركباتهم لإرضاء المشتري، وتلعب حاسة الشم دوراً ليس بالصغير حينما يتعلق الأمر باختيار الأشياء. وفي الماضي كانت البحوث تركز على تقليل الروائح غير المحببة التي تنبع من الطلاء والجلود والمواد اللاصقة إلى أدنى درجة.
فعلى سبيل المثال استأجرت أودي فريقا كاملا من "مستكشفي الروائح" من شركات الكيماويات والعطور من أجل أن "يفحصون بحاسة الشم" كل جزء في السيارة قبل الموافقة على الإنتاج. لكن شركات صناعة السيارات أخذت بشكل متزايد في إدخال الروائح في السيارة كجزء من العملية الإنتاجية. فقد أدخلت شركات مثل سيتروين وبيجو وفيات رائحة عطرة في نظام التهوية بالسيارة.
وتواجه مثل هذه العملية في الوقت الحاضر عقبتين رئيسيتين حسبما يقول فرانك ليوبولد أحد الباحثين في شركة أوبل. ويوضح بالقول: "على المشتري أن يختار رائحة قد لا تكون مرضية لركاب آخرين كما أن كثيرا من الروائح ما تزال غير طبيعية ومصطنعة."
تحفيز الحواس
وفي معرض الإشارة إلى رغبته في إدخال "جهاز روائح" في نظام تهوية السيارة يقول ليوبولد: "إذا استطعنا إيجاد التركيبة المناسبة من روائح مختلفة فإنه يمكن توزيعها بشكل مستقل في المركبة. وبذلك يمكن إنعاش السائق المجهد والأطفال المتعبين في الكرسي الخلفي خلال رحلة في جو حار إلى جهة سيقضون فيها عطلة الأسبوع". ويمكن لحاسة الشم أن تلعب دورا رئيسا عند اختيار المركبة.
ويمكن تصميم السيارة المتميزة على أن تكون رائحة مقصورتها مماثلة لرائحة غرفة خاصة بناد أو فندق فخم. وربما بدت السيارة المكشوف جذابة برائحة سهل أخضر في الصيف. لكن ليوبولد يقول إن التكنولوجيا ليست جاهزة بعد للإنتاج وسوف تطرح أوبل سيارتها في الوقت الحاضر في الأسواق برائحة محايدة.
أما جيتس رينر، رئيس بحوث المستهلكين في مرسيدس بنز، فيرى أن الاهتمام منصب على متعة القيادة. في الماضي كان المصنعون يركزون على عدم وجود عناصر مزعجة بالسيارة، أما الآن ـ يتابع رينر ـ فيجب الاهتمام بتحفيز الحواس بشكل أكبر. ويشير الباحث في مرسيدس إلى أنه حينما يقضى السائقون الجزء الأكبر من وقتهم في القيادة خلال المدن الكبرى ووسط اختناقات مرورية تحتاج حواس أخرى إلى التنشيط. ويضيف رينر: "في السنوات المقبلة سنحتاج إلى الاهتمام بأنظمة جديدة مبتكرة لتحسين جودة الهواء في السيارة بما في ذلك روائحها".
شبكة داخلية لتجديد الهواء
لكن يوجد بالفعل كثير من السائقين الذين يجدون ما فيه الكفاية من التعرض لجميع الصنوف من الروائح خلال يومهم. وينتهج القسم الأوروبي في فريق التصميم بشركة مازدا والذي يرأسه بيتر بيردويسل نهجا مختلفا في سيارته الصغيرة الاختيارية "كيورا" التي ستظهر في معرض باريس للسيارات. ففي هذه السيارة توجد شبكة داخلية لتجديد الهواء تقوم بتنقيته بالخارج بمصفاة قبل أن يدخل مقصورة السيارة. وتمثل الشبكة تقدما كبيرا مقابل المصافي الموجودة في معظم أنظمة تكييف الهواء الحالية بالسيارات. وفي هذا السياق يقول بيردويسل: "نريد أن نؤكد أن السيارة أضحت اليوم لكثير من الناس مكانا للعزلة يمكن للمرء فيه أن يسترخي ويستجم".
الحل السريع بعبوات الرش والتطهير الأوزون
وأما السائقون الذين لا يرغبون في الانتظار إلى أن يجدوا السيارة الجاهزة للإنتاج برائحة تروق لهم فإن هناك عبوات رش منعشة وأشياء أخرى متاحة في الأسواق. وتقول شركة بويم الألمانية لإنتاج مثل هذه الروائح إن رائحة الفانيليا هي الأكثر شعبية إذ يقبل عليها 27 في المائة من العملاء الألمان. وتأتي بعدها رائحة "المنعش الرياضي" التي يقبل عليها 13 في المائة ثم رائحة "السيارة الجديدة" التي يشتريها 10 في المائة من العملاء.
وقد لا يكون منعش الهواء كافيا إذا كان المرء يريد التخلص من روائح كريهة متبقية من مالك سابق مثل روائح السجائر والحيوانات الأليفة. يقول هانز جورج مارميت من منظمة الاختبارات الفنية (كويس) في مثل هذه الحالة لا يكون هناك من أسلوب إلا التطهير بالأوزون، إذ يتم إغلاق السيارة تماما وتملأ بالأوزون لما بين 12 و24 ساعة مما يؤدى إلى القضاء على جميع الروائح التي تنشأ عن ميكروبات متكونة في أماكن غير متوقعة. وعلى كل حال فالأمر ليس رخيصا فهو يتكلف ما بين 70 و300 يورو (100 و425 دولارا) بحسب المدة التي تستغرقها عملية التطهير.