"صالح سيبقى مؤثراً في المشهد اليمني وبقاء أقاربه ظاهرة صحية"
٢٨ فبراير ٢٠١٢في مشهد نادر الحدوث في العالم العربي، سلم الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح السلطة إلى الرئيس الجديد عبد ربه منصور هادي في مراسم رسمية. شارك في المراسم عدد من نواب البرلمان اليمني والدبلوماسيين المعتمدين وأمين عام الجامعة العربية ومبعوث الأمم المتحدة لليمن، بينما غابت عنها أحزاب "اللقاء المشترك"، المشاركة في الحكومة الانتقالية، وهي العنصر الحاسم في تنحي صالح عن السلطة..لكن ذلك المشهد البروتوكولي لانتقال السلطة في اليمن، من رئيس سابق إلى نائبه في رئاسة الدولةـ الذي لا يزال نائبا له في حزبه، يطرح الكثير من الأسئلة حول مغادرة الرئيس السابق للمشهد السياسي، لاسيما وأنه يتمتع بحصانات من الملاحقة القانونية، كما أن أولاده وأقاربه ما يزالون يمسكون بأهم مفاصل الجيش والأمن. حول هذا المحاور وغيرها حاورت DW عربية الصحفي اليمني أحمد شبارة الكاتب في جريدة الأيام اليومية اليمنية.
ما سبب حرص الرئيس السابق صالح على إجراء بروتوكول تسليم السلطة بهذا الشكل؟
احمد شبارة: حرص الرئيس السابق علي عبد الله صالح على أن تكون نهاية مشواره الرئاسي بهذه الطريقة الختامية لكي يوحي للناس كما هو واضح أنه خرج من السلطة بإرادته، وأنه هو الذي طرح حل الخيار السلمي لنقل السلطة من خلال صناديق الاقتراع، وقد غادر السلطة بالفعل عبر صناديق الاقتراع، ولكن بعد حدوث شروخ دستورية كثيرة.
صالح سلم السلطة رسميا وهذه نقطة تسجل له، هل تسير اليمن في طريق الديمقراطية بعد هذا الحدث البروتوكولي؟
اليمن دخلت طريق الديمقراطية، سواء أقيم هذا الحدث أم لم يقم، رغم أن هذا الحدث البروتوكولي يقام لأول مرة على المستويين اليمني والعربي. اليمن دخلت المسيرة الديمقراطية عبر الاتفاقية الخليجية من خلال الانتخابات التي وضعت رئيسا بدل آخر رغم المآخذ البسيطة المتمثلة بأن الرئيس الجديد كان المرشح الوحيد.
هل فقد صالح تأثيره في المشهد السياسي في اليمن؟
في تصوري أن صالح سيبقى مؤثرا في المشهد السياسي سواء بقي داخل اليمن أم غادرها، لكن تأثيره إن بقي داخل البلد سيكون أكبر وأشد في مجريات المرحلة القادمة، وفي تصوري أن وجود أشقاء وأصهار وأبناء وأقارب صالح في السلطة بعد رحيله سيكون ظاهرة صحية، وإذا جرى الحديث عن كونهم مركز قوة، فهم في المرحلة القادمة ضمن مراكز القوى القائمة وليس مركز القوة الوحيد، هم اليوم قد فقدوا الصفة الشرعية للتحكم وصاروا بغياب صالح يتحركون ضمن أطر دنيا من القوة لأنهم يخضعون لمسؤولين عنهم لا يتبعون للحزب الحاكم أو لشخص صالح، بل يتبعون للمعارضة التي تولت السلطة، ولو أخذنا جهاز الأمن المركزي الذي يديره ابن أخ صالح، لوجدناه اليوم مرتبطا بوزير الداخلية ويتلقى أوامره منه. وعلى وجه العموم فإن بقاء هؤلاء في مناصبهم هو جزء من المعادلة السياسية، ومغادرتهم لمواقعهم لا ينبغي أن تتم بعجالة قد تؤثر على التوازن بل في إطار مبرمج وآلية تدريجية كما حصل مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
هل تضعف اليمن بعد رحيل صالح خصوصا في مواجهة تنظيم القاعدة؟
لا أتصور أن أي دولة عربية يمكن أن تضعف في مواجهة القاعدة سواء ببقاء زعيمها أم برحيله عن السلطة، وفي اعتقادي أن خروج صالح عن السلطة لن يؤثر على قوة القاعدة أو ضعفها، فتنظيم القاعدة لا يواجه حربا يشنها شخص أو حزب أو دولة بحد ذاتها، بل هي تواجه حربا تخضع لجهد دولي أكبر من الجهد الشخصي أو جهد دولة معينة.
أجرى الحوار: ملهم الملائكة
مراجعة: عبده جميل المخلافي