صحف ألمانية: الوحدة العربية مدفوعة بالذعر
٣٠ مارس ٢٠١٥اعتبرت صحيفة "دي فيلت" أن الأميريكيين فقط هم الذين يستطيعون نزع فتيل الأزمة بين العرب وإيران، وكتبت تقول:
"العاهل السعودي الجديد الملك سلمان يرسل من خلال التدخل العسكري الحازم إشارة، مفادها أن صعود إيران كقوة مهيمنة في الخليج مسألة لن يقف السعوديون أمامها مكتوفي الأيدي. والقوة العربية المشتركة التي تم الاعلان عن إنشائها خلال القمة العربية (في شرم الشيخ) تشكل طلقة تحذيرية من مصر ومن السعودية على السواء تجاه إيران. هناك خطر كبير في أن يتسبب اليمن الضعيف في اغراق المنطقة في صراع عسكري غير محدود. والأمريكيون وحدهم يستطيعون نزع الفتيل هنا وهناك؛ فهم يتحدثون على الأقل مع السعوديين ومع الإيرانيين."
أما صحيفة فرانكفورتر روندشاو فقد كان لها رأي آخر حيث كتبت تقول:
"السبب في الموقف العربي الموحد الجديدة نابع من مجرد وجود ذعر. ولذلك فإن القمة العربية السادسة والعشرين ستدون في كتب التاريخ تحت عنوان "القمة الإيرانية". فموضوع إيران كان الموضوع الطاغي في تلك القمة. لكن طهران تلعب دورا متناميا في الصراعات في سوريا، وفي العراق وفي اليمن حاليا. وتشعر السعودية خصوصا بأنها محاصرة تقريبا بالكامل من قبل إيران والقوى التابعة لها، كما تقلق السعودية من أن تتمرد الأقلية الشيعية فيها."
وتضيف صحيفة فرانكفورتر روندشاو قائلة
"رغم ذلك فإن التخوفات الكبيرة لدى القادة العرب تنطلق من خلفيات أخرى، وهي تشرح سبب إقدام الحكومات العربية في المنطقة على التكتل مع بعضها البعض. فالمحادثات النووية بين طهران والمفاوضين من واشنطن وأوروبا تشكل كارثة في المنظور العربي. كما يخشى العرب أنه في حال إن تمكنت طهران من تحقيق نجاح ما، فإنها قد تصبح أكثر سلطانا، وأكثر تعطشا للقوة. (...) كما تضايق نقطة أخرى القادة العرب بشكل خاص، وهي أنه في حال التوصل إلى توافق حول البرنامج النووي الإيراني فإن ذلك سيؤدي إلى حدوث تقارب بين واشنطن وطهران. وهناك مخاوف خاصة لدى الرياض التي تتخوف من أن تتحول إلى حليف من الدرجة الثانية"، كما تلاحظ الصحيفة.
وكتبت صحيفة "تاغستسايتونغ" عن الدول المشاركة في القمة العربية السادسة والعشرين ولاحظت قائلة:
"لا أحد منهم يريد أن ينقذ ديمقراطية غير موجودة أصلا في اليمن. فليست هناك ديمقراطية. كلهم يريدون تهدأة هذا البلد الفقير جدا من خلال ضمه إلى صفوفهم، حتى وإن كانت تلك التهدأة عبارة عن "هدوء مقابر". فهم يستخدمون عند الضرورة المزيد من الغارات الجوية وهجوما بريا (...) ومع قيام الجامعة العربية الآن بدعم الرئيس هادي وبقصف مواقعه، فإن ذلك يؤكد فقط أنها لا تبالي بالجهات الفاعلة الأخرى في اليمن، وخاصة لأنها تجازف بتوسيع المعارك لتصبح حربا دولية. وبالنظرا لهذه الحقائق، يبدو أنه لا فائدة من أن نتساءل الآن: أين كانت الجامعة العربية عندما ثَبَّتَ تنظيم القاعدة أقدامه في اليمن منذ سنوات ووضع الحكومة وكذلك الحوثيين نصب عينيه؟"