صحف ألمانية: المالكي لم يستوعب درس زيارة كيري
٢٤ يونيو ٢٠١٤كتبت صحيفة دي بادشه تسايتونغ عن زيارة جون كيري تقول:
"خلال زيارته للعراق، طالب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري رئيس الوزراء العراقي (نوري المالكي) تشكيل حكومة وحدة وطنية تُراعى فيها مصالح الأقلية السنية بشكل أكثر مما هو عليه الآن. لكن رد فعل المالكي يُظهر أنه لم يستوعب أي شيء. كما أنه (المالكي) يرفض الاستقالة التي قد تكون هي السبيل الوحيد لإنقاذ البلاد".
وذهبت صحيفة برلينر تسايتونغ في نفس الاتجاه، إذ كتبت تقول:
"ربما قد يكون وضع العراق أقل تعقيداً دون المالكي، وهو رأي يلاقي إجماعاً في واشنطن. لكن رئيس الحكومة الذي ينتمي للطائفة الشيعية لا يظهر أي استعداد لترك منصبه. كيري، من جانبه، لا يملك أي شيء في يديه لدفعه إلى الاستقالة، وهو ما جعله لا يطالبه (المالكي) بذلك. وزير الخارجية الأمريكي يلعب إلى حد ما دور البستاني الذي يسأل الضفدع إن كان تجفيف البركة بالنسبة له أمراً مقبولاً".
أما صحيفة فرانكفورتر ألغماينه فلها رأي مخالف. وكتبت الصحيفة الألمانية تقول:
"محاولة كيري لإقناع المالكي ـ الذي يعتبر في الواقع حاكماً مستبداً ـ بإشراك السنة والأكراد (في الحكم) قد تكون ناجحة هذه المرة أكثر من التحذيرات المتكررة التي صدرت عن واشنطن من قبل. فقد وصل الماء إلى رقبة الحكام الشيعة في بغداد بسبب زحف تنظيم "داعش" الإرهابي. من الممكن أن يقدم المالكي تنازلات. لكنه لن يذهب بعيداً في هذا الاتجاه لأن ذلك ليس في مصلحة إيران - القوة التي تحميه".
وتابعت فرانكفورتر ألغماينه:
"المناور الذكي في بغداد يعرف كذلك أن الأمريكيين في مأزق لأنه من مصلحتهم أيضاً عدم قيام دولة خلافة إرهاب سني عابرة للحدود. ومن أجل ذلك، فهم بحاجة إلى قوة مقاومة شيعة العراق. في بلاد الرافدين، اتضح بما لا يدع مجالاً للشك كيف تحطمت المفاهيم الساذجة لتصدير الديمقراطية في ظل غياب المبادئ الأساسية، سواءً كانت ثقافية أم قانونية".
من جهتها، ركزت صحيفة زود دويتشه تسايتونغ على مصادر تمويل ما يعرف بتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام". وكتبت الصحيفة في تعليقها تقول:
"بعدما احتل إرهابيو "داعش" في هجوم مفاجئ مدينة الموصل المليونية قبل حوالي أسبوعين، زُعم أنهم استولوا على أربعمائة مليون دولار من أحد فروع البنك المركزي العراقي. تقديرات أخرى أكثر حذراً تحدثت عن مائة مليون دولار. لكن حتى قبل ذلك، كانت "داعش" تعتبر أغنى منظمة إرهابية في العالم بحسب رأي بعض الخبراء. في شمال سوريا، حيث انتشرت داعش في بادئ الأمر، سيطرت العام الماضي على حقل للنفط بالقرب من الرقة. جزء مما يتم استخراجه من النفط تتم معالجته بطرق بدائية للاستعمال الذاتي. والجزء الأكبر منه تبيعه "داعش" لعدوها الأول - نظام بشار الأسد في دمشق".
وتابعت الصحيفة الألمانية:
"منذ البداية كان أهم مصدر تمويل لـ"داعش" متبرعون في السعودية ودول الخليج (...). أما باقي مصادر الربح الدائمة لها فهي ذات طبيعة إجرامية، مثل أخذ الرهائن والابتزاز والسرقة والتهريب. فحتى قبل سيطرتها على الموصل، حصلت "داعش" على ملايين الدولارات من خلال استخدامها لهذه الطرق".
ع.ش/ ر.ز/ ي.أ