صحف ألمانية: تصنيف حزب الله كـمنظمة إرهابية قرار رمزي
٢٣ يوليو ٢٠١٣قرر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إدراج الجناح العسكري لحزب الله الشيعي على قائمة المنظمات الإرهابية، مؤكدين في الوقت نفسه أنهم يريدون "مواصلة الحوار" مع كل الأحزاب السياسية اللبنانية. واعتبرت صحيفة فرانكفورتر ألغماينه أن القرار الأوروبي يبقى محدود المفعول، وكتبت تقول:
"قرار الاتحاد الأوروبي له في حقيقة الأمر أهمية رمزية، لأن العقوبات المرتبطة به (ويتعلق الأمر لاسيما بتجميد حسابات مصرفية) لن تؤثر كثيرا على الحزب الشيعي. ويمكن أن نتفهم لماذا لم يشمل قرار الاتحاد الأوروبي الذراع السياسية لحزب الله، لأن هذا الحزب هو الممثل السياسي للشيعة في لبنان، وهم أكبر فئة اجتماعية، وسيبقى في هذه المهمة غير قابل للتعويض لضمان التوازن الحكومي في بيروت. وفي خضم الوضع غير المستقر في المنطقة، سيكون خطأ جسيما التسبب في مزيد من عدم الاستقرار داخل لبنان الذي تنشب فيه تقليديا حروب بالوكالة".
صحيفة فرانكفورتر روندشاو تطرقت في تعليقها إلى المواقف المتباينة للدول الأوروبية تجاه قضايا الشرق الأوسط، وتساءلت هي الأخرى عن المفعول الحقيقي من وراء قرار الأوروبيين تصنيف الجناح العسكري لحزب الله منظمة إرهابية، وكتبت تقول:
" نظرة الاتحاد الأوروبي إلى ما وراء حدود لبنان تبقى أيضا غير واضحة: ففيما يخص الحرب في سوريا حيث يقدم حزب الله دعمه العسكري لنظام بشار الأسد تحدث وزراء الخارجية الأوروبيين بشكل متحفظ. وبشأن مصر حث الوزراء الأوروبيون على العودة السريعة إلى المسار الديمقراطي، مطالبين بإطلاق سراح الرئيس السابق مرسي الذي رفعت عائلته الاثنين اتهامات بالتعذيب ضد الجيش. ومن خلال هذه المبادرات المتناثرة يتضح أن الاتحاد الأوروبي لازال يفتقد لإستراتيجية واضحة في الشرق الأوسط... الاتحاد الأوروبي لا يملك إستراتيجية في تعامله مع حزب الله ولا مع الشرق الأوسط ككل".
صحيفة برلينر تسايتونغ اعتبرت هي كذلك أن وضع حزب الله على قائمة المنظمات الإرهابية لا يعدو أن يكون خطوة رمزية، وكتبت تحت عنوان "حيرة أوروبا" تقول:
"إنه أكثر من مشكوك فيه أن يأتي هذا الإجراء بنتيجة. إنه قرار رمزي بحت قبل موعد عطلة الصيف. وهذا لا يعكس وجها مشرفا لإستراتيجية الاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط التي تهدد بالجمود في إعلانات نوايا جوفاء. فموضوع سوريا حيث يقاتل حزب الله إلى جانب نظام بشار الأسد لم يحتل إلا مكانة ثانوية في المشاورات...هذا القرار لا يرفع من مستوى مصداقية السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، بل إن سياسة الرموز الجوفاء تكشف مجددا حيرة أوروبا في السياسة الخارجية".
أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن أي اتفاق سيتم التوصل إليه مع الإسرائيليين سيتم عرضه لاستفتاء شعبي. وقال في مقابلة مع صحيفة "الرأي" الأردنية إنه "في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق يدفع عجلة السلام فإن جميع الخيارات مفتوحة". وفي هذا السياق اعتبرت صحيفة زوددويتشه تسايتونغ أن استئناف التفاوض بدون أية التزامات مسبقة يقابل منذ الآن برفض قوي، وكتبت تقول:
"رفض مفاوضات السلام الجديدة يتجلى منذ الآن قويا لدى كلا الطرفين. (رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتانياهو قال بأنها تصب "في المصلحة الإستراتيجية لإسرائيل". وأوضح أن تلك المحادثات ليست مهمة فقط من أجل إنهاء النزاع مع الفلسطينيين، بل إنها تستمد أهميتها أيضا بسبب التهديد النووي من إيران والحرب الأهلية في سوريا المجاورة. في حين أن شريكه في الائتلاف الحكومي نفتالي بنيت من حزب المستوطنين تحدث في يناير أمام الكنيست أن حدود إسرائيل تمتد حسب تصوره 'من البحر الأبيض المتوسط إلى نهر الأردن'، وهو لا يقر بحق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة بهم. كما أن نتانياهو شدد على أنه سيدعو الشعب إلى استفتاء في حال التوصل إلى اتفاقية سلام".
صحيفة دي فيلت اعتبرت أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري نجح في دفع الطرفين إلى استئناف التفاوض نظرا للتحولات الطارئة على موازن القوة في المنطقة، لاسيما بعد إبعاد الجيش المصري الرئيس محمد مرسي عن السلطة في مصر. وتساءلت الصحيفة قائلة:
"يبقى من المشكوك فيه أن تكون تلك التحولات كافية لتتوصل المفاوضات إلى حلول الوسط الضرورية. وإذا برهن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على تقديم تنازلات كبيرة، فإن حزبه الليكود قد يثور ضده، مما سيدفع حكومته إلى فقدان التوازن. كما أنه ليس مضمونا أن يأتي الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالشجاعة والإرادة من أجل السلام. فحركة حماس ستبذل جهدها كما حصل في السابق لإفشال تلك المحادثات".
ورغم العقبات التي يواجهها استئناف التفاوض بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، إلا أن صحيفة دي فيلت بينت بعض المعطيات التي تبعث على أمل التوصل إلى نتيجة من تلك المفاوضات، وكتبت تقول:
"الملالي في إيران وحزب الله الذي يدور في فلكهم منشغلون حاليا بالحفاظ على ديكتاتور سوريا في السلطة. وحماس توجد في موقف دفاعي. حليفها الإيديولوجي مرسي في مصر سقط، كما أنها في خصام مع إيران بسبب سوريا، ولم يتبق لها سوى قطر كداعم. أما العربية السعودية والجيش في مصر فإنهم يريدون التخلص من مشكلة فلسطين ...وزير الخارجية الأمريكي جون كيري نجح بفضل الثقة الأمريكية المعهودة في إنجاز ما هو ممكن في إحياء عملية السلام من جديد".