صحف ألمانية: لا يمكن محاربة "داعش" عسكريا فقط
٢ ديسمبر ٢٠١٥تناولت صحيفة "بيلد" الأوسع انتشارا في ألمانيا تعليقها بالقول:
"لا بديل لمكافحة تنظيم "داعش" عسكريا، ولا بديل أيضا لمشاركة واضحة للجيش الألماني في ذلك. فكلا (الموقفين) صحيحان. غير أن الأمور لم تدرس عن آخرها. فالهدف العسكري للتدخل ليس واضحا بعد. كما أنه من غير الواضح كيف سيتم التنسيق بين الأمريكيين والروس والفرنسيين ، وكيف ستنتهي هذه العملية يوما ما. وقد تفعل المستشارة عملا جميلا لو أبلغت منذ الان البرلمان والمواطنين بما قد يصبح أخطر، لأن الخصم كما نعرف لن يتأخر ولو ثانية في القيام بما هو أكثر خطورة. والسؤال هو إلى أي مدى يستطيع الألمان تحمل ذلك العبء؟"
من جهتها أكدت صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه" على ما يلي:
"الحكومة الالمانية لا تريد ارسال قوات برية الى سوريا مكلفة بمطاردة القوات المجرمة لتنظيم "الدولة الاسلامية" ومقاتلتهم رجلا برجل. فيما يثير معارضو التدخل العسكري الالماني الانطباع وكأن الجيش الالماني يقف في هذه المكافحة للارهاب في الخطوط الأمامية. الأمر ليس كذلك. فمن المتوقع حسب ارادة التحالف الحكومي أن تشارك ألمانيا بطائرات استطلاع من نوع تورنادو طائرة تزويد بالوقود وفرقاطة، اضافة الى أعمال استطلاعية عبر الاقمار الاصطناعية. وهذا أقل ما يمكن أن تشارك به ألمانيا في اعقاب اعتداءات باريس. مكانة المانيا هي بجانب فرنسا... أكيد إن هذا التدخل مرتبط بمخاطر. لكن ضربات جوية ضد مواقع "داعش" تبقى ضرورية كجزء من حملة للقضاء على القاعدة الميدانية "لخلافة الارهاب".
وحتى صحيفة "لاوزيتسير روندشاو" تعتبر أن المانيا لها التزامات تجاه شركائها، وكتبت تقول:
"ترك الآخرين يقومون بالعمل الوسخ بدون المساهمة بالامكانيات الذاتية المتاحة أمر لايمكن تقبله، اذا كنا ننتمي لمجموعة الدول الأكثر تأثيرا والأقوى اقتصاديا في أوروبا. إن أولائك الذين يرفضون كليا مشاركة الجيش الألماني في مكافحة تنظيم "الدولة الاسلامية" يلزمهم توضيح كيفية القضاء على التهديد. ويجب أن يتجاوز ذلك التصورات المرتبطة بتجفيف منابع تمويل "الدولة الاسلامية". لا يمكن القضاء على عصابة المجرمين بالدبلوماسية. هؤلاء المتعصبون يريدون القتل وليس الحوار".
من جانبها اهتمت صحيفة "أوسنابروكر تسايتونغ" بموضوع التعاون العسكري مع بشار الأسد، وكتبت تقول:
"عصاباته الاجرامية هي السبب الرئيسي للهجرة من سوريا. فمنذ الان يجب التفكير في مصير الوحدات السورية بعد سقوط الأسد. التحرك من خلال اعتماد أجزاء من وحدات المشاة التابعة للأسد ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" ـ دون الخضوع لقيادته ـ هو أمر يبدو صعب التنفيذ. ولكن اذا لم يكن وقف الميليشيا الارهابية ممكنا، عدا بهذه الطريقة، فيجب اذن التفكير أيضا في ذلك.
صحيفة "تاغسشبيغل" أوضحت أن الحرب ضد "داعش" لا يجب أن تقتصر على الجانب العسكري فقط، معتبرة أن هناك ضرورة لاجراءات أخرى:
"من جهة يجب العمل على تكثيف التعاون بين أجهزة الاستخبارات الأوروبية، حيث لا ينبغي السماح طويلا بأن يتحرك ارهابيون بجوازات اوروبية بين سوريا وخارجها دون اخضاعهم لمراقبة محكمة. ومن جهة أخرى يجب العمل على تحقيق اندماج أفضل للمسلمين المقيمين في أوروبا، لأن هدف الارهابيين هو الدفع بهم في خلاف بين الولاء تجاه وطنهم الذي يشعرون فيه غالبا بالرفض كلية وبين الاسلام الراديكالي الذي يعدهم بمشاعر تعويضية لكرامتهم".