صحف ألمانية: مستقبل مصر سيتقرر من شبه جزيرة سيناء
٩ أغسطس ٢٠١٢صحيفة "دي فيلت" الصادرة في برلين، تناولت أثر الأحداث الأخيرة في سيناء على العلاقة بين الجنرالات وجماعة الإخوان المسلمين، فكتبت:
"ليس لدى الجيش المصري نية في الخضوع لضغط جماعة الجهاد الإسلامية، لتفرض عليه هذه الجماعة السياسة الواجب اتباعها، ولن يسمح الجيش بفقدان السيطرة؛ لا على شبه جزيرة سيناء ولا على القاهرة أيضا. (...) هناك حملة عسكرية تجري ويتم فيها إطلاق النار، في حالة الضرورة، على المسلمين ذوي الاتجاه المتشدد. (...) الأوامر هي الأوامر، والمصلحة الوطنية هي المصلحة الوطنية. ويعلم الجنرالات جيدا، بأن السلام الخارجي مع إسرائيل يعتمد على السلام الداخلي في مصر. وهم لا يريدون أن يتم إجبارهم على الدخول في حرب مع إسرائيل، تقود في النهاية إلى فقدانهم السلطة. (...) إن جماعة الإخوان المسلمين، التي حصلت مؤخرا على الأكثرية في الانتخابات البرلمانية، وعلى السلطة في الحكومة المدنية، مضطرة للبحث عن تسوية دائمة مع العسكر، حتى لا يتم تحويل الجماعة من الداخل إلى التطرف وبالتالي يصبح الاخوان غير صالحين للحكم (...)".
من جانبها رأت صحيفة "برلينر تسايتونغ" أن الرئيس مرسي بات يجد نفسه مضطرالإعادة ترتيب أولوياته:
"الهجوم في سيناء خلط الأوراق كليا بالنسبة للرئيس المصري الجديد. فمحمد مرسي كان يريد إعادة الجيش إلى ثكناته، وإخراجه من العملية السياسية، كما كان توجهه يرمي لتعزيز العلاقات بين القاهرة وحماس، وأن ينأى بنفسه عن إسرائيل، وأن يربط البدو في سيناء بالدولة عبر زيادة الدعم لهم. كان يريد معالجة المشاكل الاجتماعية، وجذب السياح إلى البلاد، وإنقاذ البلاد من الانهيار الاقتصادي. كل هذا بات الآن غير مهم، فمرسي مضطر لإعادة التفكير في أولوياته. الهجوم في سيناء غذى الحماس الوطني، وخلق حالة من الكره لحماس. (...) وبدلا من إقصاء القوات المسلحة، يجب على مرسي أن يقودها ويدعمها لمحاربة المتطرفين (...) فالسياح لا يزورن تلك الأماكن، التي يخاف فيها حتى الجنود على أنفسهم، والأجانب لا يستثمرون أموالهم هناك، حيث تحترق الدبابات. الصراعات الداخلية في مصر، بين الأغنياء والفقراء، وبين المسيحيين والمسلمين، يمكن أن تنفجر في أي لحظة، طالما بقي الأمر سهلا، في أن يحصل المرء على ما يريد من مضادات للدروع ومدافع رشاشة وصواريخ. مستقبل مصر وتحقيق الاستقرار في المنطقة بأكملها يعتمد الآن بشكل كبير على نتيجة الصراع ضد الفوضى في سيناء".
أما صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الصادرة في ميونيخ فتحذر من أن يستغل بعض من خصوم الرئيس مرسي الفرصة لإشعال التوتر مع إسرائيل:
"بعد سقوط حسني مبارك، تراجعت سيطرة مصر على المنطقة، خاصة وأن الجيش المصري لا يمكنه، بموجب معاهدة السلام، أن يقوم بما يرغب به من عمليات في شبه جزيرة سيناء. (...) الجهاديون، سواء القادمون من قطاع غزة أو من البدو المحليين في سيناء، يشعلون النار في واحدة من أكثر المناطق الحدودية حساسية في العالم. (...) ماذا لو نجحوا في ذلك، (...) ربما من خلال إحدى الهجمات التالية، ليشعلوا الفتنة بين مصر وإسرائيل.
لا أحد يريد الحرب، ولكن الماضي يظهر أن الغضب المناهض لإسرائيل يمكن أن يخرج بسهولة عن نطاق السيطرة (...) بمعنى أن المعارضين للرئيس الإسلامي مرسي سيرون أنه يمكن لهم بعد الهجمات أن يستغلوا الفرصة ولن يعارضهم أحد (...) وحتى ولو كان الرئيس علمانيا فلن يكون موقفه أسهل في شبه الجزيرة. فالحكومة بقيت لفترة طويلة جدا تحارب هذه المنطقة أكثر مما تطورها".
فلاح آل ياس
مراجعة: منصف السليمي