صحف ألمانية: موسكو تتحمل أيضا مسؤولية جرائم الأسد
٢٦ سبتمبر ٢٠١٦تناولت الصحف الألمانية آخر التطورات في حلب السورية بعد تقرير مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا الذي عرضه أمام مجلس الأمن الدولي الأحد (25 سبتمبر/أيلول 2016) في نيويورك والذي قال فيه: "لدينا تقارير وفيديوهات وصور عن استخدام قنابل حارقة تنتج كرات لهب هائلة بدرجة تضيء الظلام الحالك في شرق حلب كما لو كان نهارا".
وعلقت صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" على ما يجري في حلب قائلة:
"في سوريا يمكن معاينة نموذج معروف عن شرق أوكرانيا، وهو أن موسكو تتفاوض حول حلول سلام وتعمل في آن واحد على تصعيد القتال... وموسكو ليست الحامية الوحيدة للجزار الأسد ولا يمكن بالتالي لها التحكم فعلا في أعماله. ولكن إذا أرادت، فهي تملك الوسائل للتأثير ليعتدل السوري الذي يُعد الدعم الروسي له حاسما في البقاء فبدون ـ على الأقل ـ دعم صامت أو بالأحرى مساعدة روسيا لما كان الهجوم على حلب ممكنا. فالكرملين مسؤول هو الآخر عن جرائم الأسد".
وفي التقرير الذي عرضه دي ميستورا على مجلس الأمن ورد أن التحري عن العدد الدقيق للغارات الجوية التي يتم معظمها في الليل أمر غير ممكن، وأضاف: "سمعنا عبارة (لا مثيل له) سواء فيما يتعلق بالعدد أو حجم ونوع القصف".
وفي هذا السياق كتبت صحيفة "زوددويتشه تسايتونغ" تقول:
"برزت روسيا مجددا على الساحة العالمية بقنابل تدخلها العسكري ومكنت نظام الأسد من الاستقرار. لكن الوضع في البلاد ما يزال في طريق مسدود. هذه الحرب لا يمكن كسبها عسكريا ـ اعتراف يشكل أيضا جزء من اعترافات موسكو الدبلوماسية. لكن الحاكم في دمشق قلما سينصاع لذلك، مادامت موسكو تسانده بلا شروط، وهو يواصل في مأمن عيش حياة ترف مع وسطه المحيط به".
مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا دي ميستورا أوضح أمام مجلس الأمن الدولي أن هناك تقارير عن استخدام قنابل خارقة للخنادق، مشيرا إلى أن هناك صورا لفوهات أرضية أكبر من التي كانت تحدثها غارات سابقة. وأضاف دي ميستورا: "المدنيون في كل مكان بالمدينة يسألون أنفسهم أي مكان على الأرض في هذه المدينة المعذبة من الممكن أن يكون آمنا".
وعلقت صحيفة "هانوفرشه ألغماينه تسايتونغ" على هذا التصعيد تقول:
"يزداد عدد الأصوات في وزارة الدفاع الأمريكية التي تعتبر أن الوقت قد حان لفرض منطقة حظر طيران على طول الحدود التركية السورية تكون ملجأ للفارين والمتمردين. لكن الجنرالات يعرفون أن البيت الأبيض لن يتخذ هذا النوع من القرارات الشاملة قبل بضع أسابيع من موعد الانتخابات الرئاسية. وهذا الحساب بالطبع ليس غريبا على الجانب الروسي الذي اعتبر أنه لا وجود لفرصة أخرى سانحة مثل الفترة الساخنة للحملة الانتخابية الأمريكية لخرق وقف إطلاق النار. وتقدم نظام بشار الأسد ليس بالتالي سوى مسألة وقت".
أما صحيفة "دارمشتيتير إيشو" فقد دعت الغرب برمته إلى التحرك بسرعة تماشيا مع مسؤولياته كي لا تتحول سوريا إلى جريمة جماعية منذ حرب الإبادة التي وقعت في رواندا، وكتبت تقول:
"ما هي آمال الناس المتبقية في حلب؟ فلو كانت الولايات المتحدة الأمريكية تمثل فاعلا، لكان من الممكن تقسيم البلاد إلى مناطق مختلفة مراقبة. وبعدها يمكن مواصلة التفاوض. ولكن هذا لن يحصل بسرعة بسبب انتخابات الرئاسة. فالغرب القائم على علاقات القوة والسلطة يجب عليه أن يضع ثقله الكامل في كفة الميزان، وإلا فإن سوريا ستتحول إلى أبشع جريمة جماعية منذ الحرب في رواندا".