صدمة في اليونان إثر جريمة ارتكبها حزب النازيين الجدد
١٩ سبتمبر ٢٠١٣وجه رئيس الوزراء اليوناني أنتونيس ساماراس رسالة خاصة تلاها ظهراً عبر التلفزيون، قال فيها إن "الحكومة مصممة على عدم السماح لأحفاد النازيين بتعكير الحياة الاجتماعية وارتكاب جرائم واستفزاز ونسف أسس البلاد التي شهدت ميلاد الديمقراطية".
وأحدثت جريمة قتل يشتبه أن ناشطاً من "الفجر الذهبي" ارتكبها ليل الثلاثاء الأربعاء قرب أثينا بحق الموسيقي بافلوس فيساس (34 سنة) المناهض للفاشية صدمة، وتصدرت الخميس الصفحات الأولى للجرائد التي تراوحت عناوينها بين التعبير عن الدهشة والاستنكار، بينما دقت المنظمات الدولية ناقوس الخطر أمام تصاعد عنف النازيين الجدد.
وقال رئيس الكتلة الاشتراكية في البرلمان الأوروبي هانس سوبودا الأربعاء إن "هذا الحادث المشين غير مقبول تماماً لاسيما في بلد عضو في الاتحاد الأوروبي، وإذا لم تتوصل الحكومة اليونانية ورئيس الوزراء أنتونيس ساماراس إلى وضع حد لهذا السلوك البغيض للفجر الذهبي وغيره من المجموعات الفاشية فإن الرئاسة اليونانية لن تكون مقبولة"، وذلك في حين تستعد أثينا لتولي رئاسة الاتحاد الأوروبي في كانون الثاني/ يناير 2014.
ودعت منظمة العفو الدولية "السلطات اليونانية إلى بذل كل ما في وسعها لمنع العنف السياسي" و"توجيه رسالة واضحة تفيد أن مثل هذه التصرفات لن تقبل".
واتُهم القادة اليونانيون مراراً في اليونان وحتى في الخارج، بالتسامح مع ذلك الحزب الذي يدعو إلى كره الأجانب ومعاداة السامية، وما انفك منذ دخوله البرلمان في حزيران/ يونيو 2012، يضاعف الهجمات على السياسيين اليساريين والمهاجرين. واغتنم "الفجر الذهبي" مرور أفعاله بدون عقاب تقريباً، لتعزيز مواقعه حتى بلغت شعبيته اليوم 13 بالمائة على ما أفادت الاستطلاعات، مقابل 7 بالمائة في 2012.
واعتبرت الرابطة اليونانية لحقوق الإنسان أن قتل مغني الراب المناهض للفاشية "تم بدوافع سياسية، وهو دليل على التصعيد في أعمال العنف النازية التي بدأت وتتواصل دون أن يعاقب عليها (الحزب النازي) تقريباً".
ووعد وزير النظام العام نيكوس ديندياس بتعزيز القوانين خصوصاً تلك التي تخص "المنظمات الإجرامية والمجموعات المسلحة". غير أن المراقبين يشيرون إلى أنه رغم الحزم الذي أبداه رئيس الوزراء في التلفزيون فإنه لم يتخذ أي قرار حتى الآن بحق الحزب النازي الجديد.
وأفادت عناصر التحقيق الأولية أن مجموعة من ثلاثين شخصاً ارتكبت الجريمة، بعد أن انتظرت الضحية وأصدقاءه لدى خروجهم من مقهى كانوا يشاهدون فيه مباراة كرة قدم. وأفاد شهود أن عناصر نازيين كانوا في الداخل هم من دعوا رجالاً يلبسون ثياباً سوداء إلى مساندتهم.
ووقف المتهم بين المجموعة التي كانت تنتظر خارج المقهى، ووجه عدة طعنات قاتلة لبافلوس فيساس، فاعتقل على الفور وأعلن المدعي "ملاحقات قضائية بتهمة القتل العمد". وتم تشييع جثمان بافلوس فيساس قبل ظهر الخميس بحضور مئات الأشخاص.
ف.ي/ ع.غ (د ب أ، رويترز، أ ف ب)