DEUTSCHLAND Erstes Islam-Lehrbuch auf Deutsch für Grundschüler
١٠ فبراير ٢٠٠٩تعد دروس التربية الإسلامية بالفعل جزءاً من الجدول المدرسي للتلاميذ في عدة ولايات ألمانية منذ عدة سنوات، الأمر الذي تقرر تعميمه في كل الولايات الألمانية خلال مؤتمر الإسلام الثالث الذي عقد في برلين في مارس/آذار من العام الماضي. إلا أن المعلمين كانوا يفتقدون حتى الآن إلى المنهج الدراسي الموحد كما كانوا يفتقدون إلى مواد تعليمية باللغة الألمانية في هذا المجال.
تربية دينية بعيداً عن الأفكار المغلوطة
لكن الأمر بدأ الآن في التغير، فقد قامت دار أولدنبورج لنشر الكتب المدرسية بتقديم أول كتاب لتعليم الدين الإسلامي موجه لتلاميذ الصفين الدراسيين الأول والثاني. وقدمت دار النشر هذا الكتاب اليوم الثلاثاء 10 فبراير/شباط خلال معرض "ديداكتا" المخصص للعاملين في مجال التربية والتعليم. ويهدف الكتاب الذي يحمل عنوان "كتابي الإسلامي" إلى إعطاء التلاميذ المسلمين أساسيات الدين الإسلامي، كما تؤكد جول سولجون كابس، إحدى المشاركات في تأليف هذا الكتاب والتي تعمل كمعلمة في مدرسة ابتدائية وكمشرفة متخصصة في مجال تربية القدرة على التعامل مع الثقافات الأخرى في جامعة أوجزبورج.
عن الكتاب تعلق سولجون كابس قائلة: "يهدف هذا الكتاب إلى بناء وتقوية الهوية الدينية لدى التلاميذ المسلمين، ليتمكنوا من ممارسة عقائدهم الإسلامية في دولة غربية متأثرة بالثقافة المسيحية، دون أن يتم التحكم في أفكارهم عن طريق وسائل الإعلام أو حتى عن طريق ما يسمعونه في جوامعهم خلال عطلة نهاية الأسبوع".
ومن المقرر أن يتم الاعتماد على هذا الكتاب في المدارس الابتدائية في ألمانيا كلها، وسيبدأ العمل به أولا في ولايتي بافاريا وشمال الراين ويستفاليا بعد أن تمت مراجعته واعتماده من قبل وزيري الثقافة في الولايتين. ومن المقرر أن يقوم وزراء الثقافة في الولايات الباقية بمراجعة الكتاب خلال الأشهر القادمة، ليمكن اعتماده وتدريسه في مدارسهم.
كتاب يراعي الاختلافات الطائفية والثقافية والدينية
ويعتمد الكتاب أساساً على الإسلام السني، الذي ينتمي إليه معظم المسلمين في أوروبا وفي العالم كله، لكنه يراعي في محتواه الاختلافات بين الطوائف والمناهج الإسلامية المختلفة كما تؤكد إيفلين لوبيج فوزيل، التي تعمل أيضاً كمعلمة للمرحلة الابتدائية والتي شاركت أيضاً في إصدار هذا الكتاب. وأشارت فوزيل إلى أن الكتاب أراد أن يعكس التنوع في الاتجاهات الإسلامية في ظل الوضع الديني للأقلية المسلمة في ألمانيا، والتي تأتي من كل حدب وصوب.
ومن ناحية أخرى، أضافت سولجون كابس أن الكتاب يراعي أيضاً الاختلافات الثقافية، قائلة: "يمكن للطفل البوسني أن يروي كيف يحتفل برمضان في البوسنة، كما يمكن للطفل الباكستاني أو التركي أن يروي أيضاً كيف يحتفل بهذا الشهر مع أسرته. وهذه الاختلافات يمكن للطفل أن يكتشفها، لكن أساسيات الدين واحدة لدى الجميع".
ولا يقتصر الكتاب فقط على تعليم الإسلام، لكنه يدعم أيضاً الحوار بين الأديان، كما تؤكد سولجون كابس، مشيرة إلى أن الكتاب يعطي للطفل أيضاً فكرة عامة عن الأديان الأخرى كالمسيحية واليهودية، ليرد على أسئلة الأطفال عما يمارسه الآخرون من طقوس. الأمر الذي يساعد في رأي المعلمة المتخصصة في شؤون الحوار الثقافي على أن يحيا الأطفال معاً في سلام وحرية.
ربط الدين بالحياة اليومية
ولا يتوقف الحديث في الكتاب عن الاختلافات الدينية، لكنه يتطرق أيضاً إلى الاختلافات الثقافية، والتي قد تسبب للطفل مواجهات كثيرة، بين ثقافته الأم وبين ثقافة المجتمع الذي يعيش فيه الآن. وفي هذا الإطار، تقول إيفلين لوبيج فوزيل: "إن توضيح هذا الربط بين الحياة اليومية هنا وبين دينهم هو هدفنا. وجزء من الحياة هنا مرتبط بالتنوع الثقافي في المجتمع، ولذلك فهذا الأمر موضح في الكتاب".
وهذا الربط بين الحياة اليومية وبين ممارسة الدين هو أكثر ما يركز عليه الكتاب، حيث يناقش أمور مثل الأسرة وأهميتها، ودور المرأة والرجل في المجتمع الحديث، فالطفل عليه أن يساعد والدته في المطبخ تماماً مثل أخته، وهناك العديد من النساء اللاتي لا يرتدين الحجاب، والرجل يمكن أن يقوم بإعداد الطعام.
ومن ناحية أخرى، يسعى الكتاب إلى توضيح التوافق بين الإسلام والديمقراطية، سواء بالنسبة للأطفال المسلمين وآبائهم أو بالنسبة لغير المسلمين. وتوضح لوبيج فوزيل هذا الأمر قائلة: "أردنا أن نزيل المخاوف لدى الكثيرين وأن نوضح من خلال حصص الدين الإسلامي أن الإسلام لا يتعارض مع الديمقراطية، وأن التعايش بين المسلمين وغير المسلمين في إطار دستور ديمقراطي أمر ممكن". وهو الأمر الذي يتمناه أيضاً مدير دار النشر يورج بلاتيال، والذي يريد أن يتبع هذا الكتاب بكتب للسنوات الدراسية التالية، بغض النظر عن العائد المادي من نشر الكتاب.