صربيا تحرم ألمانيا من التأهل المبكر للدور الثاني من المونديال

افتتحت الجمعة (18 يونيو/ حزيران 2010) مباراتا الجولة الثانية للمجموعة الرابعة في دور المجموعات لمونديال 2010 بجنوب أفريقيا، فقد شهد ملعب نيلسون مانديلا باي في مدينة بورت إليزابيث بزواره الخمسين ألفا المباراة الأولى بين منتخبي ألمانيا وصربيا التي تشارك لأول مرة في نهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم كدولة مستقلة.

ودخل لاعبو ألمانيا إلى المباراة تحت ضغط المطالبة بأن لا يكون أداؤهم في هذه المباراة أقل من أدائهم الرائع في مباراة الجولة الأولى أمام منتخب أستراليا، إن لم يكن أقوى وأكثر روعة، وكذلك تحت ضغط المطالبة بالفوز لضمان التأهل المبكر لدور ثمن النهائي في البطولة. بينما دخل لاعبو المنتخب الصربي تحت ضغط مواجهة منتخب من أقوى المنتخبات المشاركة في المونديال، إن لم يكن أقواها، ومطالبا بتحقيق نجاحات في أول مشاركة لهم في نهائيات البطولة، وخاصة بعد خسارتهم أمام غانا في مباراة الجولة الأولى.

وبدأ المنتخبان المباراة بتركيز حذر للإستحواذ على الكرة لتنظيم اللعب الهجومي . وسرعان ما تفوق لاعبو المنتخب الألماني في ذلك، وكاد الجناح الأيسر لوكاس بودولسكي يحرز التقدم للمنتخب في الدقيقة السابعة بتسديدة قوية من حافة منطقة المرمى مرت بجوار القائم الأيمن للمرمى، لكن المباراة شهدت بعد ذلك تطورات مثيرة.

دفاع محكم يسفر عن هدف ثمين

وشن لاعبو صربيا في الدقيقة الحادية عشرة هجمة وصلت فيها الكرة يسار منطقة مرمى المنتخب الألماني إلى لاعب خط الوسط الصربي ميلوش كرازيتش الذي سددها فوق العارضة، لكن أمام محاولات لاعبي ألمانيا تكثيف الضغط على مرمى منافسيهم، أخذ هؤلاء في التركيز على الدفاع المحكم عن مرماهم في انتظار استغلال هجمات مرتدة.

واستمر مجرى المباراة على هذا المنوال إلى الدقيقة السابعة والثلاثين التي شهدت طرد المهاجم الألماني ميروسلاف كلوزه، لحصوله على الإنذار الثاني لعرقلته لاعب خط الوسط الصربي ستانكوفيتش، بعد أن حصل على الإنذار الأول في الدقيقة الثانية عشرة لعرقلته المدافع الصربي إيفانوفيتش.

ووسط ارتباك لاعبي المنتخب الألماني بسبب طرد كلوزه وفي الدقيقة الثامنة والثلاثين نظم لاعبو صربيا هجمة وصلت فيها الكرة يمين منطقة مرمى ألمانيا إلى لاعب خط الوسط كرازيتش الذي انطلق بها وأرسلها عرضية إلى الجانب الآخر من منطقة المرمى لتجد المهاجم زيغيتش ويحولها برأسه أمام المرمى لتجد زميله يوفانوفيتش، الذي كان دون مراقبة، وأسكنها شباك المرمى مسجلا هدفا لصربيا. وزاد هذا الهدف من سرعة أداء المنتخبين؛ فلاعبو صربيا أرادوا تعزيز الهدف ، بينما سعى لاعبو ألمانيا لإدراك التعادل الذي كاد لاعبها في خط الوسط سامي خضيرة أن يحرزه بتسديدة قوية من وسط ملعب صربيا اصطدمت بالعارضة وارتدت إلى الملعب قبل أن يعلن الحكم الإسباني أونديانو نهاية الشوط الأول بتقدم صربيا بهدف نظيف.

كفاح من أجل الفوز

وبدأ الشوط الثاني بهجوم مكثف من لاعبي المنتخب الألماني لإدراك التعادل مبكرا، غير أن منافسيهم قابلوا هذا الهجوم الضاغط بالانقضاض المركز لصد هذه الهجمات وتحويلها إلى هجمات مرتدة سريعة على مرمى المنتخب الألماني. وشهدت الدقيقة التاسعة والخمسون تعمد المدافع الصربي فيديتش لمس الكرة بيده في منطقة مرماه ليحتسب الحكم ضربة جزاء لصالح ألمانيا، تولى الجناح الأيسر بودولسكي لتنفيذها، إلا أن الحارس الصربي ستويكوفيتش تمكن من صدها ليضيع على المنتخب الألماني فرصة التعادل.

وقوى هذا الهدف من عزم لاعبي صربيا على الحفاظ على تقدمهم وتعزيزه، فأخذوا في اللعب المنسق بين صفوفهم دفاعا وهجوما، ما مكنهم من التصدي لكل هجمات لاعبي المنتخب الألماني، بل وتهديد مرماهم أكثر من مرة، بحيث لم تفد التغييرات التي أدخلها المدير الفني للمنتخب الألماني، يواخيم لوف، لزيادة الكثافة الهجومية للمنتخب، ولتنتهي المباراة بفوز صربيا بهدف نظيف، وزيادة أملها في التأهل لدور ثمن النهائي في المونديال، إذ أصبح رصيدها الآن ثلاث نقاط، بينما حرمت ألمانيا من التأهل المبكر لهذا الدور، إذ بقي رصيد منتخبها عند ثلاث نقاط، وأصبح من المتعين عليه أن يفوز في مباراة الجولة الثالثة في دور المجموعات أمام غانا للتأهل لهذا الدور.

الكاتب: محمد الحشاش

مراجعة: منصف السليمي