عناصر من طالبان تفرّق بالقوة مظاهرة لنساء يطالبن بحقوقهن
١٣ أغسطس ٢٠٢٢
أطلق مسلحون من طالبان السبت (13 أغسطس/آب 2022) النار في الهواء في كابول لتفريق تظاهرة نظمتها نساء يطالبن بالحق في العمل والتعليم بعد نحو عام من وصول الحركة الإسلامية المتشددة إلى السلطة في أفغانستان، كما ذكر صحافيون من وكالة فرانس برس.
وحسب الوكالة سارت نحو أربعين امرأة يهتفن "خبز وعمل وحرية" أمام وزارة التعليم قبل أن تقوم مجموعة من مقاتلي طالبان بتفريقهن بإطلاق رشقات رصاص في الهواء بعد حوالي خمس دقائق من بدء التظاهرة.
ورفعت المتظاهرات لافتة كتب عليها "15 آب/أغسطس يوم أسود"، في إشارة إلى ذكرى سيطرة الحركة على السلطة في البلاد العام الماضي، في إطار مطالبتهن بحقوقهن في العمل والمشاركة السياسية. وهتفت المتظاهرات قبل تفريقهن "العدل العدل. سئمنا الجهل".
وقام مسلحون من حركة طالبان يرتدون بزات عسكرية بسد مفترق طرق أمام المتظاهرات وبدأوا إطلاق النار في الهواء لثوانٍ.
ورصدت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) صورا على وسائل التواصل الاجتماعي لقوات طالبان وهي تطلق طلقات تحذيرية وتعتدي جسديا على النساء، لتفريق تجمعهن، في قلب المدينة، وأظهر مقطع فيديو آخر مجموعة صغيرة من النساء، محاصرات من قبل طالبان في مكان مغلق.
وذكر صحافي من وكالة فرانس برس أن أحدهم صوّب بندقيته على المتظاهرات. وطارد عناصر الحركة بعض المتظاهرات اللواتي لجأن إلى المتاجر المجاورة، وقاموا بضربهن بأعقاب البنادق. ولجأت متظاهرات إلى متاجر قريبة وطاردهن مسلحو طالبان وقاموا بضربهن بأعقاب البنادق. كما صادروا الهواتف المحمولة من المتظاهرات، كما تعرض صحافيون للضرب على أيدي طالبان.
وقالت زوليا بارسي إحدى منظمات الاحتجاج لفرانس برس "لسوء الحظ جاءت طالبان التي كانت جزءا من أجهزة المخابرات وأطلقت النار في الهواء". وأضافت "قاموا بتفريق الفتيات ومزقوا لافتاتنا وصادروا العديد من الهواتف المحمولة الخاصة بالفتيات".
كانت تظاهرات النساء للمطالبة بمزيد من الحقوق، تصبح نادرة أكثر فأكثر في العاصمة لا سيما بعد اعتقال منظمات هذه التجمعات في بداية العام الجاري وبعضهن بقين موقوفات لأسابيع.
ومنذ عودتهم إلى السلطة في آب/أغسطس الماضي، عمل الأصوليون الإسلاميون على الحد من الحريات التي اكتسبتها النساء تدريجياً على مدى السنوات العشرين الماضية منذ سقوط نظامهم السابق (1996-2001). وفرضوا سلسلة من القيود على المجتمع المدني يهدف الكثير منها إلى إخضاع المرأة لمفهومهم المتطرف للإسلام، واستبعدوا النساء بشكل كبير من الوظائف الحكومية وقيّدوا حقهن في السفر ومنعوا الفتيات من الالتحاق بالمدارس الإعدادية والثانوية.
ويعود آخر قرار في هذا المجال إلى أوائل أيار/مايو عندما أصدرت الحكومة مرسوما أقرته حركة طالبان والمرشد الأعلى الأفغاني هبة الله أخوند زاده يلزم النساء بوضع النقاب في الأماكن العامة.
وأوضحت حركة طالبان أنها تفضل أن ترتدي النساء البرقع لكنها ستتسامح مع أشكال أخرى من الحجاب لا تكشف سوى العينين.
وقال المقرر الخاص للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في أفغانستان ريتشارد بينيت في أيار/مايو في كابول إن كل هذه الإجراءات تشكل "نموذجا لفصل جنسي كامل وتهدف إلى جعل المرأة غير مرئية في المجتمع".
وطوال العقدين الماضيين اكتسبت المرأة الأفغانية حريات جديدة وعادت إلى المدرسة أو تقدمت لوظائف في جميع القطاعات وإن ظلت البلاد محافظة اجتماعيا.
طالبان تنشئ مديرية للمناهج
وفي سياق متصل أقامت قيادة "الإمارة الإسلامية" في أفغانستان "مديرية للمناهج الأكاديمية"، داخل وزارة التعليم العالي الأفغانية، وسط ضغوط من قبل قادة العالم، بما في ذلك المجتمع الدولي، على طالبان لاستئناف تعليم الفتيات.
وفي السابق وبتوجيه من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة(اليونسكو)، كان مسؤولو الجامعات الأفغانية يراجعون مناهج المؤسسات المحلية، حسب وكالة "خاما برس" الأفغانية للأنباء اليومالجمعة.
وقال أحمد تقي، أحد المتحدثين باسم وزارة التعليم العالي إن المديرية تهدف إلى مراجعة وتطوير المناهج الأكاديمية لجميع الجامعات بمختلف أنحاء أفغانستان، في ضوء الشريعة الإسلامية. وسيكون لدى مكتب المديرية ستة مديرين و52 موظفا.
وفي حديثهم عن المنهج الجديد، قال محاضرون جامعيون أن المديرية الجديدة يجب أن تطور منهجا دراسيا، من شأنه أن يفصل الجانب الأكاديمي عن الأمور السياسية والأخرى ذات الصلة.
يأتي ذلك، في وقت مازالت فيه مدارس الفتيات من الصف السادس مغلقة، منذ آذار/مارس هذا العام، حيث أعلنت "الإمارة الإسلامية" أن قيادتها تطور نظاما تعليميا جديدا "يتوافق مع الشريعة الإسلامية".
ع.ا /ع.ج.م ( د ب أ، أ ف ب)