عباس أمام الأمم المتحدة: دقت ساعة "الربيع الفلسطيني" لنيل الاستقلال
٢٣ سبتمبر ٢٠١١أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن السياسات الإسرائيلية ستدمر فرص تحقيق السلام ، مؤكدا أن سياسة الاستيطان هي المسؤولة الأولى عن فشل وتعثر عملية السلام. وقال عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن الجهود والمساعي الفلسطينية "الصادقة" لتحقيق السلام كانت تتحطم دائما على صخرة مواقف الحكومة الإسرائيلية، مشيرا إلى أن الفلسطينيين يطمحون إلى دور أكبر وأكثر فعالية للأمم المتحدة لتحقيق سلام عادل وشامل.
"العدل النسبي في ظل غياب العدل المطلق"
وأكد عباس في خطابه الذي قوطع أكثر من مرة بالتصفيق الحاد أن الجانب الفلسطيني لا يستهدف بتحركاته عزل إسرائيل أو نزع شرعيتها ، مشدداً على أن تحقيق السلام المنشود يتطلب الإفراج عن الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية. وأعرب الرئيس الفلسطيني عن الاستعداد للعودة للمفاوضات وفق مرجعية متعددة تتوافق والشرعية الدولية ووقف شامل للاستيطان، مذكراً بأن الفلسطينيين رضوا بدولة تقوم على 22% من أراضي فلسطين، وأن الفلسطينيين يريدون الوصول إلى "العدل النسبي في ظل غياب العدل المطلق".
وطالب عباس أعضاء مجلس الأمن بالتصويت لصالح طلب عضوية كاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، وقال: "تقدمت بصفتي رئيسا لدولة فلسطين ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى سعادة بان كي مون السكرتير العام للأمم المتحدة بطلب انضمام فلسطين على حدود الرابع من حزيران عام 1967, وعاصمتها القدس الشريف, دولة كاملة العضوية إلى هيئة الأمم المتحدة". وأضاف عباس: "أطلب من السيد الأمين العام العمل السريع لطرح مطلبنا أمام مجلس الأمن, وأطلب من أعضاء المجلس التصويت لصالح عضويتنا الكاملة, كما أدعو الدول التي لم تعترف بعد بفلسطين أن تعلن اعترافها".
وقال مارتن نسيركي المتحدث باسم الأمم المتحدة إنه سيتم التعامل مع طلب انضمام دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة "بسرعة" وإحالته إلى مجلس الأمن الدولي. وبعد اجتماع بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون, قال المتحدث "ستتم مراجعة الإجراءات المطلوبة بسرعة في الأمانة العامة وسترفع بعد ذلك إلى رئيس مجلس الأمن ورئيس الجمعية العامة".
وقد اعتبرت حركة حماس أن خطاب الرئيس الفلسطيني في الأمم المتحدة جاء "فارغ المضمون" بسبب تمسكه بخيار التفاوض مع اسرائيل. وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم الحركة لوكالة فرانس برس "خطاب عباس هو خطاب عاطفي نجح في تفصيل المعاناة الفلسطينية ولكنه فشل في تحديد وسائل المواجهة حين ربط توجهه إلى الأمم المتحدة بالتفاوض مع الاحتلال وهو ما جعلها خطوة فارغة المضمون".
"العودة إلى المفاوضات المباشرة"
دعت الولايات المتحدة الجمعة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للعودة إلى "المفاوضات المباشرة" مع إسرائيل رغم تقدمه بطلب عضوية لدولة فلسطينية لدى الأمم المتحدة. وقد سبق وأعلنت واشنطن أنها ستستخدم الفيتو في مجلس الامن ضد الطلب الفلسطيني بانضمام دولة فلسطينية إلى الأمم المتحدة. وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس في رسالة على تويتر تم بثها بعد لقاء عباس والامين العام للامم المتحدة بان كي مون "بعد أن تنتهي الخطب اليوم, سيتعين علينا ان نقر جميعا بان السبيل الوحيد نحو اقامة دولة يمر عبر المفاوضات المباشرة, لا عبر طرق مختصرة".
من ناحيتها أبدت إسرائيل "الأسف" لطلب انضمام دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة الذي سلمه عباس في نيويورك. وقال جيدي شمرلينغ، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أن إسرائيل "تأسف لهذا التحرك", مضيفا "نعتقد أن الطريق الوحيد للوصول إلى سلام حقيقي هو طريق المفاوضات وليس التحركات الأحادية".
آلاف الفلسطينيين يحتشدون في الضفة الغربية
وقد احتشد آلاف الفلسطينيين في الساحات والميادين العامة بالضفة الغربية اليوم الجمعة لمتابعة خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. واكتظت الساحات بالآلاف الذين راحوا يلوحون بالأعلام الفلسطينية وسط رام الله والمدن الرئيسية الأخرى في الضفة الغربية، خاصة نابلس والخليل، فيما أقيمت شاشات عملاقة تبث خطاب عباس من نيويورك على الهواء مباشرة. وقال مراسلو فرانس برس إن الفلسطينيين المحتشدين في رام الله وباقي أنحاء الضفة الغربية صفقوا بحرارة وهتفوا محيين إعلان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في خطابه أمام الأمم المتحدة التقدم بطلب لقبول دولة فلسطينية مستقلة على خطوط 1967.
وهتفت الحشود الفلسطينية "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين!" بينما كانت شاشات كبيرة تنقل خطاب عباس وهو يمسك نسخة طلب العضوية لدولة فلسطينية الذي سلمه بنفسه قبل ذلك بقليل إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
(س ج / د ب أ، رويترز، أ ف ب)
مراجعة: هبة الله إسماعيل