عشائر الانبار تختلف مع الحكومة فهل تقاتل "داعش"؟
٩ يناير ٢٠١٤يشار ان الحكومة العراقية سحبت قوات الجيش وابقت الشرطة المحلية والفيدرالية بعد فض الاعتصامات في 30 ديسمبر 2013 إشارة الى طلب العشائر، لكن هذا احدث ثغرة في العملية العسكرية الواسعة في الصحراء التي بدأتها الحكومة في ديسمبر 2013. لتظهر استعراضات داعش بشكل علني في وسط مدينة الفلوجة على ظهر عجلات وأعداد من المقاتلين بالمئات.
عشائر الانبار أبدت استعدادها الى مقاتلة "داعش" دون تدخل الجيش. المشهد الميداني بقي غير واضح، رغم ان تحليلات بعض خبراء الدفاع، تفيد بان الجيش العراقي سوف لا يتدخل، إلا بطلب من العشائر، وهو يوفر للأخيرة الغطاء الجوي. إن تجارب الدول في مواجهة القاعدة أكدت ان الداخلية او الشرطة المحلية في المدن لا تستطيع مواجهة شراسة التنظيمات" الجهادية" ووحشيتها في القتال، وهي لا تستطيع حماية نفسها اما هذه التنظيمات ، لذل فأن ما يجري الآن في الانبار من مواجهات مابين داعش والعشائر للآسف، تعتبر مواجهات غير متوازنة تنتهي في صالح "داعش". لكن لا يستبعد ان تصل العشائر ووجهائها الى اتفاق مع داعش، لترك المظاهر المسلحة وترك السلاح.
إن ظهور"داعش" في مدينة الفلوجة، ربما تأتي محاولة منها لإرباك الجيش العراقي وعملياته الواسعة في صحراء الانبار والتي بدأت تعطي نتائج ايجابية بانخفاض منسوب عمليات داعش النوعية.
"داعش" والقاعدة دائما تحاول سحب خصومها إلى المربع التي تختاره في المواجهة وظهور داعش الآن لا يمكن استبعاده في حساب عملية تسعى الى سحب الجيش في منازلة قد لا تكون لصالحه في الوقت الحاضر.
مواجهات داعش
شنت قيادة القوات البرية العراقية في 25 أكتوبر 2013 عملية الشبح في صحراء الانبار لمطاردة القاعدة.
أما في سوريا فبعد الاشتباكات العنيفة وإعلان كتائب إسلامية وغير إسلامية الحرب على تنظيم"داعش" في شمال سوريا أصدر التنظيمبيانا في 5 يناير2013 حذر فيه تلك الكتائب من انسحابه من جبهة حلب وإفساح المجال لقواتالأسد.
أندلعت المواجهات يوم 3 يناير 2014 بين مقاتلي المعارضة ومقاتلين ينتمونإلى "داعش".واندلعت المواجهات عندما هاجمت كتائب إسلامية وغير إسلامية حواجز تسيطرعليها عناصر من "داعش" في ريفي حلب وإدلب بعد أن اتهمتهابالقيام بتجاوزات متعددة والرغبة بالسيطرة الكاملة على المناطق الخاضعةلمقاتلي المعارضة.وقد أمهل "داعش"24 ساعة يوم 4 يناير 2013، كافة الفصائل والكتائب لإيقاف القتال، وتنفيذ شروطه، وإلا فإنه سيعطي أمراً عاماً بالانسحاب من جبهات القتال ضد قوات النظام في حلب شمال.
تفعيل اتفاقية مكافحة الإرهاب
على صعيد عربي وإقليمي، دعت مصر ( التي تعاني من حراك سياسي مضطرب يخلق حالة قلق وتميع سياسي وإداري) الدول العربية في 30 ديسمبر 2013 إلى تطبيق الاتفاقية العربيةلمكافحة الإرهاب في أعقاب إرهاب جماعة الإخوان المحظورة. وتريد مصر من الدول العربيةتطبيق اتفاقية مكافحة الإرهاب العربية الموقعة عام 1998.
وصادقت 18 دولة من إجمالي 22 عضوا في الجامعة العربية على هذهالاتفاقية. يشار بان هناك اتفاقيات لمكافحة الإرهاب وقعت عليها منظمة المؤتمر الإسلامي عام 1999 والأمم المتحدة 1954، وهنالك لجان مكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة والجامعة العربية معنية بهذا الشأن. و يجدر بالعراق أن يحذو حذو مصر بتفعيل اتفاقية مكافحة الإرهاب، الذي يشمل الجماعات المسلحة بل كل من يدعمها أو يموّلها، سواء كانت أطرافا سياسية أو حكومية أو منظمات.
* باحث في مكافحة الإرهاب والاستخبارات