عشرات القتلى في سوريا وأنباء عن وجود عرض بمنح حصانة للأسد
٢١ يونيو ٢٠١٢
أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من لندن مقرا له، أن حصيلة أعمال العنف والمواجهات ارتفعت إلى نحو 120 قتيلا معظمهم من المدنيين في سوريا الخميس، وهو من الأيام الأكثر دموية منذ ما قيل عن التوصل في 12 نيسان/ ابريل إلى وقف إطلاق النار حسب خطة كوفي عنان المبعوث الاممي والعربي لسوريا. وقال المرصد إن من بين القتلى 66 مدنيا على الأقل و43 جنديا وخمسة من المقاتلين والعسكريين المنشقين وخمسة أشخاص لم تعرف هوياتهم، وذلك استنادا إلى شهادات ناشطين في مناطق المواجهات. يشار إلى أنه لم يتم التأكد من صحة هذه المعلومات من مصادر مستقلة.
كذلك أكدت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر رباب الرفاعي لوكالة فرانس برس أن فريقا من الهلال الأحمر والصليب الأحمر حاول صباح اليوم الدخول إلى حي الحميدية في حمص من أجل البدء بعملية إجلاء المدنيين والمصابين لكنه اضطر إلى العودة بعد أن سمع صوت إطلاق نار. وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أبدت الأربعاء استعدادها لدخول مدينة حمص لإجلاء مدنيين بعدما تلقت موافقة السلطات والمعارضين.
واشنطن ترحب بانشقاق طيار
وفي تطور أخر رحبت الولايات المتحدة الخميس بانشقاق طيار حربي سوري وفراره إلى الأردن، وقالت إنه لن يكون الأخير الذي "يفعل الصواب" وينشق عن قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وجاء رد الفعل الأميركي بعد أن وصفت دمشق الطيار الذي فر بطائرة من طراز ميغ 21 إلى الأردن بأنه "فار من الخدمة وخائن"، مطالبة السلطات الأردنية بإعادة الطائرة. ومنح الأردن الطيار اللجوء السياسي بناء على طلبه.
وقال توني فيتور المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي إن هذا الطيار "واحد من أمثلة لا تعد ولا تحصى عن سوريين، بينهم عناصر من قوات الأمن، يرفضون الأعمال الفظيعة التي يقوم بها نظام الأسد، وبالتأكيد لن يكون الأخير".
من جانبه قال السفير الأميركي في سوريا روبرت فورد إن على الجيش السوري بجنوده وضباطه أن يعيدوا التفكير في دعمهم للأسد، محذرا من انه ستتم مطاردة مرتكبي الفظاعات ومحاكمتهم. ووجه فورد، الذي عاد إلى واشنطن في شباط/ فبراير الماضي بعد إغلاق السفارة الأمريكية بدمشق بسبب تزايد المخاوف الأمنية، رسالة مفتوحة إلى الجيش على صفحته على الفيسبوك. وقال فيها "إن دور جيش أي دولة هو الدفاع عن البلاد وحماية الناس وليس إيذاءهم"، مضيفا أن الولايات المتحدة ترى "دورا ثمينا ومهما" للجيش السوري في مستقبل سوريا ديمقراطية.
حصانة للأسد
من ناحية أخرى ذكرت تقارير صحافية أن بريطانيا والولايات المتحدة ناقشتا عرضا يمكن تقديمه للرئيس السوري بشار الأسد يمنحه الحصانة من الملاحقة القضائية إذا ما تنحى في إطار اتفاق حول إجراء عملية انتقال سياسي. وردا على ما جاء في تقارير الصحف البريطانية نقلا عن مسؤولين في الحكومة البريطانية لم تكشف عن هوياتهم، قالت وزارة الخارجية البريطانية إنه "لا يوجد عرض جديد" مطروح على الطاولة.
وقالت صحيفة "الغارديان" إن مناقشة هذه المبادرة المحتملة جاءت بعد أن تلقى الرئيس الأميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تشجيعا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في محادثات في قمة مجموعة العشرين التي جرت في المكسيك. وذكرت التقارير أن بريطانيا أبدت استعدادا لمناقشة منح حصانة للأسد إذا كان ذلك يعني إمكانية الترتيب لعقد مؤتمر، ربما في سويسرا، لانتقال السلطة على غرار ما حدث في اليمن.
وقالت صحيفة "ديلي تلغراف" إنه يمكن أن يقدم للأسد ممر آمن للمشاركة في المحادثات في سويسرا. أما صحيفة "الاندبندنت" فقالت إن مؤتمر السلام هذا يمكن أن يجري في جنيف في نهاية الشهر، وقالت إن عرض العفو يمكن أن يعني كذلك السماح للأسد بالفرار إلى بلد آخر مثل روسيا أو إيران.
(ي ب/ ا ف ب، د ب ا، رويترز)
مراجعة: أحمد حسو