عشرات القتلى في هجوم انتحاري استهدف مجلس عزاء باليمن
٥ أغسطس ٢٠١٢ارتفعت حصيلة قتلى تفجير انتحاري في مجلس عزاء، استهدف قائد اللجان الشعبية في جعار بمحافظة أبين بجنوب اليمن. فحسب آخر حصيلة، حتى إعداد هذا الخبر، قتل 42 شخصا وجرح 37 آخرون في الهجوم الانتحاري الذي نسب للقاعدة. وكان مصدر رسمي رفيع في محافظة أبين أفاد أن ضحايا الهجوم كانوا يحضرون العزاء الذي أقيم لابن شقيق قائد اللجان الشعبية (مسلحون مدنيون مؤيدون للجيش) في جعار. ونقلت جثامين 24 من القتلى إلى مستشفى الرازي في جعار، كما قال مسؤول في هذا المركز الطبي بينما توفي 12 جريحا في ثلاثة مستشفيات في عدن، حسب مصادر طبية.
من جهته، حمل الأمين العام للإدارة المحلية في جعار ناصر عبد الله المنصري السلطات المركزية في صنعاء "جزءا من المسؤولية عما حدث"، إذ أشار إلى أن السلطات لم تعزز الحضور الأمني في المدينة لفرض سيطرتها على الوضع بعد أن نجح الجيش في إخراج مقاتلي القاعدة منها في حزيران/ يونيو. وقال المنصري "أحمل السلطات بصنعاء جزءا من المسؤولية عما حدث وبالأخص وزارة الداخلية التي لم تتجاوب معنا بمد محافظة أبين بقوة أمنية منذ خروج القاعدة منها".
"عناصر القاعدة موجودون في محافظة أبين بشكل سري"
وأضاف المنصري أن "جعار وغيرها من مدن محافظة أبين لا وجود للأمن فيها، وعناصر القاعدة موجودون في جميع المدن وبشكل سري"، مبديا تخوفه من تفاقم أعمال العنف وإقدام القاعدة على استهداف المدنيين الذين وقفوا مع الجيش في معركته لاستعادة محافظة أبين التي ظلت غالبية مدنها تحت سيطرة التنظيم المتطرف لأكثر من سنة.
ومن الواضح أن المنصري يشير بكلامه هذا إلى اللجان الشعبية، وهي مجموعة من المقاتلين القبليين الذين قاتلوا جنبا لجنب مع الجيش اليمني خلال هجوم ضد عناصر القاعدة في المنطقة. وأشادت الحكومة يومها بما وصفته بالانتصار الكبير آنذاك في يونيو حزيران. وقال المنصري "أتوقع أن تشهد مدن أبين عمليات أكبر مما حدث في جعار لأن القاعدة تريد أن تنتقم من اللجان والسكان الذي ساهموا في طردها وطالما هناك فراغ أمني ولم تتجاوب الحكومة معنا سيزداد الوضع سوءا".
يشار إلى أن متشددي أنصار الشريعة (قاعدة) سيطروا على العديد من البلدات في محافظة أبين العام الماضي أثناء انشغال الرئيس السابق علي عبد الله صالح بمواجهة انتفاضة شعبية أطاحت به في نهاية الأمر. وأيدت واشنطن الحملة العسكرية التي طردت المقاتلين الإسلاميين من معاقلهم في حزيران/ يونيو الماضي ولكن سكانا ومحللين يقولون إن هؤلاء المقاتلين يتوارون فقط عن الأنظار وينتظرون فرصة لإعادة تجميع أنفسهم، كما أشار المنصري نفسه.
(أ ح/ أ ف ب، د ب أ، رويترز)
مراجعة: منصف السليمي