46 قتيلا في هجومين انتحاريين ضد قوات الصحوة في العراق
١٨ يوليو ٢٠١٠أعلنت الشرطة العراقية اليوم الأحد (18 تموز/ يوليو) أن نحو 46 شخصا قتلوا وجرح أكثر من 43 آخرين في هجمات انتحارية استهدفت عناصر الصحوة في العراق.
وذكرت المصادر أن انتحاريا يرتدي حزاما ناسفا فجر نفسه في اجتماع لقوات الصحوة في منزل بمنطقة القائم، الواقعة على بعد 500 كيلومتر غربي بغداد، التابعة لمحافظة الأنبار، ما أسفر عن مقتل أربعة وجرح ستة، حسب حصيلة أولية. كما أشارت إلى أن من بين القتلى قائد صحوة القائم خليف أحمد.
وفي الرضوانية، التي تقع 15 كيلومترا جنوب غربي بغداد، استهدف انتحاريان، مصابان بداء المنغولي (مرض داون)، تجمعا لعناصر الصحوة أثناء استلامهم الرواتب. وأضافت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن الانتحاريين فجرا نفسيهما وسط عدد كبير من عناصر الصحوة في منزل أحد قادة الصحوة ما تسبب في مقتل 36 وجرح 28 آخرين.
أكثر الهجمات دموية في العراق منذ شهر مايو الماضي
وقال أحد الناجين في انفجار الرضوانية، ويدعي تيسير محسن (20 عاما)، في مستشفى المحمودية: "كنا أكثر من 85 شخصا متجمعين بثلاثة صفوف عند البوابة الخارجية لمقر الفوج لاستلام رواتبنا. وفجأة ظهر شخص وعندما كان يحاول الاقتراب منا حاول أحد الجنود منعه لكنه فجر نفسه بالحال قبل أن يصل إلينا". وتابع: "فقدت الوعي وعندما استيقظت وجدت نفسي في المستشفى".
وقال مصدر بوزارة الداخلية إن كل القتلى من أعضاء مجالس الصحوة في حين أن جنديين من بين الجرحى. كما قال مصدر امني آخر أن ضابطين بالجيش من بين القتلى.
ويعد هذا الهجوم الاكثر دموية في العراق منذ العاشر من أيار/مايو الماضي، عندما قتل 53 شخصا وجرح 157 اخرين في انفجار أربعة سيارات مفخخة في موقف لسيارات معمل النسيج في الحلة (100 كلم جنوب بغداد).
قوات الصحوة تساهم في مكافحة الإرهاب
وتساهم قوات الصحوة في مناطق العرب السنة في غرب بغداد ووسط العراق وشماله في تراجع اعمال العنف بعد أن رفع عناصرها السلاح في وجه من قاتلوا في صفوفهم سابقا. ويسود الاعتقاد على نطاق واسع ان الحكومة ذات الغالبية الشيعية لا تبدي ثقة كبيرة بقوات الصحوة.
ووافقت حكومة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي على دمج عشرين بالمئة فقط من قوات الصحوة الى الاجهزة الامنية على أن يلتحق الاخرون بوظائف مدنية. وقد دعا المالكي منتصف نيسان/ابريل الماضي، الى الاستفادة من امكانات قوات الصحوة في العمل الاستخباري بوصفه "جهدا كفيلا بانهاء الارهاب والارهابيين".
وتأتي هذه العمليات في الوقت، الذي يستمر فيه الجمود السياسي في البلاد في أعقاب الانتخابات العامة التي جرت في آذار/ مارس الماضي ولم تسفر عن فائز واضح ولم يجر تشكيل حكومة جديدة بعد.
يذكر أن مسلحين إسلاميين سنة على صلة بتنظيم القاعدة يسعون إلى استغلال الفراغ السياسي الناجم عن فشل التكتلات السنية والشيعية والكردية في الاتفاق على حكومة ائتلافية وتنفيذ عددا من الهجمات منذ الانتخابات.
(ش.ع / د.ب.أ / أ.ف.ب / رويترز)
مراجعة: لؤي المدهون