عشرات القتلى والجرحى في تفجير انتحاري بمسجد شمال أفغانستان
٢٦ أكتوبر ٢٠١٢أدى هجوم انتحاري إلى مقتل 40 شخصا على الأقل وإصابة 34 بجروح حين فجر انتحاري نفسه داخل مسجد في مدينة مايمانا شمال أفغانستان خلال صلاة عيد الأضحى الجمعة (26 تشرين الأول/ أكتوبر 2012). وقال عبد الستار باريز حاكم إقليم فارياب لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن "41 شخصا على الأقل قتلوا في هجوم هذا الصباح بأحد المساجد. وأصيب قائد شرطة الإقليم أيضا". وأضاف أن 50 شخصا أصيبوا ومعظم الضحايا من المدنيين. ومن بين القتلى أحمد جواد بيدار المتحدث باسم حاكم إقليم فارياب وخمسة أطفال طبقا لما ذكره احد المسؤولين. وكان مئات المصلين محتشدين داخل المسجد لأداء صلاة العيد. وقال صديق صديقي المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية إن "الانتحاري فجر سترته الناسفة داخل المسجد أثناء خروج المصلين بعد الانتهاء من الصلاة". وأضاف "نخشى من زيادة عدد الضحايا" جراء الانفجار".
وكان مسؤولو حكومة الولاية بغالبيتهم يؤدون الصلاة في المسجد في أول أيام عيد الأضحى الذي بدأ الجمعة ويستمر أربعة أيام. وقال باريز "كنا قد انهينا لتونا صلاة عيد الأضحى وكنا نتبادل التهاني بحلول العيد". وأضاف "فجأة وقع انفجار ضخم وارتفعت سحب الدخان والغبار في المنطقة وتناثرت أشلاء القتلى من الشرطة والمدنيين في كل مكان. كان انفجارا قويا جدا". ولم تتبنى أي جهة على الفور المسؤولية عن الهجوم لكن حركة طالبان غالبا ما تلجأ إلى العمليات الانتحارية في هجماتها الهادفة للإطاحة بحكومة الرئيس حميد كرزاي المدعومة من الغرب.
ويعتبر شمال أفغانستان هادئا نسبيا، حيث أن حركة طالبان التي أطاح بها تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة من السلطة في 2001، تركز عملياتها في جنوب وشرق البلاد. لكنها عمدت في الآونة الأخيرة إلى تكثيف أنشطتها في شمال أفغانستان رغم وجود أكثر من مائة ألف عنصر من قوات حلف شمال الأطلسي في البلاد.
استهداف الحكومة
وأدى انفجار قنبلة الأسبوع الماضي، وضعت على حافة طريق إلى مقتل 19 شخصا على الأقل وجرح نحو خمسين آخرين كانوا يتوجهون على متن حافلة صغيرة لحضور حفل زواج في شمال أفغانستان. وبحسب الأمم المتحدة فإن 1145 مدنيا قتلوا بسبب النزاع في أفغانستان في أول ستة أشهر من هذه السنة، 80 بالمائة منهم في اعتداءات نفذها المتمردون، في حين قضى النصف جراء تفجير عبوات ناسفة تزرع على حافة الطرقات.
والسنة الماضية سجلت حصيلة القتلى رقما قياسيا بلغ 3021 كما أعلنت الأمم المتحدة. لكن عناصر الشرطة الأفغانية ومسؤولي الحكومة أصبحوا بشكل متزايد أهدافا مع استعدادات قوة حلف شمال الأطلسي للانسحاب وتسليم المسؤوليات الأمنية للقوات المحلية. ومن المتوقع أن تنسحب القوات الدولية من أفغانستان بحلول نهاية 2014 فيما تسود مخاوف من قيام حركة طالبان بتوسيع أنشطتها في البلاد، إذا لم تكن القوات الأمنية الأفغانية جاهزة بشكل كاف لتولي المسؤوليات من قوة حلف شمال الأطلسي. وقد حذرت مجموعة الأزمات الدولية في تقرير أصدرته في وقت سابق هذا الشهر من أن الحكومة الأفغانية قد تنهار بعد انسحاب قوات الحلف الأطلسي خاصة، إذا شهدت الانتخابات الرئاسية التي ستجري في ذلك العام عمليات تزوير.
ع.خ/ ط. أ (د.ب.ا، ا.ف.ب)