1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

علاء الأسواني:..تخلص - بحكمة - من صورة السيسي..

علاء الأسواني
١٦ مايو ٢٠١٧

في مقاله* لـ DW عربية يتحدث علاء الأسواني عن صورة الرئيس السيسي.

https://p.dw.com/p/2d0Kd
Kolumnisten Al-Aswani

 نائل حسن، اسلام الحضري، الشاذلي حسين، أحمد ابراهيم        

هل تعرف هذه الأسماء باعزيزي القاريء..؟                    

غالبا أنت لا تعرفهم لأنهم ليسوا لاعبي كرة ولا مطربين ولا ممثلين وهي الفئات الثلاث التى يحتفي بها الاعلام  في مصر، هؤلاء الشبان من الاسكندرية متعلمون جامعيون مشهود لهم بحسن الأخلاق ويعملون جميعا في وظائف محترمة لكنهم ارتكبوا أفظع جريمة في نظر السلطة: انهم يعارضون سياسات الرئيس السيسي، لذلك تم القبض عليهم من بيوتهم واحتجازهم في أماكن لا تليق بالحيوانات حيث ظلوا واقفين على أقدامهم لمدة 24 ساعة، حيث لايسمح ضيق مكان الحجز حتى بالجلوس ثم تم عرضهم على النيابة التى أمرت بحبسهم 15 يوما على ذمة التحقيق ووجهت لهم باقة التهم المعتادة وهي:

أولا: إهانة السيد رئيس الجمهورية                                   

ثانيا: الانضمام إلى جماعة إرهابية" كيان اثاري" هدفه اسقاط الدولة

ثانيا: الترويج للإرهاب بصورة مباشرة وغير مباشرة لاسقاط الدولة

ثالثا: استخدام موقع إلكتروني لترويج انتقادات وأفكار الجماعات الإرهابية بغرض اسقاط الدولة وقلب نظام الحكم.

أي طالب في كلية الحقوق يعرف أن هذه الاتهامات لاعلاقة لها بالقانون..؟ مامعنى الكيان الاثاري..؟  اذا جلست على المقهى مع أصدقائك ووجهت نقدا للسيسي هل تصبح عندئذ عضوا في كيان اثاري؟. ثم ما معنى الترويج للإرهاب بطريقة غير مباشرة.؟ اذا قلت مثلا إن مشروع قناة السويس الجديدة لم تتم دراسته بطريقة كافية وأنه فشل في تحقيق أهدافه..هل يعتبر هذا ترويجا غير مباشر للإرهاب..؟ ثم اذا كان نقد السيسي في أى موقع إلكتروني يعتبر جريمة فيجب على السلطة أن تقبض على ملايين المصريين. على أن العبث في هذه القضية لايتوقف عند الاتهامات الوهمية وانما يتعدى ذلك إلى الأحراز التى زعم ضابط الأمن الوطنى أنه وجدها في بيوت المتهمين وهي كالتالي:  

الحرز الأول: كتب عن جرائم التعذيب                                  

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                                  

هل أصبحت قراءة كتاب عن جرائم التعذيب دليلا على الارهاب..؟ . ان جرائم التعذيب يتم تدريسها في كليات الحقوق فهل نمنع تدريسها أم نقبض على الأساتذة والطلاب اذا كانت المحاضرة عن جريمة التعذيب.؟                                              

الحرز الثاني: منشورات تحض على كراهية النظام  

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                          

لعل حضرة الضابط وهو يؤلف هذا الحرز كان متأثرا بالأفلام القديمة مثل "القاهرة 30 " و "في بيتنا رجل" عندما كان بطل الفيلم يفتح حقيبة المنشورات ثم يلقي بها في الهواء على الناس بعد صلاة الجمعة. يا حضرة الضابط توزيع المنشورات أصبح جزءا من التاريخ، انه سلوك منقرض مثل التليفزيون الأبيض وأسود وشرب المياه من القلة. لم يعد أحد يوزع منشورات لأن هناك اختراع اسمه الانترنت يستطيع ان يوصل ما تكتبه إلى آلاف الناس بدون منشورات.

الحرز الثالث: صورة للرئيس السيسي وعليها علامة اكس (×)          

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ    

هنا تصل المهزلة إلى القمة. تصور ياعزيزبي القارئ ان وجود علامة (×) على صورة السيسي في بيتك أصبح دليلا على انك ارهابي.. ما هذا الخيال الفقير ياحضرة الضابط ؟! ماذا لو كان المتهم قد وضع على صورة السيسي علامة صح أو علامة ناقص (ــ) بدلا من علامة (×) هل معنى ذلك أنه يحب السيسي أم يكرهه..؟..  .

ما الهدف في النهاية من كل هذا العبث؟. هل المطلوب أن يجد المصريون أنفسهم أمام اختيارين: اما أن يطبلوا ويزمروا للسيسي واما أن تكتم السلطة أنفاسهم وتحبسهم..بدلا من القبض على شبان أبرياء ألم يكن الأولى بضابط الأمن الوطني أن يركز جهوده في مكافحة الارهاب الحقيقي الذى يقتل المصريين كل يوم..؟ المسؤولون عن أجهزة الأمن في مصر لازالوا يعيشون ذهنيا في الخمسينيات من القرن الماضي وهم يظنون أن باستطاعتهم قمع المصريين كما شاؤوا بغير أن يعرف أحد في العالم.

ان قضية شبان الاسكندرية باتهاماتها الملفقة وأحرازها الخائبة المضحكة موجودة في تقارير وكالات الأنباء العالمية يستطيع أن يقرأها كل من يعرف أي لغة أجنبية. هذه القضايا الخائبة تقدم الدليل كل يوم للعالم كله على أن نظام السيسي همه الأول ليس القضاء على الارهاب وانما القضاء على المعارضين.

عندما تصدر منظمة العفو أو هيومان رايتس ووتش تقريرا تؤكد فيه أن نظام السيسي يقمع مواطنيه ستنبرى وزارة الخارجية لتنفي القمع وتؤكد اننا نعيش أزهى عصور الديمقراطية وسيخرج الاعلاميون الأمنجية ليتهموا أعضاء كل المنظمات الدولية بما فيها الأمم المتحدة بأنهم يتلقون أموالا من الاخوان إلى آخر هذه السخافات. 

هؤلاء الشبان المحترمون لماذا تدهسهم السلطة بهذا الشكل..؟ لماذا لا نستفيد من طاقتهم واخلاصهم لبلادهم؟. ان الشباب المتأنق اللامع الذى تنتقيه أجهزة الأمن ليظهر مع السيسي في المؤتمرات لايمثل حال الشباب في مصر. الشباب الحقيقي هم وائل واسلام والشاذلي وأحمد ، المحبوسون في الاسكندرية حاليا لأن ضابط الأمن الوطني يقول إنه وجد عندهم صورة السيسي وعليها علامة (×).

عزيزي القارئ..نصيحة. قم فتش بيتك جيدا ولو وجدت أي صورة للسيسي تخلص منها فورا لأن أحدا من عيالك لو شخبط عليها سيقبضون عليك بتهمة الارهاب .تخلص من صورة السيسي بحكمة وليس برعونة. اياك أن تمزقها فيراك أحد ويبلغ عنك وتكون وقعتك سوداء. خذ الصورة بهدوء واجلس قليلا على مقعد على الكورنيش أو في حديقة عامة..ثم اترك الصورة وانصرف لحال سبيلك.                                      

   الديمقراطية هي الحل

   [email protected]

 

* المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة رأي مؤسسة DW.