علماء ألمان يحذرون من "الثمن الباهظ" لتغيرات المناخ المستقبلة
١٢ فبراير ٢٠٠٧يرى علماء ألمان أن التغير المناخي الذي سيشهده العالم في العقود المقبلة قد يكون أسوأ مما هو متوقع على الرغم من محاولات التقليل من قدر مخاطره المتوقعة. ويأتي التقييم الجديد في أعقاب البيانات المخيفة التي نشرت مطلع الشهر الجاري حول الاتجاهات التي تمت ملاحظتها بالنسبة للتغير المناخي منذ عام 1990 وحتى اليوم.
وشملت هذه البيانات مراقبة مستويات غاز ثاني أكسيد الكربون في طبقات الجو ودرجات حرارة الجو في العالم ومستويات البحار، وقورنت هذه النتائج بالتغيرات التي تم توقعها في تقرير اللجنة الحكومية حول التغير المناخي الصادر عام 2001. وقد وجد أن الزيادة في معدل درجات حرارة كل من اليابسة والبحار تقع في أقصى المدى الذي توقعته اللجنة، كما جاء تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو متطابقا تماما مع التقديرات السابقة للجنة، إلا أن مستويات البحر بدا أنها تزيد بمعدل أسرع.
وفضلا عن ذلك أوضحت الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية أن منسوب مياه البحر كان يرتفع بمقدار 3.3 ملليمتر كل عام في الفترة بين 1993 و2006. وفي السياق نفسه حذر الخبراء الألمان من أن التقديرات الجديدة لمعدل ارتفاع منسوب مياه البحر خلال العشرين سنة الماضية أسرع بنسبة 25 في المئة من أي فترة عشرين عاما على مدار الـ115 عاما الماضية.
توقع المزيد من الخسائر البشرية
كما أظهرت دراسة جديدة في ألمانيا حملت عنوان "ثمن التغير المناخي" أن هذا التغير قد يتسبب في وفاة نحو 20 ألف شخص حتى عام 2100، خاصة من كبار السن الذين لا يتحملون درجات الحرارة شديدة الارتفاع. وجاء في الدراسة التي نشرها معهد كيلر للاقتصاد الدولي بتكليف من مؤسسة البيئة، أن ارتفاع درجات الحرارة لأكثر من 32 درجة مئوية خاصة في المدن الكبرى المزدحمة بالسكان، له تأثير سيء جداً على الصحة. فهو يؤدي إلى إنهاك القلب والرئتين وهو ما يهدد بدوره بتضاعف عدد الوفيات خاصة من كبار السن إن لم تتخذ إجراءات وقائية مشددة. كذلك يعتقد العلماء أن عدد المرضى الذين يشكون بأمراض سببتها شدة الحرارة سيتضاعف، فإن كان هذا العدد يصل الآن إلى نحو 25 ألف مريض، فمن المتوقع أن يصل هذا العدد في المستقبل إلى 150 ألف.
.... والاقتصادية في ألمانيا
وعلى الصعيد الاقتصادي، توقع العلماء أن تقل الإنتاجية في ألمانيا بنسبة كبيرة بسبب ارتفاع درجات الحرارة وبسبب الأمراض التي تسببها، حيث ترتفع مصاريف العلاج وحدها لتصل من 300 إلى 700 مليون يورو سنوياً، حسب المتحدث عن مؤسسة البيئة. كما أن زيادة نسبة المرض تؤدي إلى التقليل من أداء الموظفين والعاملين، مما يسبب الانخفاض في الإنتاجية بنسبة تصل إلى 12 بالمئة، أي أن الخسائر قد تصل إلى نحو 10 مليار يورو بينما تصل حالياً إلى 2.4 مليار يورو حسب إعلان معهد كيلر.
دويتشه فيله + وكالات (س.ك)