علماء ألمان ينجحون في فحص ثلاثي الأبعاد للخلايا مما قد يفتح الباب لعلاج السرطان
٢٦ ديسمبر ٢٠٠٧باستخدام تكنولوجيا متقدمة يطلق عليها اسم تكوين الصور المقطعية الالكترونية تمكن الباحثون في معمل علم الإحياء الجزيئي الأوروبي في مدينة هايديلبيرغ الأالمانية من رؤية البروتينات المسئولة عن الاتصالات بين كل خلية وأخرى لأول مرة.
ويقول أخيليس فرانجاكيس رئيس فريق الباحثين في المعمل إن هذا تقدم كبير حقيقي من وجهين الأول: إنه لم يكن من الممكن من قبل رؤية صورة ثلاثية الأبعاد لأنسجة عن قرب وفي حالتها الطبيعية بمثل هذا الوضوح، كما أنه "بإمكاننا الآن أن نرى التفاصيل عند مستوى واحد على مليون من الملليمتر. وبهذه الطريقة حصلنا على رؤية جديدة للتفاعلات على المستوى الجزيئي التي تكمن وراء تماسك الخلايا، وهي آلية كانت محل خلاف على مدى عقود من الزمان".
وحتى الآن كانت المعلومات المتاحة عن وضع البروتينات في الخلية وتفاعلاتها ترتكز على صور مجهرية ضوئية قليلة الوضوح أو عن طريق أساليب فنية تقوم على نزع البروتينات من وسطها الطبيعي.
الكشف عن أسرار تفاعل البروتينات وتماسك الجلد البشري
ولقد طور فرانجاكيس وزملاؤه تكنيكا يمكن من خلاله تجميد الخلية أو النسيج في وضعه الطبيعي وفحصه عن طريق مجهر إلكتروني. وتتطلب عملية الفحص المجهري الالكتروني للأنسجة عادة معالجة الأنسجة بالكيماويات، أو وضعها في غلاف معدني، وهذه عملية من شأنها أن تحدث نوعا من التشوش للوضع الطبيعي للعينة، ولكن في الأسلوب الجديد يتم تصوير العينة من مختلف الاتجاهات، ويقوم جهاز كمبيوتر بتكوين صورة دقيقة ثلاثية الأبعاد لها.
وطبق الباحثون هذه التقنية الجديدة لملاحظة بروتينات الكادهرين، التي تعد حيوية ليس فقط بالنسبة لتماسك الأنسجة والأعضاء مثل الجلد والقلب، بل تلعب دورا مهما أيضا في انتشار الخلايا.
ويقول أشرف العمودي الذي قام بالعمل بهذه العملية في معمل فرانجاكيس: "لقد تمكنا من رؤية التفاعل بين اثنين من بروتينات الكادهرين مباشرة وتمكنا من معرفة السر وراء تماسك الجلد البشري، فكل كادرهرين يتماسك من طرفين، من طرف مع الخلية المجاورة ومن طرف ثان مع الخلية المحاذية، بطريقة تشبه اشتباك الخطاف مع العروة مما ينتج عنه تماسك الخلايا".
ويفتح التقدم العلمي الذي تم إنجازه عن الطريقة الجديدة الباب أمام احتمالات جديدة لدراسة المزيد من الأجهزة في بيئتها وأوضاعها الطبيعية بصورة تتسم بدقة متناهية. ويقول العلماء إن من شان هذا التطور أن يكشف عن أسرار جديدة للأنسجة البشرية قد تستخدم في وقف انتشار السرطان.