علماء الفلك والهواة يرصدون اقتراب منذب آيسون من الشمس
٢٨ نوفمبر ٢٠١٣
يترقب علماء الفلك مشهدا كونيا رائعا ونادرا مع وصول مذنب آيسون لأقرب نقطة من الشمس يوم الـ 28 من نوفمبر/ تشرين الثاني 2013 في الساعة السادسة وأربعين دقيقة بالتوقيت. ويتوقع أن يمر المذنب على بعد 1,2 مليون كيلومتر فقط من سطح الشمس. ويجب أن يتحمل المذنب درجة حرارة تصل إلى 3 آلاف درجة مئوية.
وعلى الرغم من أنه يتحرك بسرعة كبيرة تتجاوز مليون كيلومتر في الساعة، إلا أن الفراغ الموجود في الفضاء يحول دون تعرضه لرياح مبردة. ومع اقترابه من الشمس قد تسبب الحرارة الصادرة عنها في سطوع ضوء المذنب في الساعات القليلة قبل وبعد مروره، وهو ما قد يسمح لسكان الأرض بمشاهدة المذنب بالعين المجردة وفي وضح النهار.
ويقوم علماء الفلك بمراقبة ورصد حركة مذنب آيسون باستخدام وسائل مراقبة حديثة. وتعود تسمية ايسون إلي المنظومة التليسكوبية المعروفة بـ "الشبكة الدولية البصرية العلمية" المعروفة اختصارا بـ ISON.
الشمس نقطة مضيئة
يبلغ قطر مذنب آيسون نحو خمسة كيلومترات ويتكون أساسا من مياه وغازات متجمدة وغبار. وغالبا ما يصفه علماء الفلك بـ "كرات الثلج القذرة". وهو عبارة عن بقايا تشكل المجموعة الشمسية قبل 4,5 مليار سنة، إذن فهو عبارة عن البقايا التي خلفتها الشمس أثناء تشكل الأرض وباقي كواكب المجموعة الشمسية. وتتحرك بعيدا عن مدار كوكب نبتون أعداد لا تحصى من مثل هذه القطع الجليدية حول الشمس.
وهناك تشرق الشمس على شكل نقطة مضيئة فقط وتكون درجات الحرارة أقل من 200 درجة مئوية تحت الصفر. وبين الحين والآخر يعلق أحد المذنبات وسط المجموعة الشمسية. واليوم يصل مذنب آيسون للمرة الأولى إلى أقرب نقطة من الشمس. وهو ما يسعد علماء الفلك ويعزز آمالهم في مشاهدة مظهر كوني رائع وفريد.
كرة ثلجية داخل فرن
تتسبب حرارة الشمس المرتفعة جدا في ذوبان الجليد على سطح المذنب، الذي ينتج بدوره نسبة كبيرة من الغبار. ويشكل الغاز والغبار ذيل المذنب، الذي يمتد ملايين الكيلومترات في الفضاء. وفي منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني أصبح مذنب آيسون ساطعا بشكل أكبر. وذلك بسبب تفتت قطع منه، ما أدى فجأة إلى إطلاق نسبة كبيرة من الغاز والغبار.
هيرمان بونهارت، باحث في معهد ماكس بلانك لأبحاث المجموعة الشمسية، قام برصد حركة مذنب آيسون باستخدام تلسكوب فيندلشتاين مركز الرصد بجامعة ميونيخ. وقد اكتشف وجود هيكلين على شكل جناحين في المحيط الغازي للمذنب، ويقول بونهارت في هذا الصدد: "عادة ما تحدث هذه الهياكل بعد انشطار بعض الشظايا من نواة المذنب ".
وفي الوقت الذي توقع فيه بعض العلماء تفتت وتبخر المذنب بعد اقترابه من الشمس، يقول هيرمان بونهارت: "تشير حساباتنا إلى تفتت قطعة واحدة فقط و نسبة قليلة جدا من الحطام". ومع ذلك يصعب التنبؤ الدقيق بمصير المذنب.
ويتوقع علماء الفلك أن يفقد مذنب آيسون الكثير من المواد، إلا أنه لن يذوب بشكل كامل. فقد سبق أن مر العديد من المذنبات على مسافة قريبة جدا من الشمس، ومن بينها المذنب الكبير الذي مر في ربيع عام 1843 على بعد 140 ألف كيلومترا من سطح الشمس.
يحذر استخدام المناظير
ومن يريد مشاهدة مذنب آيسون في الـ 28 من نوفمبر/ تشرين الثاني 2013 عند مروره بالقرب من الشمس، يجب عليه أن يتوخى الحذر، حيث يجب تجنب استخدام المنظار مهما كانت الظروف والأسباب، لأن نظرة سريعة للشمس من خلال المنظار قد تؤدي إلى العمى الكلي. ولهذا فإن الطريق الأسلم هو المشاهدة فقط بالعين المجردة واستخدام قطعة من الورق المقوى لتغطية الشمس. تجدر الإشارة إلى أن مشاهدة المذنب رهن بحالة الطقس وبوضوح السماء، فعندها فقط يمكن للهواة ولعلماء الفلك الاستمتاع بهذه الظاهرة النادرة.