علماء يحذرون: ذوبان الجليد في غرينلاند خطر محدق على العالم
١ سبتمبر ٢٠٢٢تسبب فقدان الجليد على نطاق واسع في غرينلاند في ارتفاع مستوى سطح البحر عالمياً بمقدار قدم تقريبًا، وهو الأمر الذي كان المفترض أن يحدث في المستقبل القريب. وتشير الأبحاث الجديدة إلى أنه لا توجد طريقة لإيقاف الأمر، حتى لو توقف العالم عن إطلاق الانبعاثات المسببة لاحترار كوكب الأرض.
ووجدت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Nature Climate Change، أن فقدان الجليد من الغطاء الجليدي في غرينلاند سيؤدي إلى ارتفاع 10 بوصات على الأقل في مستوى سطح البحر، بغض النظر عن سيناريوهات الاحترار المناخي. وهو المقدار نفسه الذي ارتفعت به مستويات البحار العالمية بالفعل خلال القرن الماضي بفعل ذوبان الجليد في كل من غرينلاند والقارة القطبية الجنوبية إضافة لتسارع الارتفاع في حرارة الأرض.
نتائج مقلقة للغاية
ولاحظ باحثون من هيئة المسح الجيولوجي بالدنمارك وغرينلاند تغيرات في حجم الصفيحة الجليدية في غرينلاند وما حولها، ورأوا أن تدفق المياه الذي نتج عن ذوبان الكتل الجليدية كان الدافع الأساسي لذلك، بحسب ما نشر موقع سي ان ان الأمريكي.
باستخدام "نظرية معتمدة"، تمكن العلماء من تحديد أن حوالي 3.3٪ من الغطاء الجليدي في غرينلاند - أي ما يعادل 110 تريليون طن من الجليد - سوف يذوب حتمًا عندما يتفاعل الغطاء الجليدي مع التغييرات المناخية التي حدثت بالفعل.
ويؤكد العلماء أن ارتفاع مستوى سطح البحر بسبب الجليد الذائب سيحدث "بغض النظر عن أي مسار مناخي مستقبلي متوقع على الكوكب لهذا القرن"، وفقًا لما ذكره المؤلف الرئيسي جيسون بوكس، وهو عالم في هيئة المسح الجيولوجي للدنمارك وغرينلاند.
وبينما لم يحدد المؤلفون جدولًا زمنيًا، إلا أنهم توقعوا في دراستهم أن التغيير في مستويات سطح البحر يمكن أن يحدث من الآن وحتى نهاية القرن، بحسب ما نقل موقع سي ان بي سي الأمريكي.
وقال بوكس إن البحث كان فقط لتقدير الحد الأدنى لارتفاع مجتمل لمستوى سطح البحر نتيجة لذوبان الجليد في غرينلاند، "ومع تأكيد أن المناخ سيستمر في الاحترار، فإن مستوى سطح البحر سيزداد بكل تأكيد".
انهيار الحواف الجليدية
ومن الممكن أن تذوب الصفائح الجليدية الضخمة بسرعة عندما تكون درجة حرارة الهواء دافئة، لكن مياه المحيط الأكثر دفئًا تؤدي أيضًا إلى تآكل الطبقة حول الحواف الجليدية ما يتسبب في انهيارها.
تأتي هذه النتائج في أعقاب تقرير عن ارتفاع مستوى سطح البحر في عام 2022 صدر في وقت سابق من هذا العام عن الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي بالولايات المتحدة، والذي وجد أن السواحل الأمريكية يمكن أن تتوقع ارتفاعًا في مستوى سطح البحر من 10 إلى 12 بوصة في الثلاثين عامًا القادمة.
ووفقًا للتقرير، فإن هذا سيؤدي إلى حدوث فيضانات عالية المد أكثر من 10 مرات في كثير من الأحيان، والسماح للعواصف بالانتشار داخل البلاد.
ويوجد في غرينلاند ما يكفي من الجليد بحيث إذا ذاب تماماً فقد يرتفع مستوى سطح البحر بحوالي 25 قدمًا حول العالم. ويقول العلماء إن ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار 20 قدمًا فقط في جميع أنحاء العالم، سيدمر الكثير من الأراضي ويغرقها تماماً.
قال ويليام كولغان، كبير الباحثين في هيئة المسح الجيولوجي في الدنمارك وغرينلاند، إنه نظراً لأن أماكن مثل غرينلاند تفقد كتلتها الجليدية فإنها تفقد أيضًا قوة جاذبية الجليد على الماء، مما يعني أن مستوى سطح البحر فيها ينخفض مع ارتفاع المستوى في مكان آخر.
وأضاف كولغان، وهو يقف عند نهر جاكوبشافن الجليدي في غرينلاند، حيث يمتلئ المضيق البحري بالقطع الجليدية: "سيكون من الصعب حقًا التكيف مع التغيير الحادث في المناخ بهذه السرعة".
وقبل أن يبدأ تغير المناخ الذي يسببه الإنسان، لم تكن درجات حرارة تقترب من 32 درجة فهرنهايت (صفر درجة مئوية) في غرينلاند. ولكن منذ الثمانينيات، ارتفعت درجة حرارة المنطقة بنحو 1.5 درجة لكل عقد - أربع مرات أسرع من الوتيرة العالمية - مما يزيد من احتمال تجاوز درجات الحرارة عتبة الانصهار.
عماد حسن